عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-09-2005, 04:41 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

Size=7]
( 3 )
[/size]
من العيب علينا أن تمر مثل هذه القصة ذات الأثر الكبير فى حقل الدعوة الإسلامية دون أن نعلق عليها ، ونستخرج منها العبر . لذلك رأيت أن أبدأ بما أفاضه الله سبحانه وتعالى على أثناء الترجمة ، ثم أترك لكم إثراء الموضوع بما عهد عندكم . وأهم بند أبدأ به ، هو موقع الترجمة نفسها ، كعلامة على طريق الدعوة الإسلامية ، يليها تكريم للرجال الإيجابيين فى القصة ، ثم الرجال السلبيين ، الذين كان أثر سلبيتهم هو الإصرار على استكمال المسيرة ، وحدوث زلزال فى التفكير المتوارث .
1 - ترجمة معانى القرآن الكريم
لو نظرنا للموضوع من بدايته ، فسنرى أنه لا يوجد نص من الكتاب أو السنة يطلب منا ذلك ، وقياسا على ذلك فيعتبر العمل بدعة لم نؤمر بها . وأعتقد أن هذا ما استقر فى أذهان الرافضين للترجمة حينذاك . وربما يكون هناك رافضون الآن ، ولكن أعتقد أنهم قلة .
لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتبع سنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده ونعض عليها بالنواجذ . وهناك سنة للخلفاء الراشدين ومن تبعهم ، يمر عليها كثير من المسلمين دون أن يتبعوها ، ويتغاضوا عنها !!! هذه السنة أنهم كانوا كلما حزبهم أمر ووجدوا أن فيه خيرا للأمة أخذوا به ... ومثال على ذلك جمع القرآن الكريم ، وحرب الردة وأمور كثيرة ... ولا يعتبر العمل بذلك بدعة ، بل هو خير ، كما كانوا رضوان الله عليهم ، يرددون . فما هو صالح لنشر الدعوة لغير المسلمين فهو خير لا شك فى ذلك .
غير الناطقين بالضاد كثيرون ، فكيف نوصل لهم القرآن الكريم ؟؟؟ هل نطالبهم بتعلم اللغة العربية ، وحتى تعلمها لن يوصل كثيرا من المعانى لهم ، لأن اللغة تحتاج لوقت طويل حتى يسبر غورها ، فكون أن الله سبحانه وتعالى قيض لدينه من يسلم من الإنجليز ويحسن إسلامه ، وفى نفس الوقت يكون أديبا فى لغته ، ليقوم بترجمة معانى القرآن لمواطنيه ، لهو فضل من الله ورحمة .
نحن الآن بعد خمس وسبعون عاما من نشر هذه الترجمة ، ونرى بأعيينا كيف كان لها الأثر فى إسلام كثير من الغرب ، كما أنها غيرت مفاهيم رجال الأزهر الشريف ، وأصبح النشاط فى ترجمة القرآن للغات عدة ، بعد أن حاربوا الفكرة فى البداية ، ولكن "..... ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ...." . فالمدافعة التى تمت أثناء الترجمة هى فى صالح العملية والتقدم للأمام .
أحب أن تتصور نفسك كمسلم غيور ، ذهبت إلى بلد لا تعرف اللغة العربية ، وأنت تعرف لغتها بطلاقة ولك إطلاع جيد على القرآن الكريم وتفاسيره ، وأردت أن تنشر الإسلام وتعرف به مواطنى هذه البلدة ، ألا ستقوم بترجمة معانى القرآن الكريم لهم لتعرفهم بالدين ؟؟؟ هذا ما تم بالضبط .
2 - محمد مارمادوك بكثول Mohamed Marmaduke Pickthall
أظن ... ولا نزكى على الله أحدا ... إخلاصه فى هذه العملية من الوضوح بمكان ، لم يكتف بالترجمة وينشرها ، دون اللجوء لأحد ، ولكنه أصر على أن يراجعها مع من يجيد اللغتين ويتشرب تعاليم الإسلام ، وفى سبيل ذلك لاقى الأمرين ، ولكن الله العلى القدير ، لا يضيع عمل المخلصين ، فهيأ له من يتبناه ويساعده ويرعاه ، حتى أنجز العمل على درجة عالية من الدقة . فجزاه الله ثواب الدنيا ، ونتوسل إليه سبحانه وتعالى أن يثقل ميزان حسناته ، وأن يغفر له ذنوبه ، ويتقبله فى عباده الصالحين .
3 - فؤاد بك
ولا أعلم اسمه كاملا ، وقد وضعت موقعه بعد بكثول ، لأنه المايسترو الذى أدار العملية ، وحرصه ودأبه كان لهما الأثر الكبير فى نجاحها ، ورغم أنه يعيش فى الإسكندرية ، إلا أنه لم يبخل بمتابعة النشاط من حين لآخر ، أثقل الله ميزان حسناته وأثبه الجنة بإذنه .
4 - دكتور محمد أحمد الغمراوى
رجل ساقته المقادير ليغترف من الثواب ... رحمه الله رحمة واسعة وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين .
5 - الشيخ مصطفى المراغى
لا شك فهو الأب الروحى للمشروع ، وبصماته المؤثرة التى أثلجت قلب بكثول ، وأعانته فى محنته لها الأثر الكبير ... أجزل الله له الثواب وحشره فى عباده الصالحين .
6 - الشيخ رشيد رضا
موقفه إيجابى ، أجزل الله له العطاء وأثابه الجنة .
7 - المواقف السلبية
نلتمس لهم العذر ، فهم كانوا مخلصين لأفكارهم وما يؤمنوا به ، وقد اجتهدوا فأخطأوا فلهم أجر ‘ن شاء الله ... وأتذكر دكتور طه حسين فى أواخر أيامه ، فقد سأل فى أحد برامج الإذاعة عما يحب سماعه ، فسمعته بإذنى يقول "أنا لا أسمع إلا إذاعة القرآن الكريم" ... غفر الله للجميع ، ورحمهم وأثابهم الجنة بإذنه .



انتهى