الفاضل / نقار الخشب
دعنا نفكر سويا ... لو افترضنا أنك تجيد لغة معينة ، وبصفتك مسلم حريص على نشر الإسلام ، وكنت أديبا بارعا فى هذه اللغة ، وقد قرأت عدة تفاسير للقرآن الكريم ، وأردت أن تنقل معانى القرآن الكريم لأصحاب هذه اللغة ... فهناك طريقين أمامك ... إما أن تعلمهم اللغة العربية وتنتظر إلى أن يجيدوها ويمسكوا بأسرارها ثم تقرأ عليهم القرآن الكريم أو تدعهم هم يقرأونه ... أو تترجم لهم معانى القرآن الكريم كما فهمتها أنت ، قائلا لهم أن القرآن لا يترجم ولكن ما أقوله لكم هو إجتهاد منى فى إيصال معانيه لكم .
نعم أخى الفاضل كلام الله سبحانه وتعالى لا يترجم ، وهذا ما نص عليه بكثول فى مقدمة ترجمته لمعانى القرآن .
القرآن الكريم معجز فى نظمه وفى كل شئ ... ورغم ذلك لابد من إيصال معانيه لغير الناطقين باللغة العربية ، وترجمة هذه المعانى لن تؤدى إلى التحريف ما دام المترجم والقارئ يفهمون الغرض من ترجمته جيدا .
وما فعله بكثول أنه لم ينفرد بالترجمة بل ذهب إلى مصر بلد الأزهر ليعاونوه فيما ترجم وينقحوا المعانى التى أغلقت عليه ... وقد قوبل بمن يعارض ذلك أشد المارضة ، ولكن صبره وعزيمته أقنعت الكثيرين فيما بعد ، وها نحن نرى الأزهر الشريف يتبنى ترجمة القرآن الكريم لعدة لغات أخرى .
|