عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 24-09-2005, 05:07 PM
المسافر الى بلاد الافراح المسافر الى بلاد الافراح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 278
إفتراضي

يقول الاخ د/ محمد الحضيف .. كلاما من المناسب إضافته هنا :
سجلت الديبلوماسية الخارجية السعودية ، موقفا انتظرناه طويلا . التحرك السعودي ، قد يكون متأخرا بعض الشيء ، إلا انه جاء قويا وواضحا . من منظور الامن الوطني : هناك خطر حقيقي يحدث على حدودنا الشرقية ! على المستوى الاقليمي ، تدفع السياسات الامريكية في العراق ، المنطقة الى كارثة حقيقية ، تهدد النظام العربي ، وتعزز الاطماع الفارسية الايرانية.. وتقود المنطقة الى اتون حروب طائفية .
قال الامير سعود الفيصل ، في خطابة امام مجلس العلاقات الخارجية ، في نيويورك : ان السياسة الامريكية في العراق ، تعمق الانقسامات الطائفية ، وتؤدي الى تسليم العراق الى ايران ، و" إن الإيرانيين يذهبون إلى المناطق التي تؤمنها القوات الأميركية ، ويدفعون أموالا، وينصبون أناسهم بل وينشؤون قوات للشرطة ويسلحون المليشيات التي هناك، وهم يحتمون أثناء قيامهم بكل هذا بالقوات البريطانية والأميركية ".

أكد الامير سعود الفيصل كذلك ،ان الامريكيين يتحدثون عن السنة ، بوصفهم كيانا منفصلا ، ( داخل العراق ) ، وليسوا مكونا رئيسا ومهما ، في النظام ، والدولة العراقية الحديثة . كما ان هناك سياسة تفرقة ، تمارسها قوات الاحتلال الامريكية ، ضد السنة ، تكرس هيمنة الشيعة ( المرتبطين بايران ) على العراق .

للأسف .. أدى ضعف الانظمة العربية ، وتكريسها كل جهودها واهتماماتها لمحاربة ( الارهاب ) الداخلي ، الى ترك الادارة الامريكية ، ( تتفرد ) في الشأن العراقي ، على ضوء من مصالحها الخاصة ، المنسجمة مع الرؤية الاستراتيجية الصهيونية ، القائمة على تفتيت المنطقة العربية .. بإشغالها في صراعات طائفية وعرقية ، وابقاءها .. دائما ضعيفة ، امام القوى الاقليمية المجاورة : اسرائيل وايران .

لقد حملت مسودة الدستور العراقي ، التي حاولت الادارة الامريكية تمريرها و فرضها ، بالتعاون مع حلفائها الشيعة ، أجلى صور الخطر ، الذي يهدد مستقبل العراق ، ببعده المذهبي ، من خلال نزعه من عمقه العربي السني ، وربطه يايران (الصفوية) ، بنزعتها الشعوبية (الشوفينية) .. وببعده القومي ، بجعل ارتباطه بالامة العربية ، فقط .. من خلال العرب السنة ، التي قالت مسودة الدستور ، " ان العرب السنة ( وليس العراق ) جزء من الامة العربية " .

لم تكن مسودة الدستور ، النذير الاول لما يحاك ضد العراق (العربي) ، بعمقه السني الحيوي.. لدول الجوار العربية . ان تسليم العراق لاشخاص ارتبطوا بـ( الخارج) .. ولاء ومصلحة ، ليقوموا بصياغة (دستور) عراق المستقبل ، كما يقولون(!!) ، يدل بوضوح على دور ذلك ( العراق المنتظر ) . جلال طالباني ، احد ابرز الاشخاص على (قوائم الدفع ) لـ(C I A ) ، منذ سبعينيات القرن الماضي ، ينصب رئيسا للعراق . طالباني هذا .. عنصري شوفيني ، يكره كل ماهو عربي . يقول في احد تصريحاته : " لقد ارسل محمد قرآنه العربي الى كردستان على جمال . نحن ليس لدينا جمال الآن ، سنعيده اليكم على حمير ) ..!!

رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري رئيس ( حزب الدعوة ) ، صنيعة ايرانية . ميليشيا حزبه .. فيلق بدر ، مازال يقبض افراده مرتباتهم من الحكومة الايرانية ، وهم الذين يشكلون الان ، ما يسمى ( الحرس الوطني ) العراقي ، ومغاوير الداخلية . هذه الحقيقة تكلم عنها صراحة الاستاذ فهمي هويدي ، ولمح اليها الامير سعود الفيصل ، في خطابه عن ( ميليشيات ايران ) في العراق .

مثال آخر .. حسنا . يطالب عبدالعزيز الحكيم(العراقي) ، رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية .. تنظيم آخر ، صنعته ايران على عينها . يطالب ان يدفع العراق ، تعويضات بمئة مليار دولار (100 مليار) لإيران ، بسبب الحرب التي وقعت ، ايام نظام صدام حسين . هذا هو الحكيم ( العراقي ) ، الذي لو حكم العراق ، سيدفع لإيران الفارسية الصفوية ، التي يدين لها بالولاء ، من اموال العراق ، الذي يدعي انه بلده..!

اشخاص مثل هؤلاء ، هذا ولاؤهم .. لمن ؟ هذه مواقفهم من ( بلدهم ) العراق . كيف سيكون موقفهم ، وكيف ستكون علاقاتهم مع دول الجوار .. العربية السنية ..؟!!

تحذيرات الامير سعود الفيصل ، من الدور الايراني المشبوه في العراق ، يفتح النوافذ على غد مخيف ، لذي عينين ! ايران الفارسية ، بأطماعها الامبراطورية ، القومية العنصرية ، ايام الشاه .. لم تتبدل . هي ايران ( الصفوية ) التي تحكم طهران الان ، استبدلت ( القناع ) القومي ، بقناع مذهبي . احتفظت بأحلام (قورش) الفارسي ، وزادت عليها اطماع ( عباس ) الصفوي .

ان السماح لإيران بتنفيذ مخططها في العراق ، سيفتح ابواب الجحيم على المنطقة :

* سيكرس تقسيم العراق على اساس طائفي ، ويخرج العراق من دوره القومي العربي .

* سيعزز نزعات الانفصال ، عند عناصر غير وطنية ، لدى الاقليات الشيعية في المنطقة ، مرتبطة بايران ومحتذية بالنموذج العراقي .

* سيكون مبررا للتدخلات الاجنبية .. الامريكية تحديدا في مناطق النفط ، باسم ( حماية الاقليات ) .

* سيحقق هيمنة ايرانية مطلقة ، خاصة مع سعي ايراني ، لامتلاك السلاح النووي ، الذي سيكون موجها بالدرجة الاولى ، لدول الجوار .

هل جاءت صرخة الامير سعود الفيصل متأخرة ..؟ هل يكفي ان يقال للامريكيين ، انكم تلعبون لعبة خطرة ، بتسليم العراق لإيــران ؟ ماذا لو قال الامريكيون للنظام الايراني : حســنا .. توقفون برنامجكم النووي ( لتهدئة مخاوف اسرائيل ) ، ونطلق ايديكم في العراق ؟! هل يكفي ان نراهن على الموقف التركي ، الذي يتحفظ عل تقسيم العراق ، من موقف قومي تركي ، لكبح حركة التمرد الكردية التركية ..؟ هل حصل الاتراك على وعود امريكية ، باخراج الاكراد العراقيين في الشمال ، من معادلة التقسيم ، وقصرها على الشيعة في الجنوب ، مقابل ان تصبح تركيا ( عراب ) تطبيع علاقات الدول الاسلامية ، مع اسرائيل .. كما حصل في اسطنبول ، بين باكستان ، والدولة العبرية ..؟

أين دورنا ( نحن ) في المملكة العربية السعودية .. من كل هذا ..؟ كيف نواجه المخطط الامريكي الايراني في العراق ، الذي يستهدفنا اساسا ، ويتهددنا اولا ..؟




--------------------------------------------------------------------------------

.. و تبقى الكتابة هماً و رسالة .. malhodaif@yahoo.c