عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 02-10-2005, 09:06 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أثر التطور العلمي بإحداث التشوهات الاقتصادية :



العلم في الشيء ، يساعد على التعامل مع هذا الشيء .. فالذهاب الى مكان يستلزم معرفة اتجاه التحرك و بعد المسافة ، و ما سيلقى المتحرك من مخاطر ومفاجئات في الطريق للاستعداد لتجنب تلك المخاطر .. الخ

والعلم هو وسيلة لتحقيق ما بعده ، وليس غاية بحد ذاته ، فقد يتاح للدول العربية ان تعرف كم رأس نووي عند الكيان الصهيوني .. وهذه المعلومة لا قيمة لها ان لم يتبعها استعداد ..

وعندما كان المجتمع الزراعي ، لا يحتاج الى علوم أكثر من معرفة العد والجمع و الطرح ، عندما كانت وسائل الانتاج والتخزين بدائية .. فكانت حاجة الناس لجهود عضلية لإنجاز أعمالهم الحياتية الضرورية .. فكانت الكتاتيب تعتبر كافية في تلك المرحلة ..

وفجأة ازداد الإقبال على العلم دون تمهيد مدروس .. ففرغت الحقول والمزارع ، و امتلأت المدارس و الجامعات .. وقلت أعداد العمال المهرة و غير المهرة ، فاضطرب كيان المجتمع ، و القوى المنتجة فيه بشكل خطير ..

لقد وضعت لجنة من جامعة أمريكية دراسة عامة على أحد الأقطار العربية عام 1962 فوجدت أن نسبة القوى المنتجة في ذلك القطر هي 27.5% .. فأرادت ولأسباب معروفة ، تخفيض تلك النسبة ضمن توصيات للبنك الدولي حتى وصلت عام 1987 الى 4.5% فقط ..

ومعروف أن المنتج أقرب للحرية ، ممن يكون مربوطا ضمن عجلة الحكومة .. حيث تولت الحكومات العربية ، مسألة الأمن الغذائي واستيراد عناصره وربط تسعيرتها بالدولة .. وفتحت باب الوظائف ، فأصبح المخبر يتقاضى راتبا في الشهر يساوي ما كان ينتجه طيلة عام من عمل شاق في الزراعة ..

نستطيع تلخيص أشكال التشوهات التي حدثت على هامش التطور العلمي ب :
1 ـ قتل روح حب العمل ، والركون الى وظيفة غير مضمونة ..
2 ـ تدهور انتاجية الأراضي .. كونها تركت دون عناية أصحابها ..
3 ـ خروج ملايين من أبناء الأمة للدراسة في الخارج ، وما ترتب عليها من استيراد نظم استهلاكية وسلوكية ، وغيرها مما خلق بيئة خصبة لنمو أعراض جانبية لأمراض هذا التطور المرتبك ، وغير المسيطر عليه .. هذا بالإضافة لبقاء الكثير من تلك الكوادر التي صرف عليها بمال عربي ، لتبقى في المهجر تستفيد منها أمم أخرى !

4 ـ ضخ أعداد هائلة من المواطنين المتعلمين ، تعليما جامعيا و معهديا ، لكي يستخدموا في أعمال إدارية غير ضرورية ، وبرواتب لا تكفي لتنقلهم ، مما خلق بيئة خصبة لنمو الفساد من رشوى وغيرها .

5 ـ إرهاق ميزانيات الدول .. في صرف رواتب لجهود غير مفيدة في أغلب الأحيان مما خلق البطالة والبطالة المقنعة !! . حيث لو وفرت تلك المبالغ لتم تأسيس مشاريع نافعة بها ، قد تسهم في حل البطالة بشكل أكثر عمقا .

ان تلك الصورة لم تكن موجودة في أذربيجان و لاتفيا ، حيث بلغت نسبة حملة البكالوريوس بهما أكثر من 52% من المجتمع و هي أعلى نسبة في العالم .. لكن كان هناك توازن في التخطيط للتعليم و التخطيط لاستيعاب الخريجين ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس