عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 19-09-2005, 04:45 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

تابـــــع كلمة العلامة أحمد ديدات في المناظرة التي جرت في السويد:ولننتقل إلي قوله : (( قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن )) يوحنا [ 8 : 58 ]

لقد أعتقد اليهود أن المسيح كان يتكلم عن وجدوه الفعلي بالروح والبدن عندما قال لهم : (( قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن )) . . . لقد وقع اليهود في سلسلة متعددة الحلقات في سوء فهم أقوال المسيح التي كان يقولها لهم .

يحدثهم المسيح عن خلود الإيمان فيحسبونه يتكلم عن خلود الأبدان ، فيقولون له : (( قد مات إبراهيم والأنبياء وأنت تقول إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلي الأبد . لعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات . والانبياء ماتوا. من تجعل نفسك )) يوحنا [ 8 : 51 _ 53 ]

وكلام اليهود على هذا النحو يدل دلالة واضحة على عدم فهمهم كلام المسيح وعدم فهمهم ما يلزم فهمه عن قدرة الله وعلمه الذي لا يحده زمان أو مكان ، فيقول لهم المسيح : (( تقولون أنتم أنه إلهكم ولستم تعرفونه . وأما أنا فأعرفه )) يوحنا [ 8 : 55 ] .

وألقى اليهود سؤالهم الذي يفضح تماماً سوء فهمهم إذ حسبوه يتكلم عن الوجود الفعلي الحسي فسألوه : (( ليس لك خمسمون سنة بعد . أفرأيت إبراهيم )) يوحنا [ 8 : 57 ] في هذا السياق قال لهم المسيح : (( الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن )) يوحنا [ 8 : 58 ]

لقد أراد المسيح أن يقول لهم إن الله الذي خلق إبراهيم وسائر الخلق قدر له ( أي للمسيح ) الوجود قبل أن يولد في عالم الحس والوجود الفعلي شأن كل خلق الله من البشر الذين قدر الله لهم الوجود ، ولكن اليهود لم يفهموا قصده ( فرفعوا حجارة ليرجموه ) يوحنا [ 8 : 59 ]

وإذا كان الإنجيل ينعى على اليهود سوء فهمهم الذي أفضى بهم أن يفهموا خطأ وأن يخلطوا بين وجود المسيح كمشيئة لله وبين الوجود الجسمي الفعلي له في الحياة ، فلا يعقل أن يتبنى حملة الإنجيل اليوم نفس موقف ونفس فهم اليهود لكلمات المسيح عندما يفترضون أن وجود المسيح جسماً وروحاً كان سابقاً للوجود الفعلي لسيدنا إبراهيم ، لكي يصلوا من ذلك إلي أن المسيح ابن مريم إله ، ولكي يتهموه بالألوهية ، فينفي عن نفسه التهمة فوراً مذكراً إياهم أنه يستخدم الكلمة كما يستخدمونها دون أن يعني ذلك أنهم آلهة حقاً أو أنه إله يتطلب العبادة .

نحن الآن في عام 1992 م . وقبل هذا التاريخ لم يكن المسيح موجوداً إلا كجنين في رحم أمه العذراء مريم بالمعنى الحسي الفعلي لوجود الناس في الحياة الدنيا ، أما فيما يتعلق بعلم الله ومشيئته ، فوجود البشر عموماً يرجع إلي ما قبل الخليقة .

إن تصور أن يسوع ، جسماً وروحاً ، كان موجوداً مع الله قبل بدء الخليقة ثم قال له الله . . . هيا ، اذهب يا بني في بدء العام الأول للتاريخ الميلادي ، وأخرج من رحم مريم ، وليكن كذا وليكن كذا . . . إنما هو تصور غير معقول .

هل كان الأمر في تصوركم هكذا ؟ على هذا النحو ؟

كيف كان يسوع موجوداً مع الله قبل بدء الخليقة ؟

هل كان موجوداً مع الله بجسمه وروحه ؟

كيف يمكن تصور ذلك ؟

هل كان موجوداً كوليد ؟ أم كطفل ؟ أم كشاب ؟ أم كان يسوع مكتمل الرجولة عندما كان مع الله قبل بدء الخليقة ، وقبل وجود سيدنا إبراهيم ؟

لقد ورد بسفر نحميا بالعهد القديم عبارة : (( أنا أعرفك قبل أن تكون في رحم أمك ))

كيف يكون ذلك ؟

معنى ذلك أن صاحب هذه العبارة يريد أن يقول : أنا تنبأت بوجودك قبل أن تولد ، وجعلت من مولدك نبوءة للناس .

أنا أريد أن أعرف كيف يوجد نبي قبل أن يخلق في رحم أمه ؟

يقولون : كان مع الله ! كيف يكون ذلك ؟ كيف تتعاملون مع كلام الكتاب المقدس ؟

( كيف يكون مع الله وهو هو الله ؟ )

إن الكلام في الكتاب المقدس مليىء بالمجاز والاستعارة والكناية . فهل تقفون عند المعنى الحرفي للكلمات ؟

أنتم تعتقدون أن يسوع كان إلهاً ومن خلال سوء الفهم تعتقدون أن يسوع كان مع الله . و أنا أستطيع أن أقول لكم أن محمداً كان مع الله ، وكان هتلر مع الله ، وكل الناس مع الله . . . الصالحون والطالحون . . . جميع الناس مع الله . . . ( تصفيق حاد من الحضور للسيد ديدات )

عندما يقول لك شخص ما : (( كن مع الله )) فما هو المعنى الصحيح لذلك ؟

إننا جميعاً مع الله . . . أي في علم الله . . .

