عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 03-10-2005, 08:15 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

سقطات يقع بها المثقف قد تصلب شخصيته الثقافية السيئة :




تنمو المعلومات في ذاكرة الإنسان ، من خلال رفدها بروافد جديدة تضيف على مخزون الإنسان .. وبقدر ما يجمع الإنسان من معلومات ، سواء بالقراءة أو السفر أو المحادثة أو الاستماع .. وبقدر ما يستطيع أن يدعم نشاطه المهني و الذهني ، بما لديه من رصيد معلوماتي ، بخفة وعدم ابتذال .. بقدر ما يستحق لقب مثقف ..

و تجد هناك الكثير من الأدعياء الذين يتصرفوا و كأنهم مثقفين ، فمجرد ما وقعت يديه على كتاب و قرأه ( بفهم أو دون فهم ) .. فانه يباشر باستخدام ما قرأ في حديثه ، و أحيانا في كتاباته ، وكأنها حقائق مطلقة ..

ويستطيع من لديه وعي متوسط أن يتعرف على هؤلاء من خلال ما يلي :

1 ـ ارتفاع صوته أثناء الحديث ..
2ـ المقاطعة المستمرة لمن يتحدث معه ، مع عدم أخذ فرصة للاستماع لما يقول.. بل أثناء حديث محاوره ، تجد شفتيه تلعبان لتقوم بالنطق بما حضره على استعجال ..
3 ـ استخدام عبارات متكررة .. مثل بالعكس .. اسمح لي .. بمناسبة ودون مناسبة .
4ـ استخدام عبارات التقرير قبل كل جملة يقولها ، كأن يقول : اذا لم يعمل الناس كذا فانهم سيدخلون جهنم ، أو إقرأ على العرب السلام الخ ..
5ـ ذكر اسم كتاب أو مؤلف لكتاب أو أن ينسب لما شاهد بالتلفزيون ، عدة مرات أثناء الجلسة ، حتى لو تغير محور الحديث عدة مرات .. فانه لا يفتأ ذكر شخصيته المحببة !!
6 ـ التعميم السريع ، لكل ما يذكر أمامه .. فما أن تذكر قضية حدثت في بلد ما حتى يبادر في سرد قصص قد تكون كلها كاذبة أو قد استعملها في الهجوم على أبناء بلد آخر في مناسبة أخرى ..
7ـ الفحش بالحديث والسباب ، كأن يلعن و يشير بأسوأ العبارات الى من يذكره محاوره ..

ان الجدلية ( الديالكتيك ) وان كان المثقفون العرب يستخدمونها و ينسبونها (لهيغل) و (إنجلز) .. فقد استخدمها المعتزلة قبلهم بقرون طويلة .. و كان أبو سعيد السيرافي أفضل من كان يطوع تلك الجدلية في حديثه و محاكمته للحوار الذي يدور حوله .. وحواره في حضرة الخليفة ( المعتضد ) مع ابي البشر متي بن يعقوب معروفة ..

فالجدلية تصقل رصيد المثقف ، فيطرح ما هو ممجوج من مدخراته الثقافية ويخزن ما هو راقي و متفق عليه في معشر المثقفين .. وهل يستوي من يخزن قمحه مع القش و التراب والغريب من البذور ، مع من يخزنه صاف منقى مغربل ، يستخرج منه وقتما شاء جاهزا قابلا للاستعمال ..

وان أراد أن يكون بالصورة المثلى ، عليه أن يصغي مليا فيما يتحدث فيه محاوره ، ثم يتناوله بكل أدب وهدوء .. ويتراجع عما كان غير مقنع من مدخراته و يخزن ما تم الاتفاق عليه بحضور أمثاله من المثقفين ..

كما أن الاستماع و تقبل المفاجئات بحديث الآخرين .. يفتح أمام المثقف محفزات جديدة للبحث فإن كان كذلك .. فستبقى روافد ثقافته تمده بماء عذب ، لا يسمح بنمو الفطريات و العفونة على ما لديه من مياه راكدة ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس