عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 10-10-2005, 03:52 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

[align=center]( 2 )[/align]

قال صاحبى : وهل آيات الله تنتهى ؟ ... نعم أخى الحبيب ، أسرد لك قصة أثرت فى مجرى حياتى ، وهى فى ذهنى أذكرها لأولادى ولكل من أعرف ، متقربا بذكرها لله العلى القدير ... رزقت بولد معوق ، وقد أهمنى هما كبيرا ، وفى إحدى الليالى أصبت بأرق ، وأخذت أفكر فيه ، كيف سأربيه وأعلمه ، وكيف سينشأ صالحا للمجتمع ولنفسه ؟ وأخذت بى الأفكار كل مأخذ ، فبكيت وارتفع نشيج بكائى ، فخفت أن أوقظ زوجتى من نومها ، فأسرعت إلى المطبخ لأكون بعيدا عن غرفة النوم . وغسلت وجهى ، وفجأة تذكرت الله القادر الخالق الرحيم ، فمسحت عينيى ، وناجيت الله معتذرا عن ضعفى ، قائلا ... ياربى أنت الذى خلقته ، وأنت الذى ستتولاه ، وأنت الذى سترعاه ، ولن تجدنى باكيا مرة ثانية من هذا الموضوع ، أعاهدك يارب ألا أفعلها مرة ثانية ... والحمد لله فقد وفيت بوعدى ... هل تعلم ماذا حدث بعد فترة وجيزة من هذه المناجاة ؟

جاءنى لبيتى ، أحد الرجال المرموقين يرشحنى لبيت من البيوت الإستشارية ، فى أحد المشاريع الهامة جدا فى بلد عربى ، شئ لم أطلبه أو أتقدم له أو خطر فى بالى ، سبحان الله !!! فطلبت منه أن يمهلنى للتفكير حيث كانت لى بعض الأعمال التى ستتوقف تماما فى حالة الموافقة ، ولكنه لم يمهلنى ، فاضطررت للموافقة ... وكانت هذه النقلة خيرا لابنى فى المقام الأول ، فقد كان بهذه البلدة الطيبة ، معهدا يحتضنه ويعلمه ويدربه ، وقد كان ، وأصبح هذا المعوق نافعا لمجتمعه ، ولنفسه ، ولأولاده .

الأحداث التى جرت حول هذا التطور ، كانت مذهلة بحق ، فقد كنت كما سبق أن ذكرت فى عهد مستبد ، والإنتقال إلى بلد آخر معضلة وراءها جدران وجدران وعوائق وعوائق ، إذا اجتزت إحداها ، فقد لا تنجح فى التالية وهكذا ... هل تعلم ماذا حدث بدون مبالغة منى ؟

لقد سارت كل الخطوات للسفر بعكس النظام المتبع !!! أعتمد اختيارى من القمة ، ونزل كالصاعقة لرؤسائى للتنفيذ ، وحجزت الأماكن .. أولا .. فى الطائرة بالتليفون ، ثم تمت إجراءات استخراج جواز السفر بعكس النظام المتبع ، فمنحت تأشيرة الخروج على الإستمارة المعدة لذلك ، ثم استخرج الجواز فطبعت عليه التأشيرة وهكذا ... وإلى اليوم أتعجب مما حدث فهو شئ غير طبيعى بالمرة ، ولكن هى القدرة الإلهية التى تقول للشئ كن فيكون ... أحب أن أؤكد لك ، ليس هناك محسوبية ولا وساطة من أحد بالنسبة لإختيارى ، ولكنها المقادير . وأليس هذا تحقيقا للآية الكريمة "........ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً" {3}



قلت لصاحبى : مواقفك هذه تذكرنى بطلب الحواريين من سيدنا عيسى عليه السلام أن ينزل عليهم مائدة من السماء ، فقال لهم سبحانه وتعالى :::

"قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ" سورة المائدة

بمعنى أن من يرى آيات الله بينات عيانا ، ثم يكفر بعدها فعذابه شديد ، وهذا يلقى عليك عبئا ، أن تديم شكر المنعم ، ولا تغفل عنه ليلا أو نهارا ، وأن تكون عبادتك له كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فاستشعر دائما أنه يراك .


فكان رده على : نعم الأخ أنت ، لذلك اخترتك لأسرد عليك هذه الحقائق التى عشتها ، لتكون لى عونا ومرشدا للخير ، لا حرمنا الله منك ومن نصائحك ... هل تريد المزيد ؟

أسرعت فى القول : نعم ، ولن أمل حتى تمل أنت !

استمر فى السرد : كنت أقرأ هذه الآية الكريمة من سورة الرعد "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {28}" ، وأتحسس قلبى ، فأجدها لا تنطبق تماما عليه ، وفى أحد الأيام كنت أستقل الطائرة فى طريق العودة لبلدى ، وقد اعتدت حينما أجلس أبدأ بتلاوة القرآن الكريم من المصحف ، وبعد فترة وجيزة حدث اهتزاز قوى فى الطائرة ، وعلت الأصوات ، ولكنى والحمد لله كنت فى غاية الهدوء ، فأى حسن خاتمة يكون بهذا الجمال ، تموت وكتاب الله بيديك تقرأه متقربا إليه سبحانه وتعالى ... هنا تذكرت الآية الكريمة ، وفهمت أحد معانيها ... والعجيب أن بعض الأصدقاء كانوا معى على نفس الطائرة ، وقد سرى فى قلوبهم الطمأنينة أيضا حينما رأونى أمسك بكتاب الله ، وقد ذكروا لى ذلك حين عودة الطائرة مرة ثانية للمطار لإصلاح العطب الذى كان بها .

هنا تذكرت قصة كان قد قصصها على فطلبت منه إعادتها لأكتبها فى حوار الخيمة عسى أن يكون فى ذكرها فائدة للقراء ... ذكرته بأحلى ماء زمزم الذى شربه .

قال لى : نعم ، هذا كان من سنين طويلة ، قبل توزيع ماء زمزم الآن فى كل أنحاء الحرمين ، جزى الله عن من قاموا بذلك خير الجزاء ... قدمت إلى الحرم متأخرا ، وأردت الشرب من ماء زمزم فذهبت إلى المكان المخصص لذلك ، فوجدت زحاما شديدا ، فخشيت أن أوذى أحدا من الحجيج ، فانزويت فى أحد الأركان مناجيا الله سبحانه وتعالى ، قائلا يارب كنت أود الشرب من ماء زمزم ولكنى فضلت عدم إيذاء أحد ولا أعلم إذا كان لى فرصة أخرى حين الرجوع من المناسك ... وأنا فى وسط هذه المناجاة إذا بماء ينسكب على رأسى ، لأرفعها فأجد إحدى الحاجات الأتراك تصب الماء ، وتقول لى زمزم ياحاج زمزم ياحاج ، ففرحت أيما فرح وتذوقت أحلى شربة من ماء زمزم ... فهذه شربة أسقانيها المنعم حينما طلبتها منه .

ألا تنبئ هذه الآية على المستوى الشخصى ، بصدق قوله سبحانه وتعالى :::


فيه آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {97} سورة آل عمران

يتبع