إن باستر استانلي هناك . . . وهتلر هناك . . . وأحمد ديدات هناك . ( تصفيق )

ولقد قال باستر استانلي إن نبي الإسلام قد أمرنا باحترام الإنجيل . وهذا صحيح . ولكن ، أي إنجيل ؟

إن الانجيل الذي أمر نبي الاسلام أن نحترمه هو إنجيل عيسى . ولكن الإنجيل الموجود اليوم ليس هو إنجيل عيسى . ولقد أمرنا أن نحترم ما أنزل الله إلى عيسى ، لا إنجيل متى ، ولا إنجيل مرقس ، ولا إنجيل لوقا ، ولا إنجيل يوجنا . هل لدى أحد الآن إنجيل عيسى ؟ هاتوا لنا إنجيل عيسى . إننا نحترم إنجيل عيسى .

وإذا كان باستر استانلي يدعي أن المسيح قد أدعى أنه إله ، فليتفضل ويطلعني على ذلك . من فضلك ، أرني أين قال المسيح على لسانه : أنا الله . ( تصفيق )

أرني أين قال المسيح بنفسه (( أنا إله )) . . . . . .

هل يجهل الله فصول السنة وموعد جني الثمار ؟

أنا لا أسخر من إلهكم يا سيدي . الانجيل هو الذي يقول ذلك ولست أنا الذي أقوله . إن الروح القدس هو الذي أوحى إلى القديس مرقس أن يقول في الانجيل : (( وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وتوجه إليها لعله يجد فيها شيئاً ، فلما جاء إليها لم يجد فيها شيئاً إلا ورقاً . لأنه لم يكن وقت التين )) [ مرقس 11 : 12 ]

ويقول الانجيل عن الاله يسوع أنه عاجز عن أن يعمل شيئاً من تلقاء نفسه كما ورد بإنجيل يوحنا الذي يخبرنا أن المسيح قال : (( أنا لا أقدر أن أفعل شيئاً من نفسي )) [ يوحنا 5 : 30 ] . إن اللاشيء هو اللاشيء .

لقد مات العازر ، وكان صديقاً حميماً لسيدنا عيسى . وجاءت أخته مرثا إلى السيد المسيح ، وقالت له إنه يبرىء المرضى وقد مات لعازر صديقه . ومادامت له مثل هذه القدرات الخاصة فلماذا لا يحاول أن يرد الحياة إلى اخيها .

ولم يكن سيدنا عيسى قد مر بمثل هذه التجربة من قبل . قال يسوع لو كان عندك ايمان فسيحيا . ومضى معها إلى المنزل . ويقول الانجيل ان يسوع كان ( يـئـن ) . كيف ولماذا كان يـئن ؟

لقد كان في الحقيقة يدعو الله بصوت خفيض أن يرد الحياة إلى لعازر . ولم يكن الناس يدركون ما يقوله ولذلك ظنوا أنه يئن . ولقد كان يسوع في الحقيقة يتضرع إلى الله وكان يدعو الله سراً . . ونادى سيدنا عيسى على العازر قائلاً : يا العازر أخرج . وخرج العازر . . .

مئات الملايين من النصارى يقولون أن المسيح قد أعطى الحياة للميت . كــلا ، إن قدرة الله التي وهبها لسيدنا المسيح (( في هذا الموقف )) هي التى ردت الحياة إلى الميت . ويقول القديس بطرس : (( إن يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب صنعها الله بيده في وسطكم )) [ اعمال الرسل 2 : 22 ]

من الذي صنع هذه العجائب ؟؟؟

صنعها عيسى بقدرة الله ‍‍!

ان المسلم لا يستطيع أن يتقبل فكرة أن عيسى هو الله .

كإنسان وكرسول من رسل الله الكرام ، نحن المسلمين نؤمن به ونحترمه ونجله ونقدره ونعظمه . ولكن كإله ، نقول : لا . ولكن كخالق للمسوات والأرض ، نقول لا . هل قال عيسى ذلك ؟ هل قال عيسى : (( أنا الذي خلقت السموات والارض )) ؟ لا . لم يقل عيسى ذلك . . . .

ذلك هو المسيح عيسى ابن مريم ، إنسان عاش على الارض ، وعرفه الناس . لقد كان يمسك بالسوط ، ويطرد المرابين وصيارفة النقود والتجار من معبد سليمان [ يوحنا 2 : 15 ] . . . لقد مشى مع تلاميذه وأتباعه إلى أورشليم وهم يهتفون من حوله : (( أوصنا في الاعالي . . . مبارك الآتي باسم الرب . . . )) لقد جاء المسيح باسم الرب وليس هو الرب . . . وكانوا يهتفون له أيضاً : (( مبارك الملك الآتي باسم الرب . . . .)) [ لوقا 19 : 38 ]

وها هو ذا المسيح يقول لأتباعه في إنجيل لوقا [ 19 : 27 ] : (( أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي ))

ولقد قال المسيح في إنجيل متى [ 15 : 24 ] : (( لم ارسل إلا الى خراف بني اسرائيل الضالة ))

هل أنتم خراف بني اسرائيل الضالة ؟

هل الفرنسيون والايطاليون والانجليز والسويديون هم اليهود من بني اسرائيل ؟ . . . . .

ان المسيحيون يفاخرون بالمعجزات .وطبقاً لإنجيل متى فالمسيح يصرح بأن المعجزات والافعال العجيبة ليست دليل على النبوة فضلاً عن الالوهية فهو يقول : في متى [ 24 : 24 ] : (( سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا المختارين . ))
__________________