عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 16-10-2005, 01:25 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

أيضاً المياه لا تزال محتلّة من الصهاينة، الأجواء لا تزال مستباحة بالتصوير والزنانة والاعتداءات وغيرها.. إذاً هذا جزء من المخطط الصهيوني بل بدأنا نلحظ التحريض الصهيوني الأمريكي من أجل توتير الوضع الفلسطيني الداخلي والتحريض على "حماس" والدعوة لنزع سلاحها ونزع سلاح المقاومة بشكلٍ عام.. وبل كلّ يوم يأتينا صوتٌ مرةً من الإدارة الأمريكية ومرة من الصهاينة، "كوندوليزا رايس" على "سلفان شالوم" على "شارون" على غيره الدعوة لنزع سلاح المقاومة ورفض مشاركة "حماس" في الانتخابات و"حماس" تُخيّر وعليها أنْ تختار إمّا أن تختار العنف، أيْ المقاومة، أو تختار الانتخابات، ولا تستطيع أنْ تجمع بين هذا وذاك.. والآن شارون يتفاخر أنّ ضربتنا في الضفة ستضع "حماس" في وضعٍ لا يمكن أن تخوض الانتخابات التشريعية بل ربما البلدية في شهر ديسمبر القادم.



ثم رأينا من سلوك العدو متابعة الاعتقالات والاغتيالات في الضفة، كلما نبتت نبته مجاهدة لاحقوها واغتالوها وقضوا عليها، كلما استطاع الشعب أن يمتصّ الضربات الأمنية الاعتقالية بموجة اعتقالات متلاحقة تطال أحبتنا وأهلنا.. هذا السلوك أيها الأحبة هو السلوك العدواني من عدوّنا الذي يريد أن يقوم بخطة معاكسة لإفساد ما حققناه ولقطع الطريق على ما نسعى لتحقيقه، وشارون في ذاك الوقت كان يسعى بل سعى وذهب إلى نيويورك ليأخذ المكافأة على مجرد انسحابه من غزة وكأنّه قدم خيراً عظيماً أو فعل ذلك مبادرة منه مبادرة اختيارية وليست تحت ضغط المقاومة وسعى شارون بترحيب أمريكي وترحيب دولي وللأسف ماذا أقول عن الموقف العربي؟ بطرشانٍ عربي؟ بتهالك عربي؟ هرولة عربية؟ وعدم إدراك عربي؟ أو فرصة للعودة وتعود حليمة لعادتها القديمة؟.. وبدأ الحديث عن التطبيع والاختراق الصهيوني في الجسم العربي والإسلامي لكن لا شكّ أنّ ذلك آلامنا كثيراً.. فيا أيها العرب والأعزاء "بدري" على التطبيع رغم أنّنا ضدّ التطبيع لا اليوم ولا غداً ولكن ما الذي يبرر ما تفعلون؟!.


