عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 09-10-2005, 08:43 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تابع للمختصر الشديد في الدولة العباسية


قدم الشيعة على محمد بن علي ، فأخبروه أنهم حبسوا في خراسان في السجن وكان يخدمهم غلام ، ما رأوا قط مثل عقله و ظرفه ، ومحبته في أهل بيت رسول الله ، يقال له أبا مسلم .. فسألهم أحر هو أم عبد ، فقالوا عبدا . قال اشتروه واعتقوه واجعلوه بينكم اذا رضيتموه .

فلما انقضت المائة سنة بعث محمد بن علي رسله الى خراسان ، فغرسوا به غرسا ، و أبو مسلم مقدم عليهم .. وثارت الفتنة في خراسان بين المضرية واليمانية .. فتمكن أبو مسلم و فرق رسله في كور خراسان يدعو الناس الى آل رسول الله ، فأجابوه ..

ونصر بن سيار عامل خراسان لهشام بن عبد الملك ، كان يكتب لهشام عن طريق (ابن الهبيرة ) صاحب العراق . و الأخير لا يبعثها حسدا بنصر ابن سيار .. ولما لم يأت جواب لابن سيار ، كتب كتابا و أمضاه لهشام عن غير طريق ابن هبيرة وفي جوف الكتاب هذه الأبيات :


أرى خلل الرمد وميض جمر
...فيوشك أن يكون لها ضرام
فان النار بالعودين تذكى
..........وان الحرب أولها الكلام

فان لم تطفئوها تجن حربا
.......مشمرة يشيب لها الغلام
فقلت من التعجب:ليت شعري
...........أأيقاظ أمية أم نيام

فان كانوا لحينهم نياما
.......فقل قوموا فقد حان القيام
ففري عن رحالك ثم قولي
... على الاسلام والعرب السلام

فكتب اليه هشام أن احسم هذا الثؤلول الذي نجم عندكم ..

وقال نصر بن سيار يخاطب المضرية واليمانية ويحذرهم العدو الداخل عليهم بقوله :

أبلغ ربيعة في مرو وأخوتهم
.......فليغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب
ولينصبوا الحرب ان القوم قد نصبوا
.......حربا يحرق في حافاتها الحطب

ما بالكم تلقحون الحرب بينكم
..... كأن أهل الحجا عن رأيهم عزبوا
وتتركون عدوا قد ظلكم
......مما تأشب لا دين و لا حسب

قدما يدينون دينا ما سمعت به
....... عن الرسول ولم تنزل به الكتب
فمن يكن سائلا عن أصل دينهم
...... فان دينهم أن تقتل العرب

ومات محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، في أيام الوليد ابن يزيد و أوصى لولده ابراهيم بن محمد فقام بأمر الشيعة .. ولما استعلى أمر أبي مسلم في خراسان ، وكثر من تبعه ، كتب نصر بن سيار الى مروان بن محمد (مروان الحمار) ، ان أبا مسلم سيستولي على خراسان وسيدعو الى ابراهيم بن علي بن عبد الله بن العباس .. فكتب مروان الى عامله على دمشق فأحضر ابراهيم وقتله بالسجن .. واستولى أبو مسلم على خراسان كلها ..

وهرب النصر بن سيار ومات بساوة وتفرق أصحابه .. وتوالت انتصارات الخراسانيين حتى أتوا على كل ممتلكات بني أمية .. وكان أبو مسلم يقول لقواده اذا أخرجهم : لا تكلموا الناس الا رمزا ولا تلحظوهم الا شزرا ، لتمتلئ صدورهم من هيبتكم ..

لما نزل عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس ، نهر أبي فطرس ، حضر الناس ببابه ، وحضر اثنان وثمانون رجلا من بني أمية ، فأنشد يقول :

حسبت أمية أن سيرضى هاشم
..... عنها ويذهب زيدها وحسينها
كلا ورب محمد والهه
..... حتى يفادوا زيدها و حسينها

ثم أخذ قلنسوته من على رأسه ، فضرب بها الأرض ، وأقبل الجند على بني أمية فخبطوهم بالسيوف والعمد حتى قضوا عليهم ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس