عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12-09-2005, 03:02 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الضربات بين الحسنات والشبهات ... حسين بن محمود

إقتباس:
بواسطة الغرباء




1 ـ فقد قالوا : بأن المجاهدون جرّوا على الأمة حرب لا قبل لهم بها !!



ورد هذا لا يحتاج إلى كثير نظر ، فنقول: من قال بأن المجاهدون هم الذين بدأوا هذه الحرب !! ألم تكن أمريكا قد قتلت في العشرين سنة الماضية أكثر من (8) ملايين مسلم في أكثر بلاد الإسلام !! أليس يهود يقتلون المسلمين صباح مساء في فلسطين !! أليس النصارى يقتلون المسلمين في الفلبين وأندونيسيا والسودان وأفغانستان وقرغيزيا وأوزبكستان وطاجيكستان وغيرها من بقاع الأرض !! هل كان كل هذا قبل التفجيرات في أمريكا أم بعدها !!

ألم تضع أمريكا خطة عسكرية لاحتلال منابع النفط في الخليج في السبعينات من القرن الميلادي المنصرم !! هل كانت الأمة في حال سلم أم حرب مع الأمريكان والصليبيين طوال العقود أو القرون الماضية !! هل كانت الحكومة الأمريكية تتوقف عن قتل المسلمين لو لم تكن تلك التفجيرات !! أليست هي التي قتلت أكثر من مليوني عراقي - قبل التفجيرات - ماتوا بسبب الحصار !! أمريكا كانت تقتل المسلمين قبل أن يولد كل المجاهدين في أفغانستان .. آلآن وقد قام بعض المسلمون يذودون عن كرامة الأمة أصبحوا هم المسؤولون عن الدماء التي تُزهق !! أتلومون المجني عليه وتتركون الجاني !!

ثم ومن قال لكم بأن المجاهدين لا قبل لهم بأمريكا !! أليسوا هم الذين هزموها في الصومال !! أليس هؤلاء هم الذين هزموا الإتحاد السوفييتي وصيروه روسيا !! أليس النصر من عند الله !! ألم يَعِدِ اللهُ من نصر دينَه بالنصر !! أين الإيمان والثقة بالله !! أين عقيدة التوكل على الله !!

2- يدعي بعضهم : بأن الأحداث أثرت سلباً على العمل الدعوي !!



وجوابه : بأن الواقع يكذب هذا الإدعاء ، فعدد الذين دخلوا الإسلام في هذه الفترة أضعاف أضعاف عددهم في الفترات سابقة (حتى في أمريكا نفسها) .. بل إن عدد الذين اهتدوا من المسلمين ورجعوا إلى دينهم والتزموا بتعاليمه أضعاف أضعاف أضعاف عددهم مقارنة بنفس الفترة خلال عقدين من الزمان .. إن الناس تبع للقوي (كما قرر ابن خلدون في مقدمته ، وغيره كثير) ولما رأى الناس قوة الإسلام وعزيمة أبنائه وتضحيتهم من أجل دينهم دخلوا في دين الله أفواجاً كما دخل الكفار في دين الله في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر عليهم "إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً" ، فالنصر يعقبه دخول الأفواج في دين الله ، فسبحان الذي جعل لكل شيء سببا .. لقد قامت الحجة على أكثر أهل الأرض بعد هذه الأحداث ، ولو استنفذ الدعاة ميزانيات دولهم ليقيموا الحجة على الناس - كما حصل بسبب الاحداث - لنفذت أموالهم ولم يبلغوا مرادهم ، ولكن الله مكر بأهل الكفر فجعلهم دعاة لدينه من حيث لا يشعرون ..



3- قال بعضهم : أفسدت هذه الأحداث علاقة الدول الإسلامية بالدول الغربية !!



نقول: وما هي حقيقة علاقة الدولة الإسلامية بالدول الغربية وفق الشريعة الإسلامية !! أليست علاقتنا معهم مبنية على "قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " (التوبة : 29) ، فأي علاقة هذه التي تتكلمون عنها !! هل تأخروا عن دفع الجزية ففسدت علاقتنا بهم ، أم أعطونا الجزية دون صَغار !!



4- قال بعض الجهال: التفجيرات أضرت بالقضية الفلسطينية !!



نقول:

أولاً هي قضية إسلامية وليست فلسطينية ..

ثانياً: المسلمين يُبادون في فلسطين منذ أكثر من (80) سنة فأين أنتم منهم !!

ثالثاً: وهل كان يهود يتركون فلسطين ، أو الجيوش العربية تتحرك لإستعادتها لولا التفجيرات !!

رابعاً: هل كان الدعم الأمريكي – الأوروبي - الروسي يتوقف عن يهود لولا التفجيرات !! والقائمة طويلة ..

نقول:
إن القضية "الفلسطينية" (كما تزعمون) أصبحت اليوم قضية إسلامية يحترق لها قلب المسلم الصيني قبل العربي ، وانظروا كيف يخرج المسلمون للمظاهرات في سائر الأرض منددين بالذي يحصل في فلسطين ، وبما يهدد به النصارى من حرب على العراق .. إن هذه الأحداث ألفت بين قلوب المؤمنين وقربت المسلمين بعضهم من بعض ، ولو أنفقتم ما في الأرض جميعاً ما ألفتم بين قلوبهم ، ولكن الله ألف بين قلوبهم ، وقد جعل رب العزة هذه الأحداث سبباً في توحيد هذه القلوب ..



5- قالوا: لقد أعطت الأحداث أمريكا عذراً لاحتلال العراق !!



فنقول: أيها الأغبياء ، وماذا كانت أمريكا تفعل طوال الـ (12) سنة الماضية في العراق !! هل كانت العراق حرة طوال تلك السنين !! ولعل الموت اليوم بالقنابل الأمريكية أهون على الشعب العراقي من موته البطيء بسبب الجوع والمرض الذي جرّته عليهم أمريكا بالحصار ..


6- قالوا : الأحداث أعطت أمريكا دافعاً أو سبباً للتدخل في المناهج الدراسية وحياة المسلمين اليومية !!



نقول: أما المناهج الدراسية فقد قامت الحكومات العربية بدورها في تفريغها من محتواها أفضل قيام ، ولا أظن أن أمريكا تأتي بجديد ، فأهل مكة أدرى بشعابها !!

أما حياة المسلمين اليومية : فأين أنتم من الأفلام والإعلام الأمريكي الذي دخل كل بيت من بيوت المسلمين فأفسد أخلاقهم وغرَّب تفكيرهم !!



7- قال بعضهم : لقد أصبح الدعاة مُطاردين في كل مكان !!



نقول : كانوا مطاردين من قِبل حكومات دولهم ، والآن يُطاردون من قبل أمريكا ، وأمريكا أهون الشرَّين ، فالأمريكان لم يتعلموا إلى الآن فن الإعتداء على أعراض الدعاة مثل إخوانهم حكام بلاد الإسلام ، واسألوا سجون سوريا ومصر إن كنتم لا تعلمون !!



8- قالوا : لقد ضيق الأمريكان على المؤسسات الخيرية الإسلامية !!



نقول : هذا بسبب ضعفكم وسكوت حكوماتكم "الموقرة" عن حقوقكم ، وليس بسبب المجاهدين !! وماذا تنتظرون من النصارى !! أتُريدونهم أن ينشروا الإسلام نيابة عنكم !! قوموا ودافعوا عن دينكم وحقكم بدل هذا الذل والتخاذل !!



9- قالوا : المجاهدون قتلوا المدنيين الأبرياء في البرجين !!



نقول: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم " ، فهم قتلوا أكثر من مليون طفل من أطفالنا في العراق ، وأكثر من نصف مليون في فلسطين و ، و ، و .. والذين في الأبراج كانوا رجالاً يدفعون الضرائب التي يقتل بها الأمريكان المسلمين ، فهم في حكم المحاربين الذين يجوز قتلهم شرعاً .. إن لنا أن نقتل أبنائهم إذا قتلوا أبنائنا ، وعلمنا أنهم لا يرتدعون إلا بذلك .. رجل دخل بيتك وقتل إبنك الصغير وابنتك الرضيعة وهشّم رأسيهما ، ألا تحاول - ولو مجرد محاولة - أن ترفع يدك لتلطمه على خده لطمة واحدة !!



10- قالوا بأن الأحداث أذكت الفكر المتطرف !!



