عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 16-10-2005, 01:24 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي



كلمة خالد مشعل بمناسبة حلول رمضان الكريم الى الشعب الفلسطيني

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين...

أيها الأهل الأحبة في فلسطين، في غزة هاشم، في قطاعنا الصامد المحرر بفضل الله ثم بفضل المقاومة وبفضل تضحيات شعبنا، وإلى كل أهلنا ممن يستمعون إلينا عبر أثير هذه الإذاعة المناضلة الصامدة المشاركة في الهمّ الوطني "إذاعة الأقصى".. أقول للجميع، لكلّ من يستمع لنا من أبناء شعبنا رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً وكل أبناء شعبنا كبار، نقول لهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،



وكل عام وأنتم بخير.. نبارك لكم رمضان الذي قطعنا ثلثه الأول أسأل الله أنْ يكون قد كتب لنا في هذا الثلث المنصرم من رمضان الرحمة وأنْ يكتب لنا من بعد ذلك مغفرة والعتق من النار، وأنْ يمنّ علينا ببركات رمضان ونفحاته من الإيمان والبركة والسعادة والطمأنينة ومزيدٍ من الإيمان ومزيد من الصبر ومزيد من العطاء الرباني الذي يتضاعف في رمضان هذا الشهر الكريم مزيداً من الانتصار لشعبنا ومزيداً من اللحمة الداخلية وبالوحدة شعبنا وبالراحة البال وأنْ تلتئم الجراح وأنْ تعود البسمة إلى شفاه أمهاتنا وأخواتنا وأطفالنا وشيوخنا وأبنائنا... بارك الله فيكم وحفظكم ورعاكم وأسأل الله أنْ يكون حديثي معكم عمّا قريب على أرض غزة مباشراً دون الحاجة للأثير، فنحن تواقون إلى العودة إلى أرض الوطن وإلى أبناء شعبنا نعيش في أحضانه.. فهذه بيئتنا الطبيعية وإنْ شاء الله كلّ فلسطيني يحلم بالعودة أسأل الله أنْ يحقّقه له بإذن الله عمّا قريب، ولعل تحرير غزة هو الخطوة الأولى على هذا الطريق المبارك..

وأيضاً نستغل المناسبة بالتهنئة لأحبتنا في "إذاعة الأقصى" بإعادة استئناف بثّهم لأبناء شعبهم حتى يشاركوا في معركة الوطن وفي أداء الواجب وفي مزيد من تعزيز الصمود وموافاة الجراح التي لا تزال تنزف من أبناء شعبنا.



