09-10-2005, 03:25 AM
|
Banned
|
|
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 592
|
|
إضافة إلى أدلة وجوب الجهاد في سبيل الله لقتال المرتدين ، فهي من أعظم أركان الدين ، وأكبر الواجبات على المسلمين .
قالوا : والطريق هو قتالهم ، حتى يُطاح بهم ، فتقام في الأرض آيات الرشاد ، ويحكم بالعدل والحق بين العباد ،
قالوا : ومن أدلتنا على صحة مذهبنا ، وسلامة مقصدنا ، أن هؤلاء الحكام أصلا كلهم جاءوا بهذا الطريق ، ونصبوا أنفسهم على الناس ظلما بقوة السلاح ، فلا يزيلهم إلا مثلَـه ، نفعل فيهم مثل ما فعلوا من القتل والمُثْلـه .
وأن الحق لم يقم في التاريخ إلا بالقوّة ، والشريعة لا علـوّ لها إلا بالجهاد والفتوّة ، اتّحد على هذا سلطان القرآن ، وشاهد التاريخ والزمان ، وحقيقة سنة الأكوان .
ولا نحتاج إلى شيء سوى حشد الجنود للتغيير ، وقوة التفجير ، وصيحات التكبير ، وياخيل الله أركبي ، حتى يفتح الله بيننا وبينهم بالحق وهو خير الفاتحين .
هذه سنة سيد المرسلين ، وطريق كل المجاهدين ، فنحن بذلك للسلف والخلف كنا متبعين ، ولأمر الله منقادين ، والحمد لله رب العالمين .
ثـًّم إن وفّقنا فقد أقمنا راية الدين بطريق الاستعلاء ، وأعلينا كلمة الله تعالى بلا مراء ،وإن قتلنا فنحن بحمد الله الشهداء ، قال تعالى ( قل هل تربّصُون بنا إلاّ إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ، فتربّصوا إنا معكم متربصون ) .
المذهب السادس :
مذهــب انتظار المهدي :
وهو مذهب قائم على فكرة : أن الزمان زمان شر وفتن ، وقد مُلئت الأرض جورا وظلما ، وليس بالصالحين طاقة على تغيير هذا الشر المستفحل ، والظلم المستأصل ، الذي غدا في كلّ سلطة في الأرض ، وهيمنت عليه قوانين دولية ، تخضع لسلطان الكفار ، خضوعا تاما ، حتى أطبقت على المعمورة ، وخضعت لها الرقاب مكرهة مجبورة ،
لاطاقة بأحــد لتغييرها إلا بخروج المهدي المنتظر ،
قالوا : وقد وردت أحاديث صحيحة ، تدل على أنه ملجأ الأمة ، عند اشتداد المحن ، ورايتها عند فساد الزمن ، فلا سبيل إلى النجاة إلا بإنتظاره ، ولا خروج من الفتنة إلا في جواره .
قالوا : وقد تواترت الرؤى والبشارات ، وتواطأت المنامات بالآيات ، على أنه مولود ، وفي أرض الله موجود ، خارجٌ قريبا باللواء المظفـر المعقود ، والأمر الرشد المحمود .
قالوا : وليس على مذهبنا هذا دليل أظهر من رؤى الصالحين ، ولا أقوى من منامات المؤمنين ، يكفينــا هذا القدر ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرؤى إن تواطأت على شيء كانت حقا ، وأثمرت صدقا ، كما قال ذلك فيما رؤى الصحابة في ليلة القدر ،
المذهــب السابع :
مذهب أصحاب الحلول السلمية :
وهو مذهب القائلين بأن التغيير وإن كان حقا واجبا ، والشريعة الإسلامية لايمكن أن تتناقض فتأمر بالسكوت عن ظلم السلطة ، وتخلو من تشريع أسباب التغيير السياسي لما فيه صالح المجتمعات ، غير أن سبيله الأوحد ، وطريقه الأرشد هو في التغيير السلمي ، من داخـل السلطة نفسها ، بأن نلجها ، ونلبس لبوسها ، فنكسب ودها وأنسها ، وننال عندها حظوة ، ونزيـل الظلم بالتدريج خطوة خطوة .
وانقسموا إلى طائفتين :
طائفة قالت : نبدأ بالناس فنصلحهم ، فإن صلحوا صلحت المجتمع ، فانقادت السلطة طوعا ، إذ هي من جملة الناس ،
قالوا : فاجتهدوا يا عباد الله في إصلاح الناس ، بتحبيب الدين إليهم ، وإصلاح تقواهم ، وانشروا الخير في المجتمع ، واتخذوا في سبيل ذلك كل طريق متبع .
قالوا : فهذا ما أمرنا به ، ولايكلف الله نفسا إلا وسعها ، وإنما على الله تعالى هداية الأمة وجمعها ، فإن انتهى سعينا إلى تغيير السلطة نفسها ، تحقق هدفنا ، وإلا فقد امتثلنا ما أمرنا به من سعينا .
قالوا : ذلك أن الله تعالى قال ( قل اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير)
والطائفة الثانية :
قالوا : بل نزيد على هذا ، بمشاركة السلطة في مؤسساتها ، والدخول معها في سياساتها ، ونُرغهما على قبول النظريات السياسية الغربية المعاصرة ، ومن ذلك سلطة الأحزاب المتنافسة ، فتصبح لهــا منافسة ، ونستغل الأوضاع العالمية في الضغط عليها ، حتى تصبح من تهميشنا يائسة .
ونشاركها حتى نصبح نحن وهي فرسا رهان ، ونصطرع معها ، لا بالسيف بالسنان ، لكن بالكيد ، والسياسات ، وفـري اللسان .
حتى نصـل إلى سدة السلطان ، ونقبض على ذلك الصولجان ، فحينئذ نقيم العدل بالأحكام الشرعــية ، ونزيل الظلم والأحكام الوضعية .
فإن قيل : يلزمكم في طريقكم هذا ، إذ قبلتم قوانين اللعبة السياسية بما فيها ، أن تتعلموا وسائل النفاق ، وتسلكوا سبل الشقاق ، وتقبلوا بأوضاع تصنعونها تبيح أحزاب الكفر ، وتشرّعوا ، أو تغضّوا الطرف عن قوانين قد يكون فيها إباحة العهر ، وشرب الخمر!
ثم إنكم ستكونون جزءاً من جاهلية عمياء ، تقرّونها بألسنتكم بقصد الوصول إلى التمكيـن ، وتكذبونها بقلوبكم إلى حين ، ثم تعتادونها حتى تسري إلى قلوبكم ، فيختلط الظلم الذي جئتم لطمسه ، بمشروعكم نفسه .
قالوا : فالجواب : إننا نتبع في ذلك سيرة نبي الله يوسف عليه السلام فقد اتبع نهج الإصلاح من داخل السلطة الجاهليّة ،
قالوا : ونحتج بما احتج به أصحاب المذهب القائل بتحريم الخروج بالسلاح على السلطة ، لما فيه من انتشار الفتن ، وإهراق الدماء ، وانقطاع السبل ،
قالوا : والتاريخ على ما نقول خير شاهــد ،
قالوا : كما نسلك في ذلك قاعدة الشرع التي تقضـي: بتحمل المفاسد الدنيا الطارئة الجزئية ، لإزالة الكبرى الباقية الكلية ، نتحمل في الطريق ما يشين ، ونصبر على الطعن فينا والتنديد ، من أجل الوصول إلى التمكين الرشيـد ، نصارع الظلم بما يشاكله ، ونفل الحديد بالحديد .
هذه سبعة مذاهب معلومة ، اختلفوا وتنازعوا في الموقف من خلع الحكومة ، وارتفع أمرهم إلى الحاكم ،
ليقضي بينهم بالحكومة ،
فحجز الحكم للنطق به في المقال القادم ،،
بإذن الله تعالى
|