التفسير الحضاري للتاريخ عند أوزوالد اشبنغلر 1880 ـ 1936
منظور اشبنغلر الشمولي للحضارات :
1 ـ ينتقد الألماني اشبنغلر ، المنهج الذي ينطلق من (العقل والمعرفة) لدراسة الحوادث المحسوسة والأشياء الجارية . ويدعو الى (الادراك المميز البدهي ) ويرى أن (الرؤية الشعرية ) هي المنهج المناسب لدراسة التاريخ .
2ـ يرفض اشبنغلر النظرة القائلة بأن التاريخ للإنسانية يشكل خطا متصاعدا ، يبدأ بالتاريخ القديم فالوسيط فالحديث .. الذي ينطلق من مسلمتين :
أ ـ الأولى ترى أن أوروبا هي مركز العالم وتاريخها هو الأساس !
ب ـ ان التاريخ يسير بخط مستقيم .
ان اشبنغلر يرفض هذا و يقول ان تاريخ الإنسانية يتكون من عدة حضارات مستقلة عن بعضها . ولكل واحدة من تلك الحضارات حياتها الخاصة ومسارها المحدد ( لها دائرة مغلقة ) !
3ـ ان الحضارات هي جوهر التاريخ الإنساني ، فحيث لا توجد حضارة لا يوجد تاريخ . ان الشعوب هي نتاج الحضارات وليست مبدعتها .
4ـ حصر اشبنغلر الحضارات بتسع كبرى ظهرت على مسرح التاريخ ( البابلية ، المصرية ، الهندية ، الصينية ، الكلاسيكية (يونانية ورومانية ) العربية ، المكسيكية ، الفرنسية والروسية .. وتناول ثلاث منها ودرسها ( الكلاسيكية والغربية والعربية ) .
5ـ ان لكل حضارة حياة مستقلة عن الأخرى كالنباتات والحيوانات . وذهب الى أبعد من ذلك ( ان لكل حضارة لغة سرية لشعورها بالعالم ، وهذه اللغة لا يفهمها الا ذاك الشخص الذي ينتمي لها ) .
6ـ عندما رفض اشبنغلر دراسة الحضارات على أساس التأثر و رفضها وفقا لمنهج علم الطبيعة المعتمد على (السببية ) فانه اعتمد اسلوب التناظر .. الحضارة الفلانية تناظر الحضارة كذا !
7ـ كل حضارة تنطلق من ( رمز أولي ) ، وهو بمثابة المفتاح الحقيقي لفهم تاريخها .. التمثال في الحضارة الأبولونية .. قبة المسجد في الحضارة العربية والزخرف والجبر وعلوم الفلك والخلافة .. ووصف الحضارة العربية بالحضارة السحرية ، لأنها تعبر عن نفسها بالتجريد والابتعاد عن المنهج الحسي .. أما حضارة الغرب فالفراغ هو رمزها .. أنظر لضخامة الكاتدرائيات والتكنولوجيا في الهاتف والمذياع .. الاستعمار .. التجارة .. اللابعد ..
8ـ ان حياة الحضارات لا يمكن فهمها وتفسيرها ، طبقا لمناهج العلوم الطبيعية القائمة على العلمية والسببية .. لأن الحضارة عند اشبنغلر كائن حي ..
__________________
ابن حوران
|