في هذه الأجواء أحبّ وبكلّ وضوح وشفافية ومن موقع المحبة والحرص ومن موقع تبادل الرؤيا وتبادل النصيحة وأنْ نقدّم من موقعنا في حركة "حماس" التي هي من الشعب وللشعب، ونستعيد بحالته كما هي بضرّائها وسرائها وبآلامها وآمالها، أقول من هذا الموقف نحبّ أنْ نتحدث حديث القلب إلى القلب وحديث العقل وإلى العقل من همنا اليوم الذي يعيش أهلنا في فلسطين وخاصة في قطاعنا الحبيب.. أقول لقد عشنا معناً مع خطة الانسحاب الصهيوني، بل الاندحار الصهيوني من قطاع غزة والحمد لله، جميعنا اعتبرنا ذلك إنجازاً عظيماً على طريق استقلال التحرير واستعادة الحقوق.. اعتبرناها صورة إنجازاتٍ بداية الخير، أول الغيث قطرة ثم ينهمر، بداية نفحة من نفحات الله تعالى بين يدي رمضان في هذا العام المبارك ليزداد شعبنا طمأنينة بعدها يستطيع أنْ يحرر ويستطيع أنْ ينجز.. وإنّ المقاومة بقدرتها تدحر العدو وتحرر الأرض والأوطان، هذا من فضل الله تعالى.. إذاً عشنا هذه الأجواء المباركة وهذا الإنجاز لا شكّ أنّه يحسب بعد فضل الله تعالى للمقاومة، وعندما نتكلم عن المقاومة نتكلم عنها بكل عناوينها فهي ليست قصراً على أحد من الفصائل بل هو إنجاز لجميع قوى شعبنا بل لجميع جماهير شعبنا فكل فلسطيني في القطاع وخارج القطاع وفي الضفة حتى أهلنا في أراضي 48 وحتى أهلكم في الشتات... كلهم أسهموا في هذه المعركة كلٌّ من موقعه.. منهم من أسهم بالتضحية بنفسه أو بأبنائه أو بالعمل العسكري أبو بالدعم المالي أو بالدعاء أو بدعم الشعب عبر المؤسسات الخيرية أو الاجتماعية وعبر تراكم النضال الطويل وعبر الجماهير وعبر الأمهات والآباء والعشائر، وكل أبناء شعبنا أسهموا في هذا البناء العظيم بإذن الله تعالى... وهذه محطة كانت ولا تزال حبيبة إلى قلوبنا، أسَرّتْنا جميعاً وتنسّمنا الحرية ولذلك بعد هذه السنوات الطويلة من عذاب الاحتلال والتشريد والمعاناة مع الاحتلال الصهيوني الحمد لله بدأنا نشعر بقيمة الحرية، قيمة التحرير، قيمة أنْ نعيش أحراراً على أرضنا ووطننا..



هذا من فضل الله تعالى ولذلك عبّرت جماهير شعبنا وقواه عن هذه الفرحة بأشكالها المختلفة ولا شكّ أننا هنا نسجّل نقطة بالغة الأهمية وهي أن هذا الشعب العظيم الشعب الفلسطيني نضع كلّ ثقتنا فيه.. فالنصر لم يكن نصر فصائل، إنّه نصر الشعب الذي أمّن الله تعالى عليه الفصائل والقوى المجاهدة.. قيمتها وبركتها في أنها ملتصقة بشعبها فالشعب هو الأساس بعد الله تعالى وفضله، والإيمان وعدالة القضية، والشعب هو الأساس.. هو صاحب الفضل.. هو صاحب المعركة.. هو صاحب الجهد.. العدو قد يهزم أشخاصاً وقد يهزم قوىً ولكنه لا يهزم شعباً مؤمناً أصيلاً أبياً متمسكاً بأرضه وحقه ولذلك نحن نحيّي شعبنا ونبارك له هذه الروح.. هذا الإيمان.. هذا الإصرار.. هذه الصورة العظيمة.. هذا التألق الذي قدّمه شعبنا للعالم حتى بتنا حينما نذهب نفخر أننا من أبناء فلسطين أعناقنا تطاول السماء أننا ننتسب إلى أرض الإسراء والمعراج وإلى الشعب الفلسطيني الذي قدم رسالةً عظيمة أنّ الشعب بإمكانياته البسيطة قادرٌ أنْ يصنع المستحيلات..



فتحيّةً لشعبنا.. تحية لأمهاتنا تحية لأخواتنا تحية لبناتنا لأبنائنا لآبائنا لمشايخنا، لكل فلسطيني في أرضنا وخارج أرضنا على هذا الجهد العظيم، وتحية لأمتنا التي لم تبخل علينا.. صحيح أن أيديها مكبلة لا تستطيع أن تشترك معنا في المعركة العسكرية ولكنها أمة أصيلة لم تبخل علينا بالمال ولم تبخل علينا بالجماهير ولا بصوتها الأصيل عبر منابر الإعلام.. هذه الأمة التي تعيش هم فلسطين حتى وإنْ حاول بعض الإعلام المضلّل أن يغطي هذه الصفحة المشرقة ولكن أمتنا أصيلة كأصالة فلسطين وكأصالة العرب والمسلمين ولذلك نحيّي أمّتنا في هذا الأمر.



ثم أقول أيها الأحبة في أجواء ما بعد الاندحار الصهيوني عن غزة، كنّا نحن أبناء فلسطين أبناء القطاع أبناء الضفة أبناء القوى الفلسطينية أبناء "حماس" على وجه الخصوص نحضّر أنفسنا ونهيئها لما بعد الانسحاب.. ماذا سنفعل؟ وكانت تراودنا الآمال والأحلام والأهداف والمشاريع وكنا نستشعر المسؤولية أننا أمام مسؤولية واستحقاق.. كيف نستكمل تحرير غزة؟ كيف نمنع تحويل غزة إلى سجن كبير؟ كيف نفتح أجواءها ونفتح مياهها ونفتح معابرها لتكون حرة وعربية وفلسطينية وإسلامية وأبية؟ وننفتح على المحيط ولا تظل سجناً كما يريدها شارون؟.. كنا نفكر كيف نبني غزة بعد الذي هدمه العدو والذي خربه العدو، جرف المزروعات وسرق الأرض وسرق المياه ودمّر البيوت وأفنى أحياءً وأفقر الناس وخرّب الاقتصاد ولوّث أرض غزة الزكية العطرة التي فيها أنفاس هاشم وأنفاس الشافعي وأنفاس الصحابة.. كنا نفكّر كيف نعصم جراح شعبنا كيف نخفف الآلام كيف نمسح دموع الثكالى وكيف نقدّم المساعدة والخدمة وبعضاً من الحياة الكريمة التي نستطيعها لأهلنا في غزة مكافأةً لهم على ما أنجزوه وما قدّموه في سياق تحرير غزة.. كنا نفكّر في كلّ هذا وبدأنا بجهودنا عن طريق محبينا وأنصارنا في شتى الدنيا بل حتى مع الأنظمة والحكومات، طرقنا أبوابهم وقلنا لهم آن الأوان حتى تسهموا معنا في معركة بناء غزة.. ثم كنا نفكّر أيضاً كيف كنّا نرتّب بيتنا الفلسطيني؟ كيف نتابع هذه المسيرة؟ كيف نمنع ما يخطط له شارون من اقتتال فلسطيني؟ كيف نظهر شعبنا حضارياً عظيماً أمام العالم كما نجح في معركة التحرير ينجح في معركة البناء؟ كما نجح في المعركة الخارجية ينجح في المعركة الداخلية؟ كيف نتعاون في سواعد البناء كما تعاونا في بنادق التحرير والمقاومة؟.. كل ذلك كنا نسعى له ونرتب بيتنا الفلسطيني ابتداءً من غزة ليمتدّ إلى الضفة وإلى الخارج ولنحدِث الشراكة الحقيقية للاستقرار ولنمنع التفرد ويتعاون الجميع كما تعاونّا في التضحية نتعاون في الإنجاز ونتعاون في مراكبة الإنجاز وفي أنْ نبني على الإنجاز ونقدّم الخدمة لشعبنا.. كلّ ذلك كان يساورنا وكنّا نخطط ولا زلنا نفعل ذلك فهذه مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعبنا.



