
11-10-2005, 07:15 AM
|
مشرف
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
|
|
[size=7]
( 3 )
[/size]
قلت له : أفهم من كلامك أن هذه تعتبر آية خاصة ، ولا شك تدخل فى آيات الله سبحانه وتعالى التى يظهرها لعباده .
".استطرد صاحبى : الأرزاق التى يمنحها الله لعباده متنوعة ، ومن ضمن هذه الأرزاق الثواب ، وإليك حادثة أتذكرها كثيرا ، وأحمده سبحانه وتعالى على فيوضاته .
كنت فى خير الأيام بعرفة فى أحد مواسم الحج ، وبعد صلاة الظهر والعصر ، تجولت بعيدا عن خيمتى ، مسبحا وذاكرا لله سبحانه ، فإذا بى أقابل صديقا من أيام الدراسة لم أره منذ تخرجنا لعدة سنوات ، فقد سافر كل منا لبلد غير الآخر . ففرحت بلقائه فى هذا المكان الطاهر وفى موسم الحج ، ولكنى وجدته مهموما ، فقد فقد الحزام الذى به كل نقوده ، وحين رأنى فرح وطلب منى مبلغا يساعده فى استكمال المناسك إلى أن يرجع لمكان عمله ، فأقرضته ما يريد ، وذهب كل منا لحال سبيله . لا أعرف أين يقيم فى عرفة ، ولا يعرف أين أقيم كذلك . وقبل الغروب بوقت قليل إذا بى أجده مرة ثانية أمامى متهلل الوجه ، ويرد لى المبلغ الذى أقرضته إياه ، فعجبت ، فقال لى لقد عدت إلى جبل الرحمة فإذا بى أجد الحزام كما هو لم يمس ، ووجدت كل نقودى ، بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء . قلت سبحان المنعم ، أراد لى أن أثاب دون مجهود ، وأن أتلقى الدعوات الطاهرة من فم طاهر ، مغفور له فى الموقف ، بإذن الله .
أليس هذا دليل على أن الله
"..... يرزق من يشاء بغير حساب" .
غبطته على هذا الموقف الربانى ، الذى تجلى الله فيه بجوده وكرمه .
قال لى : ماذا تقول إذا تمنيت أمنية بينك وبين نفسك ، لم يطلع عليها إلا الله القدير ، وتتحقق هذه الأمنية بحذافيرها ؟ ... كنت على سفر بعد ثلاث أيام ، وقد كنت مع نجلى فى إدارة التجنيد ، محاولا حل مشكلة له ، فأحالونى على الكلية التى ينتسب إليها النجل العزيز ، فلابد من موافقتهم على تحويل التأجيل للتجنيد من كليتهم إلى إدارة البعثات ، حيث يريد نجلى الإلتحاق بكلية خارج البلاد ، وأثناء عودتى معه لأقطع له تذاكر سفر لمقر الكلية حيث أنها كانت فى بلد آخر ، يبعد عن إقامتى بحوالى 250 كيلومتر ، أصابنى إغماء ، وكان ذلك فى رمضان ، وكان هذا هو اليوم الوحيد الذى أفطرت فيه . المهم عدت للمنزل بصعوبة ، ولازمت الفراش ، على أن يسافر نجلى بمفرده لينهى الإجراءات . وعادنى أحد الأطباء الأصدقاء ... رحمه الله رحمة واسعة ... ووصف لى الدواء ، وعلم بالموضوع الآخر . ذهب ابنى صباح يوم الأربعاء للكلية ، وكان سفرى مقرر له يوم الجمعة ، ثم عاد فى وقت الإفطار ، بخفى حنين ، فقد رفض المسجل أن يعطيه الموافقة لتحويل تأجيل التجنيد ، وهدده بأنه سيرفع عليه قضية لإلتحاقه بجامعة غير الجامعة التى ينتسب إليها ... ووقعت فى حيص بيص ، ماذا أفعل ؟؟؟
أخذت أفكر دون مناقشة الموضوع مع أحد بالمرة ، فقلت فى نفسى ، لا حل إلا ذهبت أنا رغم مرضى ، وصحبنى الطبيب الصديق ، هو وأخوه ، فقد كان أخوه يعمل فى التسجيل بكلية أخرى ، ومن الأكيد أنه سيعرف كيف يتصرف ، بغذن الله ... لم أنبس ببنت شفهة لأحد . وجاء الطبيب الصديق ليطمئن على وعلى نجلى ماذا فعل ، فقصصت عليه ما تم ، فإذا به يقترح ، نفس ما كنت أفكر فيه بالضبط ، على أن نتحرك بعد صلاة الفجر لنصل هناك فى وقت مناسب ، وقد كان !!! والحمد لله حلت المشكلة ، وحصلنا على التوقيع بالموافقة الذى وقعه المسئول فى منزله ، حيث ذهبنا إليه .
هنا تذكرت الآية الكريمة "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {58}" سورة يونس
هناك أمران ، الأول هو تحقيق المطلوب ، ولا شك له فرحة ... والثانى وهو الأهم ، استجابة الله لعباده ، فهذا الفضل والرحمة هما خير مما جمعنا من تحقيق ما نريد .
يتبع
|