عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 27-09-2005, 11:58 AM
مبلغ مبلغ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: من هنا
المشاركات: 80
إفتراضي

الشكر لله سبحانه ثم شكرا لأبوإيهاب حفظه الله و لجميع المشاركين في هذا الموضوع النافع بإذن الله تعالى والذين نتبادل معهم العلم والمعرفة،، وأما بعد

كان فيما مضى بقرية في نجد من الأرض ، رجل قد أهمه أمر من أمور الدنيا فاتاه غلام له يريد أن يسأله حاجة فقال له :
( أبي )
فرد الرجل بحزن :
( ماذا تريد )
فسأل الطفل حاجته ثم اعطاه أبوه ما أعطاه ، ثم ذهب الطفل وعاد أخرى فقال:
( أبي )
فرد عليه أبيه مرة أخرى بـ :
( ماذا تريد )
فسأل الطفل ما كان يريد من أبيه ، وانتهى الأمر بالطفل إلى إستعمال كلمة ( أبي ) مكان كلمة ( أريد ) وذلك بناء على الرد الذي تلقاه من أبيه.. ومضت الأيام فأصبح الطفل أب له أطفال وكلما قال له أحدهم :
( أبي )
رد عليه بقوله :
( وش تبي )
فيقول الطفل :
( أبي أشرب - أبي تمره - أبي أنام )
وهكذا حتى استبدل أهل تلك القرية كلمة ( أريد ) بكلمة ( أبي ) والفوا ذلك حتى أنك ترى متعلمهم وجاهلهم على هذا المنهج ولم يعد أحد منهم ينكر ذلك القول أو يفكر في تصحيحه...
تلك هي الجاهلية الآخرى وهكذا يزيد الجهل مع اقتراب الساعة و يكثر الشقاق واختلاف الألسن، والناس قد خلقهم ربهم من نفس واحده فهم سواء في الصفات والطباع والرغبات ولا فرق بينهم إلا فيما يفعلون ، كالمال في أيدي الناس لا اختلاف في كونه مال ولكن الاختلاف يكون في انفاقه..

كذلك الحال في كلمة ( قرية ) مثلا..
أصبح الناس يطلقونها على المباني والشوارع والمكان ، والحق أن اسم القرية لا يصح إلا أن يطلق على جمع من البشر مستقرين إي إذا ( استقر جمع من الناس في ناحية من الأرض صار اسمهم على تلك الحال قرية ) فإن هجروا تلك الناحية استحقت اسم ( آثارهم و مساكنهم ) وليس ( قرية )
ومن قوله تعالى ( واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون )
نستفيد أن إخوة يوسف يرضون بسؤال أي ( مستقر ) في القرية المعنية ولا يشترطون سؤال ( أهل القرية ) فقط..
قال تعالى :
( الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها.. ) الآية 75 من سورة النساء
يفيدنا ذلك بأن القائلين من ( القرية ) ولكنهم ليسوا ( أهل القرية ) وإلا لكانوا في الظالمين
قال تعالى :
( ولما جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالو إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانو ظالمين )
ولو قال الملائكة عليهم السلام أنهم مهلكو القرية لأن القرية ظالمة لكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام من المهلكين والحق أنه في القرية ولكن ليس من أهلها..
ولذلك لا يصح القول بأن معنى ( وأسأل القرية ) اي أسأل أهل القرية ، ولا يمكن أن يقول الله جل وعلا اسم شيئا وهو يريد شيئا آخر غير الذي يقول ، سبحانه وتعالى عما نصف ونقول.
قال تعالى :
( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين (45) قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين (46) هود
وكفى بذلك شاهدا على أن كلمة أهل لها معنى وإلا لما وجدت ..
وحيث أن لها معنى فلا يمكن أن نقولها في تفسير قول الله سبحانه ( وأسأل القرية ) والله سبحانه وتعالى لم ينزلها في تلك الآية..

وكذلك الحال مع اسم ( العير ) فقد الف كثير من الناس اطلاق هذا الإسم على ( الجمال ) والصحيح أنه من ( عرا ) و ( تعرا ) تعني فصل عنه ثيابه ( فاعترا )
و( العير ) ليست الجمال ولو أن كثير من الناس يستعملها وصفا لحال الجمال المنفصلة عن القرى أي التي تكون في ( العراء ) ..
ولا يستقيم القول بأن في القرآن مجاز ولا بحال من الأحوال وإلا لصح كل ما يقوله من يؤول اسماء الله سبحانه وصفاته وكل ما جاء في كتاب الله جل وعلا ..

نعود لموضوع ( النوم والموت ) وارجو ان يعذرني الشيخ ( ابوايهاب ) على تلك الإطالة ، لأني فعلتها وانا ارجو لكل من ( يقرأ ) هذا الموضوع أن ( يقر ) في نفسه شيء من الفائدة..

قد صدق ( إن شاء الله تعالى ) الشيخ أبوإيهاب حفظه الله
لم يسمى الرحمن سبحانه وتعالى النوم بـ الموت ولا ينبغي للرحمن ذلك سبحانه وتعالى ، فلا مجاز في القرآن المجيد والنوم شيء والموت شيء غيره..
وإن كان النوم منزلة من منازل الموت فإنه لا يكون موت نفس إلا إذا اكتمت منازل الموت
وأول منازل الموت هو أن يتوفى الله سبحانه النفس وآخره خروج الروح من الجسم
فيكون ( جسدا ) بلا نفس ولا روح ويسمى موت..
وفي النوم يكون للإنسان ( جسم وليس جسد ) أي فيه روح ، ولكن بلا نفس ويسمى ذلك نوما
قال تعالى
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42

فنستفيد من الآية علما بأن الله سبحانه وتعالى يتوفى الأنفس في حالين :
الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت كذلك يتوفاها الرحمن سبحانه في منامها..
فيمسك الرحمن الأنفس التي قضى عليها الموت ويرسل أنفس النائمين الذين لم يموتو بعد ليقوموا من نومهم ويستكملو آجالهم..
والشيخ أبو إيهاب وفقه الله وسددنا وأياه للحق من الباحثين في هذا الأمر فلن أزيد على ذلك
والحمدلله رب العالمين..
__________________
أستغفر الله العظيم
لي و لوالدي و أهلي و للمسلمين