وكذلك كنا نفكّر ولا زلنا كيف نتابع المعركة.. فغزة إنجاز عظيم لكنها الخطوة الأولى على الطريق هناك معركة طويلة ومفتوحة.. كيف نتابع المعركة في الضفة؟ وكيف نتابعها في كل شبر من أرضنا الفلسطينية؟ كيف نتابع استعادة الحقوق؟ كيف نتابع معركة القدس ومعركة الأقصى ومحاربة التهويد ومعركة الأسرى؟ وكيف نعيد أسرانا الثمانية آلاف والذين اليوم أصبحوا تسعة آلاف من أبنائنا وبناتنا؟ كيف نعيدهم إلى أبناء شعبهم وإلى أسرهم إلى أهليهم؟ وكيف نخوض معركة الجدار؟ ومعركة الاستيطان؟ وكيف نخوض بعد ذلك معركة العودة؟ كيف نعيد أبناء المخيمات هنا وهناك إلى وطنهم إلى أحبابهم؟... كل ذلك كان ولا يزال يساورنا ويشكّل هماً كبيراً علينا نعم فرحنا بالإنجاز الأول.. ولكنّا ما زلنا مهمومين حتى في ظلّ الفرحة بإنجازاتنا القادمة بمسؤولياتنا القادمة خاصةً أننا نفعل ذلك ليس من باب الزهوّ ولا من نسبة الفضل لأنفسنا بل نفعل ذلك حمداً وثناءً لله تعالى على فضله وكرمه واستشعاراً للمسؤولية ولكل قطرة دم أريقت في فلسطين عزيزة علينا وكل عذابات الأسرى وأهاليهم عزيزة علينا كل المعاناة لأسرنا وأحبتنا الذين فقدوا الأحبة وفقدوا البيوت وفقدوا مصدر الرزق.. هذه أيضاً معاناة قاسية على نفوسنا نستشعر همّها تأسّياً بما كان يفعل رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم وما كان يفعله خلفاؤه من بعده وأصحابه من بعده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وكل قادة الأمة العظام، هذه كانت ولا تزال تراودنا والحمد لله بدأنا الخطوات الأولى على هذا الطريق ولكن لسنا وحدنا في الملعب.



أيها الأحبة أيها الأخوة المستمعون جميعاً في قطاعنا الحبيب وأينما وصل هذا الصوت عبر إذاعة الأقصى... لسنا وحدنا في الملعب بل الملعب تزدحم فيه القوى والأطراف والأيدي وكلً يحاول أن يفعل شيئاً وله أجندته وهنا أقصد أننا أمام عدو يريد أن يفسد علينا فرحتنا ويفسد علينا بسمتنا وأن يحصر إنجازنا في غزة بل لتكون لقمة حتى مسمومة، ونعلم أن من خلف العدو إدارة أمريكية ظالمة تريد أن تصدّر أزمتها في العراق وأزمتها في أفغانستان وأزمتها الدولية وأزمتها حتى داخل أمريكا بعد الأعاصير التي ابتلوا بها تريد أن تصدّرها في استفزازٍ هنا وهناك وفي تحريضٍ في فلسطين على "حماس" وعلى قوى المقاومة وسلاح المقاومة وحزب الله في لبنان وتحريض على سوريا وعلى كل طرف وجدار صامد في هذه الأمة.. نعم، وهناك أطراف إقليمية نعم، ربما لها أجندتها ولها أمزجتها ولها تقنيتها كل ذلك نعلمه وأنّ هناك لاعبين آخرين في الملعب ولسنا وحدنا ولذلك فوجئنا بأنّ العدو ولا أقول فوجئنا بل أقول بدأت تتضح لأنّه نحن نعلم أن عدونا لن يتخلى عن كيده ولا عن تآمره ولا عن عدوانه على شعبنا.. إذْ بدأت تتضح معالم الخطة الصهيونية المدعومة من الإدارة الأمريكية ومن بعض الأطراف الإقليمية في أحداثٍ كأنما هي خطة معاكسة لإفساد ما حققناه في غزة وقطع الطريق على ما نسعى لتحقيقه بعد غزة هذا هو ملامح الخطة.. ورأينا مثلاً كيف يسعى العدو كيف يريد أن يبقي غزة كسجنٍ كبير.. طيّب ذهبتم أيها المحتلّون من غزة فلماذا لا تتركوا غزة حرة تتنفس الهواء الحر؟ لماذا تضيّقون عليها الخناق؟ لا هم حريصون على أنْ يظل المعبر قضية معلقة وليخضع للمفاوضات التفصيلية مع مصر ومع السلطة ومع الصهاينة وتدخل أطراف أمريكية الخ.