
13-10-2005, 05:26 PM
|
عضو فعّال
|
|
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 438
|
|
شهر الصيام غداً مواجهنا فليعقبن رعية النســــك
أيامه كوني سنين ، و لا تفنى فلستُ بسائم منـــك
وأغبى العالمين فتى أكــول لفطنته ببطنته انــــهزام
ولو أني استطعت صيام دهري لصمت فكان ديـدني الصيام
ولكن لا أصوم صيام قــوم تكاثر في فطورهم الطعــام
فإن وضح النهار طووا جياعا وقد هموا إذا اختلط الظـلام
وقالوا يا نهار لئن تــجعنا فإن الليل منك لنا انتـقـام
وناموا متخمين على امتـلاء وقد يتجشئون وهم نــيام
فقل للصائمين أداء فــرض ألا ما هكذا فرض الصـيام
رمضان في قلبي هماهم نشوة من قبل رؤية وجهك الوضـاء
وعلى فمي طعم أحسّ بأنــه من طعم تلك الجنة الخضـراء
لا طعم دنيانا فليس بوسعــها تقديم هذا الطعم للخلـفـاء
ما ذقتُ قط ولا شعرت بمثله ألا أكون به من السعــداء
إذا لم يكن في السمع مني تصــامم
وفي مقلتي غــض،وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوع والظما
وإن قلت : إني صمت يوما فما صمت
يا ذا الذي صام عن الطعام ليتك صمت عــن الظــلم
هل ينفع الصوم امرؤ طالما أحشاؤه مــلأى مــن الإثم
يا مديم الصوم في الشهر الكريم صم عن الغيبة يوما والنمــيم
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى وقبل الصوم صم عن كل فحشا
أنت في الدهر غرة وعلـى الأر ض سلام وفي السماء دعــاء
يتلقاك عند لقياك أهل الـــ ـبر والمؤمنون والأصفيـــاء
فلهم في النهار نجوى وتسبيــ ـح وفي الليل أدمــع ونداء
ليلة القدر عندهم فرحة العمـ ـر تدانت على سناها السماء
في انتظار لنورها كل ليـــل يتمنى الهدى ويدعو الرجــاء
وتعيش الأرواح في فلق الأشوا ق حتى يباح فيها اللقـــاء
فإذا الكون فرحة تغمر الخلـ ـق إليه تبتل الأتقيــــاء
وإذا الأرض في سلام وأمـن وإذا الفجر نشوة وصفــاء
وكأني أرى الملائكة الأبـــ ـرار فيها وحولها الأنبيــاء
نزلوا فوقها من الملأ الأعلــ ـى فأين الشقاء والأشقياء ؟
أضيف أنت حل على الأنام وأقسم أن يحيا بالصــيام
قطعت الدهر جوابا وفـيا يعود مزاره في كل عــام
تخيم لا يحد حماك ركــن فكل الأرض مهد للخيـام
ورحت تسن للأجواء شرعا من الإحسان علوي النطام
بأن الجوع حرمان وزهـد أعز من الشراب أو الطعام
جعلت الناس في وقت المغيب عبيد ندائك العاتي الرهيب
كما ارتقبوا الأذان كأن جرحا يعذبهم ، تلفَّت للطبيــب
وأتلعت الرقاب بهم فلاحـوا كركبان على بلد غريـب
عتاة الأنس أنت نسخت منهم تذلل أوجه وضنى جنـوب
حدِّثونا عن راحة القيد فيه حدثونا عن نعمة الحرمـان
هو للناس قاهر دون قهـر وهو سلطانهم بلا سلطـان
قال جوعوا نهاركم فأطاعوا خشعا ، يلهجون بالشكران
إن أيامك الثلاثين تمضــي كلذيذ الأحلام للوسنـان
كلما سرني قدومك أشجا ني نذير الفراق والهجـران
وستأتي بعد النوى ثم تأتي يا ترى هل لنا لقاء ثـان؟
|