أيها الأحبة.. إذاً نحن في ملعبنا الفلسطيني هناك خطةٌ من أبناء فلسطين الأصلاء الأحرار. كيف لا؟ من قِبَل المقاومة.. من كلّ مخلص.. من الشخصيات والقوى والمستقلين والجماهير تسعى إلى الأجندة الفلسطينية كيف نستكمل غزة ونبني غزة ونتابع المعركة ونحرر الأسرى.. كيف نستكمل خطواتنا المباركة على طريق التحرير واستعادة الحقوق.. وهناك أجندة خبيثة من عدوّنا وممّن يدعمه وتواطؤاً معه من أجل أنْ تكون خطة معاكسة هذا يشعرنا بأهمية المرحلة وخطورتها والمسؤولية الملقاة على عواتقنا.. ثم أيها الأحبة طبعاً في هذا الجو كانت هناك احتفالاتنا في غزة والبعض للأسف يعني استكثر علينا أنْ نحتفل في غزة واعتبر ذلك طيشاً ومبالغةً.. نحن لا ننكر أنّ هناك بعض الأخطاء ولكن أيها الأحبة إننا لأول مرة منذ خمسين عاماً نفرح بإنجازٍ حقيقي فلماذا تستعظمون وتستكثرون.. لا أقول لكم يا شعبنا ولكن أقول للأطراف المحيطة بنا في المنطقة في العالم لماذا تستعظمون على شعبنا أن يفرح بعد أكثر من خمسين عاماً، لأول مرة يُحرّر جزءاً عزيزاً من أرضه فلماذا لا نفرح؟! يحقّ لنا أن نفرح.. واجبنا أن نفرح.. ومن هنا حصل هذا الأمر والشعب الفلسطيني عبّر عن فرحته وذلك ما إنْ فتحت الحدود حتى رأينا عشرات الآلاف غرباً إلى مصر كنوعٍ من الاستشعار أنّنا أحرار نريد أن نجسد حريتنا بهذا السلوك. هذا السلوك عفويّ طبيعي. وكذلك الاحتفالات نوعٌ من الفرحة ونوعٌ من الرسالة أنّ شعبنا لا يزال صامداً وأن شعبنا بالمقاومة وبوحدته الوطنية وبسلاح المقاومة حقّق ما حقق الآن.. عندما حصلت بعض الحوادث في بعض الإشكالات وهي معروفة لديكم في قطاعنا الحبيب للأسف البعض ضخّمها وسلّط الأضواء عليها مع أنّ أضعافها حصل في أوقاتٍ سابقة دون أن يلتفت أحدٌ.. حصلت حوادث كبيرة، حوادث اغتيالات وقتل، وفوضى سلاح، واقتحام مقرات للتشريعي، ومقرات غيره، وهذا كان طبعاً يؤلمنا بأنّ أيّ إساءة لأيّ فصيل ولأي مؤسسة فلسطينية يقلقنا ويزعجنا.. نحن نحبّ الأمن والسلامة لكل شعبنا.. حصلت حوادث عديدة مع ذلك لم يُجرَ فيها تحقيق ولا طلع نائب يحكي في مؤتمر صحافي ولا غيره ولا غيره فلماذا عندما تحصل قصةٌ أو قصتان من "حماس" في ظروفٍ معينة في أوضاعٍ فيها فعلٌ ورد فعل وفيها توتر واستفزاز وفيها ظروفٌ وملابسات معروفة لدى الجميع يصبح التركيز على "حماس"؟! لماذا هذا الاختيار وهذه الازدواجية، المعايير المزدوجة التي لا تراعي عدلاً ولا سواسيةً في النظر إلى الأمور... ومع ذلك نقول هذا الجوّ، الحقيقة، كان لا يعجبنا لأنّنا عندما ننتقد أنفسنا كفلسطينيين بصرف النظر من المخطئ هذا يعني في النهاية أن نقول للكيان الصهيونيّ (آه والله المشكلة ليس عندك يا "إسرائيل"، ليس عند الاحتلال المشكلة عند الفلسطينيين)... لا أيها الأحبة، أيها الأحبة نحن بشر قد نخطئ ولكن مسيرتنا صحيحة، لكن خيار أسيرة صائبة عندما نتمسك بالمقاومة فنحن على الطريق الصحيح... عندما نتمسك بسلاح المقاومة نحن على الطريق الصحيح.. عندما نتوحّد في وجه الاحتلال نحن على الطريق الصحيح.. قد نخطئ نحن وقد يخطئ الآخرون، هذا نحن بشرٌ وخير الخطّائين التوابون وشعبنا الفلسطيني شعبٌ يخوض معركةً طويلة وانظروا أنّ دولاً كبيرة في الدنيا تخوض معارك وتقع منها الأخطاء البسيطة ومع ذلك الجميع يستوعبها لأن أجواء الحرب وأجواء المواجهة تحمل كلّ هذا وتستوعبه، فلماذا يُسلّط الضوء فقط على الخطأ الفلسطيني ولا يسلط الضوء على الجريمة الصهيونية وعلى هذا القهر الصهيوني وعلى تقاعس العالم في إنصافنا..



لذلك أيها الأحبة بدأت تتضح ملامح اليوم المزعجة.. ما هو المطلوب؟ ماذا تريدون مما يجري؟ وبدأنا نلحظ كأنما هناك هدفاً صهيونيّاً أمريكيّاً ربما البعض مرتاح له أو البعض في الساحة العربية أو غير الساحة العربية، ربما يعني يراه مناسباً وفق الأجندة السياسية مسموح بها في هذه المرحلة، وهي خرق الطريق والتفاوض، ما هو الذي يدبّر له العدو الأمريكان.. حاجتان أولاً: تعطيل المقاومة عبر تشويهها والتحريض عليها والتمهيد لنزع سلاحها وبالتالي وقف المقاومة عن مسيرتها في تحرير بقية أرضنا الفلسطينية واستكمال التحرير في غزة.



ثانياً: هو منع المقاومة من أنْ تأخذ دورها في القرار السياسي الفلسطيني عبر صيغة شراكةٍ حقيقية مع جميع القوى وليس عبر صيغة تفرّد، وخاصةً باعتبار "حماس" هي العامود الفقري للمقاومة، منع "حماس" من المشاركة في الانتخابات بدأت الحملة بضربٍ في غزة والعدوان الصهيوني وبدأت الحملة في الضفة الغربية طالت أكثر من سبعمائة معتقل.. أيها الأخوة من خيار إخوانكم وأبناء شعبكم من رجالاته ورموزه ومن المرشّحين في البلديات والتشريعي ومن القيادات السياسية ومنه إلى آخره..



الحقيقة هذا الوضع يزعجنا كثيراً وهذا لا يخدم المصلحة الفلسطينية.. إنّ إضعاف القدرة الفلسطينية سواء هذه القدرة "حمساوية" ولا "فتحاوية" ولا من أيّ فصيلٍ هو إضعاف للوضع الفلسطيني يخدم شارون ولا يخدم أبداً أحداً، ولذلك أحبّ وفي ضوء ما استعرضته في الدقائق الماضية وأؤكد للأحبتنا المستمعين وأنا في هذا الوقت المبارك قبل أنْ نفطر اليوم وفي يوم الخميس، أحبّ أنْ أؤكّد على أجندةٍ من النقاط:



النقطة الأولى: إن حركة "حماس" تعي ما يجري حولها وتقدّر الظرف العام.. "حماس" تدرك صعوبة المرحلة القادمة لشعبنا الفلسطيني.. "حماس" (مش حاملة السلم بالعرض).. "حماس" تدرك إمكاناتنا جيداً ولكن فرقٌ بين أنْ نقرأ الواقع بموضوعية ودقة وإلى أنْ نستسلم لما يريده الأعداء الصهاينة والأمريكان.. لا يريدون مقاومة ولا انتفاضة ولا سلاح مقاومة ولا يريدون وحدة وطنية ولا تماسكاً في الصف الفلسطيني بل لا يريدون ديمقراطية حقيقية.. الأمريكان والصهاينة يريدون شيئاً واحداً أنْ يستسلم الفلسطينيون وأنْ يخضعوا لما يمكن أن يطرحه شارون.. شارون يريد غزة فقط وأجزاء من الضفة، يريد أنٍ يدخلنا في تفاوضٍ على خارطة الطريق المعدّلة (إسرائيلياً) أي صهيونياً، حتى "مش خارطة طريق لبوش إنما خارطة طريق لشارون" التي ليس فيها دولة فلسطينية ولا فيها التحرير ولا فيها ضفة وفيها أجزاء مبعثرة من الضفة لا تزيد عن 40% أو 50% من الضفة مع بقاء الجدار مع انتزاع القدس للصهاينة مع شطب حقّ العودة مع اقتطاع الكتل الاغتصابية الكبرى، وغزة -هذا الكيان المشوه- هو الذي يطرحه شارون يريد للصهاينة والأمريكان منا من "حماس" ومن "فتح" ومن السلطة و"أبو مازن" ومن كلّ فلسطيني أنْ يقبل فقط أنْ تكون هذه أرضية الحوار للمرحلة المقبلة.. فهل نقبل يا أبناء شعبنا يا أهلنا في الفصائل يا أهلنا في السلطة يا أهلنا في حركة "فتح" وفي كل قوى شعبنا؟.. هل نقبل أنْ نقطع يوماً من الأجندة الصهيونية الأمريكية الضيقة التي تصادر أرضنا وحقوقنا؟ إذاً نحن نقدّر الظرف فرقٌ بين أنْ نقرأ الواقع بموضوعية ودقّة وأن تكون تقديراتنا متوازنة وحكيمة وبين أن نخضع للمنطق الأمريكي الصهيوني، هذا الأمر الأول.



النقطة الثانية: نحن اليوم يجب أن نتمسّك بأجندتنا الوطنية لمواجهة أهداف شارون... شارون يريد ما شرحته قبل قليل يريد أنْ يتبخّر الحلم الفلسطيني ويريد الشعب الفلسطيني أنْ يقتتل.. نحن نريد بناء غزة، بناء المجتمع الفلسطيني واستكمال تحرير غزة ونخرج الأسرى، ونريد أن نكمل معركتنا في الضفة وفي القدس والجدار والمغتصبات وبقية حقوقنا الفلسطينية، وحتى العودة.. علينا اليوم أنْ نستحضر أولوياتنا وأن نستحضر أجندتنا ونتمسك بها مهما حاول الأمريكان والصهاينة أن يصرفونا عنها... نحن اليوم في صراعٍ بين أجندتين: أجندة فلسطينية أصيلة تسعى إلى استكمال مشوارها انطلاقاً من أرضيتنا وحقوقنا والمقاومة وسلاح المقاومة هو طريقنا هو أساس في هذا الطريق ولكن كلٌ في وقته وبصورته المناسبة، وبين مواجهة الأجندة المعادية الأخرى.. هذه فيه نقطةٌ بالغة الأهمية.



النقطة الثالثة: نطمئن أحبتنا في القطاع أنّ "حماس" على باقي سياساتها التي عُرِفت عنها منذ ثمانية عشر عاماً وهي: 1. تحريم الدم الفلسطيني. 2. توجيه، وحده السلاح، سلاح المقاومة إلى صدور العدو وليس لنا إلا معركة واحدة، ضدّ الاحتلال الصهيوني، المعركة العسكرية ضد العدو المحتل فقط، أما مع أبناء شعبنا فالمحبة والسلام والوئام والحوار. وإذا اختلفنا في مواقفنا وفي مواضيع السياسة فعلاجها الحوار والتواصل والتفاهم، أيّ وسائل سلمية، سياسات "حماس" لم تتغير وإذا حصلت حوادث هنا وهناك هذه لها ظروفها وملابساتها التي يعرفها الجميع ولا نظلّ في دائرة الفعل ورد الفعل. إنّ "حماس" تعرّضت لظلمٍ قديمٍ لا نريد فتحه، ومع ذلك صبرنا وستظل "حماس" كما عرفتموها تحرّم الدم الفلسطيني وحريصة على الوحدة الوطنية بل تدفع من دمائها ومن عذاباتها ومن خصوصياتها ليضمن حماية الوحدة الوطنية الفلسطينية... والذين يستعجلون اليوم في اتهام "حماس" أقول لهم رويداً رويداً، مهلكم أيها الأخوة، لا تظلموا "حماس" وتظلموا أنفسكم ولا تظلموا شعبنا.. إننا كفلسطينيين كنا وما زلنا وسنبقى أننا قد قدّمنا نموذجاً في وحدة شعبنا وفي تمسّك وحدتنا الوطنية وفي توجيه طاقاتنا وكل قوتنا ومعركتنا ضد الاحتلال.