
08-11-2005, 05:28 PM
|
 |
عضو جديد
|
|
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
|
|
تنبيه هام
على كذب الوصية المنسوبة إلى الشيخ أحمد
إقتباس:
من عبد العزيز بن عبدالله بن باز إلى من يطلع عليه من المسلمين حفظهم الله بالإسلام ، و أعاذنا و إياهم من شر مفتريات الجهلة الطغاه ، آمين .
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أما بعد: فقد اطلعت على كلمة منسوبة إلى الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف بعنوان : (هذه وصية من المدينة المنورة عن الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف قال فيها : ( و ذكر الوصية التي تنشر ) ثم قال الشيخ ابن باز : هذه خلاصة ما في الوصية المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لقد سمعنا هذه الوصية المكذوبة مرات كثيره منذ سنوات متعددة ، تنشر بين الناس فيما بين وقت و آخر ،و تروج بين الكثير من العامة ، و في ألفاظها اختلاف، و كاذبها يقول : إنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم في النوم ، فحمله هذه الوصية ، و في هذه النشرة الأخيرة التي ذكرنا لك أيها القارئ زعم المفتري فيها انه رأى النبي عندما تهيأ للنوم ، فالمعنى أنه رآه يقظه !
زعم هذا المفتري في هذه الوصية أشياء كثيرة ، هي من أوضح الكذب ، وأبين الباطل، سأنبهك عليها قريبا في هذه الكلمة إن شاء الله ، و لقد نبهت عليها في السنوات الماضية ، و بينت للناس أنها من أوضح الكذب ، وأبين الباطل، فلما اطلعت على هذه النشرة الأخيرة ترددت في الكتابة عنها ، لظهور بطلانها ، و عظم جراءة مفتريها على الكذب ، و ما كنت أظن أن بطلانها يروج على من له أدنى بصيرة ، أو فطرة سليمة ، ولكن أخبرني كثير من الاخوان أنها قد راجت على كثير من الناس و تداولوها بينهم و صدقها بعضهم ، فمن أجل ذلك رأيت أنه يتعين على أمثالي الكتابة عنها ، لبيان بطلاانها ، و أنها مفتراة على رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى لا يغتر بها أحد ، أو ذوي الفطرة السليمة و العقل الصحيح ، عرف أنها كذب و افتراء من وجوه كثيره .
و لقد سألت بعض أقارب الشخ أحمد المنسوبة إليه هذه الفريه ، عن هذه الوصيه ، فأجابني : بأنها مكذوبة على الشيخ أحمد ، و أنه لم يقلها أصلا ،و الشيخ أحمد المذكور قد مات من مدة ، ولو فرضنا أن الشيخ أحمد المذكور ، أو من هو أكبر منه ، زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم في النوم أو اليقظة ، و أوصاه بهذه الوصية لعلمنا يقينا أنه كاذب ، و ان الذي قال له ذلك شيطان ، ليس هو الرسول صلى الله عليه و سلم ، لوجوه كثيرة منها :
1- أن الرسول لا يرى في اليقظة بعد وفاته صلى الله عليه و سلم ، و من زعم من جهلة الصوفية أنه يرى النبي صلى الله عليه و سلم في اليقظه ، أو أنه يحظر المولد أو ما شابه ذلك ، فقد غلط أقبح الغلط و لبس عليه غاية التلبيس ، ووقع في خطأ عظيم و خالف الكتاب و السنة و إجماع أهل العلم ، لأن الموتى إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة لا في الدنيا ، و من قال خلاف ذلك فهو كاذب كذبا بينا ، أو غالط ملبس عليه ، لم يعرف الحق الذي عرفه السلف الصالح و درج عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أتباعهم بإحسان ، قال الله تعالى ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) ، و قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة و أنا أول شافع و أول مشفع ) . و الآيات و الأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
2- الوجه الثاني : أن الرسول صلى الله عليه و سلم لا يقول خلاف الحق ، لا في حياته و لا في وفاته ، و هذه الوصية تخالف شريعته مخالفة ظاهرة ، من وجوه كثيرة - كما يأتي - و هو صلى الله عليه و سلم قد يرى في النوم ، ومن رآه في المنام على صورته الشريفة فقد رآه ، لأن الشيطان لا يتمثل في صورته ، كما جاء بذلك الحديث الصحيح الشريف . و لكن الشأن ، كل الشأن في إيمان الرائي و صدقته و عدالته و ضبطه و ديانته و أمانته ، و هل رأى النبي صلى الله عليه و سلم في صورته أو في غيرها . و لو جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم حديث قاله في حياته ، من غير طريق الثقات العدول الظابطين لم يعتمد عليه ، و لم يحتج به ، أو جاء من طريق الثقات الظابطين و لكنه يخالف رواية من هو أحفظ منهم ، و أوثق مخالفة لا يمكن معها الجمع بين الروايتين ، لكان أحدهما منسوخا لا يعمل به ، و الثاني ناسخ يعمل به ، حيث أمكن ذلك بشروطه ، و إذا لم يكن الجمع و لا النسخ وجب أن تطرح رواية من هو أقل حفظا و أدنى عدالة ، و الحكم عليها بأنها شاذة لا يعمل بها .
فكيف بوصية لا يعرف صاحبها ، الذي نقلها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لا تعرف عدالته و لا أمانته ، فهي و الحالة هذه حقيقة بأن تطرح و لا يلتفت إليها ، و إن لم يكن فيها شئ يخالف الشرع ، فكيف اذا كانت الوصية مشتملة على أمور كثيرة تدل على بطلانها ، و أنها مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و متضمنة لتشريع دين لم يأذن به الله .!
و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )) . و قد قال مفتري هذه الوصية على رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لم يقل ، و كذب عليه كذبا صريحا خطيرا ، فما أحراه بهذا الوعيد العظيم و ما أحقهع به إن لم يبادر بالتوبة ، و ينشر للناس كذب هذه الوصية على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ لأن من نشر باطلا بين الناس و نسبه إلى الدين لم تصح توبته منه إلا بإلانها و إظهارها ، حتى يعلم الناس رجوعه عن كذبه ، و تكذبيه لنفسه ؛ لقول الله عز و جل : (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم )) .
فأوضح سبحانه و تعالى في هذه الآية الكريمة : أن من كتم شيئا من الحق لم تصح توبته من ذلك إلا بعد الإصلاح و التبيين .و الله سبحانه و تعالى أكمل لعباده الدين ، و أتم عليهم النعمه ببعث رسوله محمد صلى الله عليه و سلم ، و ما أوحى الله إليه من الشرع الكامل ، و لم يقبضه إليه إلا بعد الاكمال و التبيين ، كما قال عز وجل : (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي )) .
ومفتري هذه الوصية قد جاء في القرن الرابع عشر يريد أن يلبّس على الناس دينهم، ويشرع لهم دينا جديدا، يترتب عليه دخول الجنة لمن أخذ بتشريعه وحرمان الجنة ودخوله النار لمن لم يأخذ بتشريعه، ويريد أن يجعل هذه الوصية التي افتراها أعظم من القرآن وأفضل، حيث افترى فيها أن من كتبها وأرسلها من بلد إلى بلد أو من محل إلى محل بُني له قصر في الجنة، ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وهذا من أقبح الكذب، ومن أوضح الدلائل على كذب هذه الوصية، وقلة حياء مفتريها، وعظم جرأته على الكذب؛ لأن من كتب القرآن الكريم وأرسله من بلد إلى بلد، أو من محل إلى محل لم يحصل له هذا الفضل، إذا لم يعمل بالقرآن الكريم، فكيف يحصل لكاتب هذه الفرية وناقلها من بلد إلى بلد، ومن لم يكتب القرآن ولم يرسله من بلد إلى بلد لم يُحْرم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مؤمنا به تابعا لشريعته، وهذه الفرية الواحدة في هذه الوصية تكفي وحدها للدلالة على بطلانها، وكذب ناشرها ووقاحته وغباوته وبعده عن معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى، وفي هذه الوصية سوى ما ذكر أمور أخرى كلها تدل على بطلانها وكذبها، ولو أقسم مفتريها ألف قسم أو أكثر على صحتها، ولو دعا على نفسه بأعظم العذاب وأشد النكال على أنه صادق لم يكن صادقا ولم تكن صحيحة، بل هي والله ثم والله من أعظم الكذب وأقبح الباطل، ونحن نشهد الله سبحانه ومن حضرنا من الملائكة، ومن اطلع على هذه الكتابة من المسلمين شهادة نلقى بها ربنا عز وجل: أن هذه الوصية كذب وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخزى الله من كذبها وعامله بما يستحق.
|
.. يتبع ..
|