عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 16-10-2005, 01:30 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

النقطة الرابعة: أيها الأهل وأيها الأخوة في السلطة إياكم أن تسمعوا للتحريض الذي الآن يملأ الأجواء ويملأ الأثير عبر التلفزيونات والإذاعات والأقوال الصحافية وغيرها.. نحن لسنا بديلاً عنكم ولسنا سلطة مقابل سلطة.. المنطق الطبيعي لا يكون على الأرض إلا سلطة واحدة وقانون واحد.. نحن لا ننازع السلطة في إدارة الشأن اليومي ولكن نحن نطلب، وهذا حقنا وحق الفلسطينيين، نطلب شيئين واضحين أولاً: أنّ القانون والقضاء والنائب العام كلّ هذه المسائل تُطبّق على الجميع أمّا هذه الصورة الانتقائية تُحدِث عشرات ولا أريد أنْ أسمّم الأجواء بذكرها، اغتيال هنا ومحاولة اغتيال هنا واقتحامات وغيره وفوضى ومعظمها معروف أنّ في أوساط الأخوة السلطة وليس من قوى المقاومة.. فلا يعقل بغضّ هذا الطرف عنها ومن يختطف كما اختطف بالأمس من الذي اختطف الصحافيين الغربيين الأمريكي والبريطاني.. هل هم من "حماس"؟.. وهذا أمر فيه لنا جميعاً ولا يحب أن يقع فيه أحد فلماذا فقط هناك فيها انتقائية في تطبيق القانون... وقبل ثلاثة أيام أو قبل خمسة أيام أو ستة أيام اتصل بي أحد زعماء العرب ولا أريد تسميته وهو لدينا به علاقة والرجل اتصل بي ليقول لي إنّ الأخ "أبو مازن" رئيس السلطة كلّمه ليطلب منا نحن في "حماس" أن نحترم القانون، فقلت لهذا الزعيم نحن لسنا فوق القانون ونحن لسنا فوق القضاء ولكن عليكم أن تعلموا قد جرى كذا وكذا ونحن نريد قانوناً يطبّق على الجميع وقانوناً يحترمه الجميع وقضاءً منصفاً له عينان وليس له عينٌ واحدة ترى شيئاً ولا ترى أشياء.. وعند ذلك استغرب هذا الزعيم وتفهّم الأمر.. لذلك أيها الأخوة في السلطة نحن لا ننازعكم، نريد فقط أمرين كما قلت، في الأمر الأول أن يطبق القانون والقضاء على الجميع حتى يكون هناك العدل والإنصاف ولا يكون هناك مبرراً لأيّ تجاوز أو فوضى، والأمر الثاني: هو أنْ تكون هناك شراكةٌ حقيقيةٌ في القرار السياسي.. هذا لا يعني أنْ نشكّل سلطتين، هناك سلطة واحدة تدير القانون وتدير الإدارة والأمور التنظيمية في الواقع الفلسطيني اليومي، هذا شيءٌ طبيعي وكلنا نتعاون في خدمة شعبنا، ولكن القرار السياسي لا يجوز لأحدٍ أن ينفرد به، لا بدّ من مرجعية وطنية تدير الشأن الفلسطيني، تدير القرار الفلسطيني السياسي في الداخل والخارج، نكون وجميع القوى شركاء فيها، نريد شراكة وليس استفراداً.. هذا هو موقفنا.. أمّا الظن أنّ "حماس" (شايفا حالها وشاعرا عندها قوة)!، لا يا أحبتنا.. "إحنا شايفين حالنا في وجه العدو" كما يفعل "أبو دجانة" في المعركة كان يمشي ويتبختر والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنها مشيةٌ لا يحبها الله ورسوله إلا في هذا الموقع).. نحن نتبختر بسلاحنا وجميع الفصائل في وجه العدو، أمّا فيما بيننا وسلاحه محفوظ ولا نستعمله مع أهلنا هو السلم والحوار والمحبة وإذا اختلفنا نعالج ذلك بالحوار.



