التخلص من العنصر التركي في الجيش الصفوي
بعد وفاة اسماعيل خلفه ابنه (طهماسب) وكان ابن عشرة سنوات ، وقد بقي بالحكم 52 عاما لحين وفاته عام 1576 .. وقد قوي في عهده الذي اتسم بفتوحات وتوسعات كثيرة ، قادة القزلباش ( ذو الأصول التركية من أخواله) ..وانتشرت النزاعات بين قبائل القزلباش .. مما جعل السلطان ( طهماسب) التفكير بالحد من قوتهم ..
الا أن الأخطار التي تمثلت بالأوزبك شرقا الذي كان يقودهم قائد شرس اسمه (عبيد خان) . كما أن العثمانيون الذين استولوا على بغداد عام 1534 ، واستولوا على تبريز (عاصمة الصفويين ) مما جعلهم يوقعوا اتفاقية في النهاية مع العثمانيين استمرت 30 سنة .
تدهورت الأمور بعد وفاة طهماسب فتولى ابنه ( اسماعيل الثاني ) الحكم لمدة 18 شهرا ، استهل حكمه بقتل بعض أخوته و أقاربه فقتل بظروف غامضة . فحل بعده أخوه ( محمد خدا بندا) الذي انصرف للهو والعبث ، فأصيب بعينيه مما جعل زوجته ( الملكة خير النساء والملقبة ب مهدي عليا) ، ولما كانت من أصول ايرانية ، قتلها القزلباش . و بعدها قتلوا ولي العهد الأمير حمزة .
ثم اختار ( القزلباش ) ابن ( محمد خدا بندا) واسمه عباس للحكم .. لكنه استطاع بذكاء التخلص من زعماء القزلباش و يحكم ايران لمدة 43 سنة كانت من أفضل سنين الحكم الصفوي ، لا بل امتدت آثار قوته لتبقى لعام 1722م .
أدرك عباس بأن الجيش الذي قوامه 60 ألف جندي قياداته كلها من ( القزلباش) ، فانشأ جيشا جديدا نقيا من العنصر التركي ، من صنفين الفرسان ويضم 15000 جندي والثاني ( تفنكجيان ) حملة البنادق ، ويضم 12 ألف .
وكان معظم الفرسان من الجورجيين و الشراكس و الأرمن الذين اعتنقوا الاسلام .. وقد نقل العاصمة الى أصفهان .
وقد استفاد من النقل للعاصمة للسيطرة على ( طريق الحرير) .. و أنشأ ميناء بندر عباس ليصبح مركزا مهما على الخليج العربي .. واستطاع لتخفيف الضغط العثماني عليه ، من عقد اتفاقية تنازل بموجبها عن أذربيجان وجورجيا وكردستان .. ليتفرغ للخطر الأوزبكي الذي استطاع دفعه شرقا ..
ان ارتياحه من خطر الأوزبك والعثمانيين ، جعله يتحرش بالبرتغاليين الذين كانوا القوة المتنفذة في الخليج العربي .. فاحتل البحرين التي كانت تخضع للبرتغاليين سنة 1602 .. و للصعوبة في الوقوف في وجه البرتغاليين والحفاظ على انتصاراته ، استعان بالانجليز الذين كانوا يستعمرون الهند ..
وكانت الصلات بين الصفويين و الأوروبيين على قدم وساق للتحالف ضد العثمانيين ..
__________________
ابن حوران
|