وتظل عملاقاً
محمد الوعيل
لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بعيداً عن هموم العالم خاصة الدول المتضررة وهو يتحدث إلى الإعلامية البارزة باربرا وولترز ، فقد لامس تلك الهموم برؤية ذات شمولية واضحة ، إلى جانب " الهم " العربي الموجع وبعض القضايا المحلية التي تهم الوطن والمواطن ..
وعندما يتحدث رجل بمكانة خادم الحرمين الشريفين فإن حديثه سيكون مؤثراً ليس في حدود الوطن ، بل يتعداه إلى العالم لما يحمله من رؤية صادقة واضحة عرف بها المليك منذ شبابه عندما تقلد المسئوليات في هذا الوطن وكان أهلا لها ..
فهذا الفارس الكبير دائماً يكون له حضور مميز ومؤثر في جميع القضايا التي تطرح أمامه سواء صغر حجمها أو كبر ..
وعندما قال حفظه الله إن المملكة تعمل دائماً على خفض أسعار النفط المرتفعة لمعرفتها أن ذلك التوجه يلحق ضرراً هائلاً بالدول الأخرى .. وهو أمر لا ترضاه قيادة و شعب هذا الوطن ..
فانه عبر بوضوح عن حس انساني يتجاوز المصلحة الذاتية وكان ذا رؤية واضحة وهو القريب من كل الأحداث عندما أعلن بوضوح صادق أن المملكة حريصة على استقرار الشرق الأوسط ، وان على إيران ألا تصبح عقبة في طريق السلام ..
وعندما سألت باربرا عن الإرهاب كان خادم الحرمين الشريفين قوياً في رده وحازما حين قال : إن الإرهاب عمل شيطاني سنقضي عليه .. وهو بالفعل ما يسعى إليه حفظه الله في خطبه حين يقابل المواطنين ..
أما شأن المرأة وعملها وقيادتها للسيارة فقد كانت إجابته أبوية المعنى والمسئولية .. فالمرأة تقود السيارة حالياً في الصحاري والمناطق الزراعية وربما مع الوقت تصل إلى ما هو افضل .
وقال حفظه الله إن الإسلام دين سلام يرفض هجمات 11 سبتمبر .
ولم تغب عن ذهنه حفظه الله تلك الهجمات الإعلامية على المملكة حين تساءل بقوله: (( أتساءل لماذا كل هذا التركيز على السعودية في هذه الحرب على الإرهاب في حين أن التطرف يوجد في كل بلد في العالم )) لقد كان رفضه - حفظه الله - واضحاً للاتهامات التي يدعى أصحابها أن المملكة تمول المدارس التي تصدر الإرهاب .
إن أبا متعب عملاق وقوي دائماً في رده على التشكيكات التي يبثها البعض حول توجهات هذا الوطن وقيادته ، فالقائد يملك الحنكة الكافية والخبرة الكبيرة ، بما يمكنه من الرد بالحجة والدليل على كل من يحاول أن ينتقص من هذا الوطن وإنجازاته.
الرائع كان في احساس القائد بشعبه وتقديره له.. وما قاله رمز هذا الوطن " عبد الله " تجاه أبناء وطنه:
"أحترم شعبي وأحرص على سعادته ورفاهيته .. ويتعذر علي القيام بشيء ما لم يكن مقبولاً بنظر شعبي".
كان قمة التعبير عن حكمة القيادة واعتزازها بشعبها.