النقطة الخامسة: نقول لأخوتنا في "فتح".. يا أيها الأخوة أنتم شركاؤنا، لا تظنّون أنّ دور "حماس" يأتي على حسابكم كما أنّ دور "فتح" ليس على حسابنا.. إنّ ساحة فلسطين تتسع لنا جميعاً.. لقد اختلطت دماؤنا في معركتنا العظيمة، هذه الملحمة ملحمة الخمس سنوات اختلطت دماؤنا واقتربت أجسادنا وسواعدنا وأنفاسنا في مواقع الجهاد والانتفاضة والمقاومة، "فبلاش" نضيّعها، حرام أنْ نضيع نتيجة توتّرات واستفزازات هنا وهناك وتحريض هنا أو هناك.. ولا تظنوا أنّ ذلك يخدم أحداً إلا إنّ إضعاف "حماس" لا يخدم "فتح" كما إنّ إضعاف "فتح" لا يخدم "حماس".. نحن كلنا بحاجة لبعضنا البعض لأنّ الطريق طويلة، معركة طويلة، كم أخذت منا غزة من التضحيات يا ترى؟ كم ستأخذ منا القدس؟ وكم ستأخذ منا الضفة؟ والثمانية وأربعين؟ كم ستأخذ منا مسألة حق العودة؟.. نحن إذاً دعونا نطوي الصفحة الماضية لنفتح صفحةً من التعاون في كلّ مجالات الأمر ولا تظنّ أنّ استحقاق الانتخابات البلدية التشريعية هذا أمرٌ ينبغي أنْ نعالجه بطرقٍ غير مشروعة والبعض يصرّح باعتقالات "حماس" في الضفة.. أو كما أنّ هناك معطيات ونماذج بأنْ أتحدّث عنها حين نجد صوراً من التعاون الأمني هنا وهناك.. يا أيها الأحبة، إنّ إضعاف بعضنا البعض لا يخدم إلا "شارون".. والله شارون بعد غزة سيدير ظهره للجميع، وأنتم "شايفين" اللقاء بين أبو مازن وشارون فشل، وشارون ليس عنده ما يعطيه.. لا أقول لـ"حماس"، بل لا يعطيه لـ"أبو مازن" ولسلطة ولـ"فتح".. شارون لا يريد إلا أنْ يسحق حقوقنا وإلى أنْ يفرض الهزيمة علينا، فأتمنى عليكم يا أحبتنا في "فتح" أنْ ندرك الأمر.. تعالوا نتفاهم بحيث يكون هناك الشراكة حقيقية ونتعاون.



أما النقطة السادسة: مع الفصائل أيها الأخوة، في الفصائل أيضاً لا تذهب بكم الظنون ولا تظلموا أنفسكم وإخوانكم.. نحن كلنا بحاجةٍ لبعضنا البعض.. نحن نريد شراكة حقيقية وأسألكم بالله من الذي وافق على القانون المصري في الانتخابات سواء التشريعية أو البلديات رغم أنّ نصف الانتخابات البلدية جرت وفق النظام القديم مع أنّنا في "حماس" ينطوي عندنا النظام القديم أو النظام النسبي، لكننا حرصنا على أخذ النظام النسبي رغم بعض سلبياته من أجل أن يتيح مساحات أوسع لكم ولجميع الفصائل.. نحن نريد شراكة حقيقية.. لا تسمعوا للتحريض ولا تسمعوا للاهتمامات ولا تظنوا أنّ التصيّد لأخطاء "حماس" يخدمكم.. لا يا أيها الأحبة، إنّ إضعاف "حماس" كما هو إضعاف "فتح" يضرّ بكل فصيل.. قوتنا أنٍ نكون صفاً واحداً وأنّ الصيغة التي جمعتنا لجنة المتابعة هي صيغة واحدة في وجه العدو نأتي غداً تمثّل صوتاً يجلد بعضنا بعضاً في هذه.. ثم أقول لجماهير شعبنا أيها الأهل الأحبة، "حماس" كما عرفتموها صلبةٌ من موضع الصلابة ولينة في موضع اللين رحيمةٌ على شعبها قويةٌ على أعدائها.. "حماس" تضع السيف في موضعه و"حماس" تضع الحوار والبسمة والمحبة في موضعه.. "حماس" ستظل قريبة.. "حماس" ستظلّ تخدمكم وتأتي الجراح تخدمكم في المجال الاجتماعي والتعليمي والصحي.. "حماس" ستظل تحمل همومكم ستظل قريبةً إليكم.. لا تسمعوا للتحريض، نحن بشر قد نخطئ.. لقد أخطأ الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم لكنهم كانوا مجتمعاً نظيفاً سليماً، فلا تسمعوا لصوتٍ هنا أو هناك.. "حماس" ستظلّ قريبةً منكم وليست وحدها.. الخير في "حماس" والخير في جميع القوى نقف جميعاً معاً نتراحم نتلاحم نضع أيدينا بأيديكم حتى نعبُر هذه المحطة.. وأقول لشعبنا في غزة، هذا الشعب العظيم الذي قدّم أسطورةً من التضحيات.. وأم نضال فرحات هذه الأم العظيمة التي قدّمت ثلاثاً من أبنائها نموذجاً.. والآباء والأمهات والأخوة والأشقّة هم نماذج عظيمة.. أقول لجماهير شعبنا: نعم، لقد تعبتم لتحرير غزة وستتعبون في بناء غزة وستتعبون أيضاً في مشاركة إخوانكم في الضفة وفي الخارج وفي الثمانية وأربعين في بقية الهمّ الفلسطيني.. أمامنا معركة طويلة لكن طبعاً كلٌ له ميقاتٌ وكلٌ له أسلوبه وكلٌ له طريقته.. وغزة لها دور والضفة لها دور والثمانية وأربعين لها دور والخارج له دور، وكلٌ يمارس دوره من الموقع الذي يناسبه..



ثم أخيراً أقول يا أبناء "حماس" وكوادر "حماس" من المجاهدين ومن العاملين في كلّ مواقع العمل، لأبناء "حماس" الموجودين هنا وهناك، أقول لهم ابقوا وظلوا على العهد، ثقتنا بكم كبيرة، أنتم الذين صنعتم مع أبناء شعبكم وإخوانكم في فصائل المقاومة هذا الانتصار.. مهما ظُلِمنا.. مهما اعتُدِيَ علينا.. مهما أسيء لنا ولو هناك أصواتٌ وأقلامٌ.. لقد فُعِلَ هذا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفُعِلَ مع الصحابة الكرام الأخيار.. لسنا أفضل منهم.. لا تظنوا أيها الأحبة هذه محطاتٌ طبيعيّ أن يمرّ بها المؤمنون، طبيعيّ أن نُبتلى، "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين".



شأن الله وقدر الله أن يبتلي عباده وكلّ مرحلة لها ابتلاء، ابتُلينا في المواجهة مع العدو وهذا صنف، وربما اليوم في بعض الأذى هنا وهناك، وهذا صنف وعلينا أن نصبر، وعلى أبصارنا أنْ تظل مشدودةٌ إلى أهدافنا الاستراتيجية وإلى مسؤولياتنا الكبيرة التي ننهض بها لأجل قضيتنا وشعبنا وأمتنا.. فيا أبناء "حماس" ظلوا على العهد، ظلّوا النموذج ظلّوا القدوة، لا يستخفنّكم شيء ولا يستفزنّكم شيء.. لتظل أسلحتكم موجهةً للعدو الصهيوني فقط، يغمد السيف ولا يستعمل إلا في مواجهة العدو.. ولنتعامل مع أبناء شعبنا بكلّ الوسائل السلمية بعيداً عن أيّ وسيلةٍ أخرى رغم علمي أنّ الذي كان يستفز هم آخرون فسامح الله الجميع.

إذاً أيها الأحبةُ، يا أبناء "حماس"... نحن على العهد والله تعالى سينصرنا، "إنْ ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده".

الرحمة لشهدائنا، الفرج والحرية لأسرانا، القوة لمجاهدينا، العافية والصحة لجرحانا ومن عُوِّق في هذه المسيرة، والرحمة لكلّ أبناء شعبنا.. بارك الله فيكم يا أهلنا في القطاع الحبيب، وبارك الله في أمّتنا وفي شعبنا وفي كلّ مكانٍ.. أسأل الله أنْ يجعل هذا الشهر الفضيل شهر خير وبركة وانتصار، وأنْ يعجّل لنا بالنصر وأنْ يكشف عنّا الغمّ وأنْ يزيل الغشاوة عن بعض من غشيَته أعينه، وأنْ يهدي الجميع إلى الصواب وأنْ يظلّ صفّنا الفلسطينيّ موحّداً في معركتنا الكبرى.

وبارك الله فيكم

وكل عام وأنتم بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته