الموضوع: جــيران العرب
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 24-10-2005, 09:40 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ايران في عهد محمد شاه 1834 ـ 1848 م


كانت ايران تواجه تعبا في حربها مع العثمانيين غربا و الروس شمالا ، مما جعل قادتها يستسهلوا التوجه شرقا جهة أفغانستان .. لكن الانجليز ، مانعوا في ذلك فحاولوا إثارة المتاعب داخل ايران ، حيث شرعوا في الدفاع عن هراة ، واحتل الانجليز جزيرة الخرج في الخليج العربي للضغط على ايران .. كما أن أعوانهم من الطائفة الإسماعيلية قاموا بتمرد بقيادة (أغا خان محلاتي ) ومن بعده أخوه أبو القاسم وهددوا أقاليم يزد و كرمان و بالو و بلوشستان ..


ان تلك الضغوط جعلت ( محمد شاه ) ينسحب من (هراة) و يعود الى الداخل ليتفرغ لمحاربة الاسماعيليين الذي هربوا للهند .. وعندها بدأت العلاقات بين ايران وبريطانيا بالانفراج فانسحبت من جزيرة الخرج .. و يبدو أن الإنجليز كانوا يكرهوا أن تكون حدود الهند(باكستان) من جهة ايران) و من الشمال افغانستان .. تحت حكم واحد ..أو حكمين متفقين ..

لقد واجه (محمد شاه) على الحدود الغربية ، خصما قويا ، اذ كان والي بغداد (علي رضا باشا اللاز ) قد احتل (المحمرة) عام 1837 وتعرض لمدينة (الفلاحية) حاضرة بني كعب .. وانتهى باتفاق بين( علي رضا باشا) والحاج جابر بن مرداو شيخ المحمرة على أن تناط إدارة المحمرة به ، مقابل أن يكون ولائه للعثمانيين ..


لقد دفع هذا الاتفاق الى أن ترد ايران ، وتعتدي على السليمانية ، ثم تعاود وتحتل المحمرة عام 1841 ..فيقوم والي بغداد الجديد (نجيب باشا 1842ـ1847م)باقتحام كربلاء وتأكيد سلطة حكومته عليها ، بعد أن عاث فيها الأشقياء و قطاع الطرق ..

تدخلت روسيا القيصرية و بريطانيا العظمى ، في حل النزاعات بين الدولتين حتى انتهى ذلك باتفاقية ( أرض روم الثانية ) في 31/5/1847 م وتعد أهم الاتفاقيات التي وقعت بين الطرفين .. حيث اعترفت الدولة العثمانية لإيران بالسيطرة على إقليم الأحواز ، و المشاركة في استخدام شط العرب ، واعترفت ايران بسيادة الدولة العثمانية على السليمانية ..


ظهرت في آخر أيام محمد شاه ، حركة دينية اسمها (البابية ) ، وهي امتداد للحركة (الشيخية) التي نادى بها ( الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي) .. وملخص الحركة البابية التي انضم اليها مريدو ( الشيخية ) بعد وفاة مؤسسها .. هو ادعاء (محمد رضا الشيرازي) مؤسس الحركة ، بأنه يشكل بابا الى (الإمام المنتظر) فعلى من يحتاج مخاطبة (الامام المنتظر) بشيء عليه مخاطبة الباب أولا ! . ثم تطورت الأمور مع هذا الدعي حتى ادعى النبوة وقال أنه أفضل من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .

ان ظهور مثل تلك الحركات ، يدل على تردي أوضاع ايران في عهد (القاجاريين) .. والذين لم يألوا جهدا في ملاحقة هؤلاء الذين اتسعت دعواتهم حتى أصبحت سياسية دينية .

توفي محمد شاه عام 1848 م عن عمر (40) عاما و خلفه ابنه الأكبر (ناصر الدين) وكان عمره 17 سنة .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس