سوريا اليوم في موقف لا تحسد عليه
لبنان كان بالنسبة لسوريا العمق الإستراتيجي ، وورقة الضغط الوحيدة لها على إسرائيل ، عندما دخلت سوريا لبنان لم يكن دخولها من الأساس إلا لإطفاء النار التي كانت ستلتهمها
وبعد أن استقر الأمر لها ، أنشأت بالتعاون مع إيران حليفها الوحيد في نطاقها الحدودي ، كانت ترمي من وراءه أن يكون جيشا في مواجهة إسرائيل ، يضرب بسلاح سوريا وإيران ، وشعاره مقاومة لبنانية
ونجحت سوريا وإيران حليفة سوريا كما سبق وأن ذكرت في ذلك
وبعد أن خرجت إسرائيل من لبنان ، تغيرت خارطة الوضع في المنطقة
فكما هو معلوم أن سوريا ناصرت إيران في حربها على العراق
وبعد أن تم إحتلال العراق من قبل الأمريكان ، والتهديد الذي يطال إيران حاليا ، ضعف العمق الإستراتيجي لسوريا جهة الشرق
وخروجها من لبنان أضعف عمقها أو أفقدها عمقها من جهة الغرب
وعمقها من جهة الشمال سبق وأن فقدته بقضية أوجلان والحشود التركية عليها
ومن الجنوب هناك الأردن الذي لا يستطيع أن يكون عونا للعلويين وهو الذي يدعي أنه هاشمي
القرار 1559 صنعه الحريري ، وكان الضربة القاصمة لسوريا ، وكان واجبا على سوريا أن تتخلص من الحريري وفعلت ، وأدارت اللعبة بتقنية محترفة ، حتى أن بلاد الحرمين لم تسلم من موت الحريري فقد ساهمت قناة ( الخنزيرة ) الفضائية ببث إعلان لأحد الملتحين يعلن فيه أنه مسئول عن قتل الحريري لأنه يحب السعوديين ... إلخ
واليوم وبعد أن انكشفت اللعبة أو تكاد ، تم قتل وزير الداخلية السوري وقالوا بأنه إنتحر ، وإنتحاره أو قتله يعني الشيء الكثير لمن يستطيع أن يقرأ الواقع ، فالرجل كان حاكما بإسم سوريا في لبنان لمدة ( 20 ) عاما
أمريكا وجدت نفسها أيضا في مأزق ، فإحتلال سوريا عسكريا سيجعل منها عمقا إستراتيجيا للإرهابيين في العراق ، وهذا لن ترضاه أمريكان أن يكون مجاورا لسوريا
وأنا شخصيا أستبعد العمل العسكري على سوريا، والذي سيكون هو العقوبات التي لن تطال إلا الشعب السوري ، وأعتقد أن الأمر قد دبر بليل ، فإجتمعات المعارضة السورية في الخارج والتي تمت تحت رعاية أجنبية قد وضع لها سيناريوا لقلب نظام الحكم والإستيلاء عليه وموالاة الأمريكان وتنتهي العقبة الكأداء من طريق أمريكا المجاورة لإسرائيل
وستتفرغ أمريكا لإيران ، ومن ثم تصل إلى بحر قزوين ، وبذلك تكون قد وضعت يدها على نفط العالم
السوريون الآن واقعون بين المطرقة والسندان ، فإما أن يرفضوا التعاون وهذا معناه عقوبات على الشعب ولا أقول النظام ، وإما الرضوخ والقبول فهذا معناه إضعاف النظام أمام الشعب والإستهانة به وبقوته ، وهذا تأمل أمريكا من وراءه أن ينقلب الشعب على نظامه بعد تعريته
ويبقى أمر فرض الأمر الواقع على الفلسطيينين في لبنان وسوريا ، ونزع سلاحهم وسلاح حزب الله
وهذا سيكون متوافقا مع ما ستناله سوريا من عقوبات إن لم تقبل الرضوخ
وفي كل الأحوال ، هي واقعة بين أمرين أحلاهما مر
( السياسة أكبر كذبة في التاريخ )
مقولة لازلت أصدقها حتى الآن