قيام الدولة الصفوية
يرجع اسم تلك الدولة ، الى الشيخ صفي الدين اسحق الأردبيلي (1253ـ1334 م) .. وقد ذاعت شهرته لطريقته الصوفية التي ، سميت باسمه .وكانت تلك الفرق تنتشر انتشارا واسعا في عهد الاضطراب السياسي في البلاد الاسلامية .. وقد توسعت تلك الحركة حتى أصبح لها اتباع في بلاد الشام .. وقد قدم هؤلاء شيخهم على أساس أنه من نسل الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من خلال انتسابه الى الإمام الكاظم .
ومنهم من ذهب أن الصفويين هم من أصل كردي ، وهذا ما ثبت خطأه ، لكنهم ربما يكونوا من أصول تركية .. أو ايرانية محلية ..
بعد وفاة الشيخ صفي الدين ، تولى المشيخة ابنه ( صدر الدين ) فأصبح (بير) أي مرشد ..وبعده انتقلت الى ابنه ( خوجة علي) الذي لقب ب ( سياه بوش) أي لابس السواد ..وفي عهده انقلبت تلك الطائفة من الشافعية الى الشيعية !!
وقد عاصر (خوجة علي ) غزو ( تيمورلنك ) وتحالف معه لاقتطاع (أردبيل) له و لجماعته ..وبعد وفاته في فلسطين وهو عائد من الحج ..تولى ابنه ابراهيم من بعده حتى عام 1447.. حيث تولى بعده ابنه ( جنيد) ..
تعتبر مرحلة ( جنيد) من أهم مراحل تأسيس الدولة الصفوية ، حيث قلب الحركة الى سياسية ، و أبدى رغبته في أن يصبح ملكا ( باد شاه ).. وهذا مما حدا بآخر ملوك ( القرة قوينلو) بطرده من أردبيل ..فتوجه الى ديار بكر .. حيث دولة ( الآق قوينلو ) أعداء ( القرة قوينلو ) فقربه حسن أوزون منه وزوجه أخته ( خديجة بيكوم ) .. وتوجه من هناك لاستعادة أردبيل ، ولكنه قتل على أيدي الشراكسة في ( باكو ) عام 1460
تولى بعده ابنه ( حيدر ) الذي عزز صلته ب ( حسن أوزون ) .. بالزواج من ابنته ..واتخذ هو و أتباعه غطاء أحمرا للرأس مكون من 12 طية ، رمزا للشيعة الاثني عشرية .. وسمي جماعته ب (قزلباش) أي ذوي الرؤوس الحمراء. وبعد تصفية حكم (القرة قوينلو) على يد ( الآق قوينلو) وموت حسن أوزون .. ضعف التحالف معهم ، بل و انتهى ..
وفي عام 1488 قتل (الآق قوينلو ) حيدر .. فخلفه ابنه (سلطان علي) الذي سجن وهو و أخوته ابراهيم و اسماعيل لمدة اربعة سنوات ، وكان الأخير عندما سجن عمره سنتين .. وقد تم اطلاق سراحهم عام 1493 .
وفي عام 1500 بعد أن دب الضعف في جسم دولة ( الآق قوينلو ) .. استطاع اسماعيل الفتى الصغير هو وأتباعه قد استرجعوا مقاطعة ( شيروان) وسحقوا جيش (الآق قوينلو ) في أذربيجان .. وفي سنة 1501 تم تنصيب اسماعيل ملكا في تبريز .. وفي خلال سنوات بسط اسماعيل نفوذه على كل ايران .
__________________
ابن حوران
|