نقول : "التطرف" هذا حاله حال "الإرهاب" .. عرّفوا لنا التطرّف الذي تُريدون حتى نعرِف كيف نرد عليكم ، أمّا وقد احتفظتم بمعناه لأنفسكم ثم وسمتم به من شئتم فهذا هو ما تفعله أمريكا بمصطلح "الإرهاب" .. وإن كنتم تقصدون بالتطرف: حمل السلاح للذب عن بلاد المسلمين وأعراض المسلمات ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي سنّ لنا هذا "التطرّف" ، ودونكم كتاب الله فاقرأوه إن كنتم للقرآن تفقهون !!



قالوا: بأن المجاهدون يقتلون مسيحيين آمنين في بلاد المسلمين !!



نقول:

أولاً : هؤلاء نصارى وليسوا مسيحيين ، ولا يصح نسبتهم للمسيح عليه السلام .

ثانياً: الجنود النصارى في بلاد المسلمين أتوا ليقتلوا المسلمين فهم محاربون يجب محاربتهم وقتلهم دفاعاً عن النفس وعن بلاد الإسلام وذباً عن حرمات المسلمين ، وجهاد الدفع فرض عين بإتفاق أهل العلم سلفاً وخلفاً !!

ثالثاً : هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان ، ولا يجوز إعطاء الأمان لكافر يريد قتل مسلم ، والذين أعطوهم الأمان لا يصح منهم عقد ملزم لمسلم لأنهم كفار بموالاتهم للكفار ، فلا يجوز لكافر أن يؤمن كافر يريد قتل المسلمين في بلاد الإسلام باتفاق أهل العلم ، ولا يعارض هذا إلا مجنون ..

رابعاً : ما أحرص الحكومات العربية على المصطلحات الشرعية إذا كانت تخدم مصالحهم !! لماذا يستخدمون مصطلح "أهل الذمة " "والأمان" و "العهد" الآن !! ألأن الأمر أصبح يخص الأمريكان !! ينحون كل الشريعة (أو جُلها) ثم يأتوننا اليوم بمصطلحات شرعية يجعلونها في غير محلها ليخادعوا الله والذين آمنوا !! لقد علموا بأن موالاة الكفار ومساندتهم ضد المسلمين كفر مخرج من الملة ، ومع ذلك يفعلونه ويُعلنونه على الملأ دون خوف من الله أو خجل من الناس .. يريدون أن يحفظوا دماء الكفار بحكم الله ، وهم لا يُحكّمون شرع الله في البلاد ، لسنا سذجاً إلى هذه الدرجة ، وما عادت هذه الأكاذيب تنطلي على المسلمين !!





وبعد:



فإنني أعجب من حرص المنافقين من الحكام والإعلاميين وما يسمون بالمفكرين على تثبيط المسلمين وزرع اليأس في قلوبهم ومحاولة صرفهم عن مكر عدوهم ، فيشغلون المسلمين بالشهوات والشبهات وبكل أمر سوى ما يُكاد لهم !! ويَكاد هذا الحرص يفوق حرص النصارى أنفسهم !!


إن من أعظم المكر صرف المسلمين عن دينهم الذي هو مصدر قوتهم وسبب نصرهم الذي وعدهم به ربهم ، فينبغي للمسلمين أن يعوا هذا المكر ويعرفوا مداخله الشيطانية ..



إن النصر وعد من الله لعباده المؤمنين ، فلا نشك في وعد الله ، إنما هو التمحيص والإختبار .. فوالله ، ثم والله ، إن الإسلام ظاهر منتصر على الكفر ، ولا يمكن أن نشك في ذلك طرفة عين ولو ألقت أمريكا بكل قنابلها النووية والهيدروجينية والبيولوجية على المسلمين ، لن ينصرها الله على أمة الإسلام .. فليكيدوا ، وليجلبوا علينا بخيلهم ورجلهم ، وليجمعوا من شاؤوا من المنافقين والأحزاب ، إننا على موعد مع وعد الله ، ولا يخلف الله وعده ، هو ربنا ولن يضيعنا " إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا " (الطارق : 15-17) ..

كتبه

حسين بن محمود

18 ذي الحجة 1423 هـ

__________________