الثورة الدستورية 1907م
(1)
جاءت الثورة الدستورية نتيجة لعاملين العامل الأول مساوئ الحكم وظلمه ، والثاني الاتصال المستمر للإيرانيين مع العالم الخارجي وبشكل ملحوظ خلال القرن التاسع عشر مما جعلهم على اطلاع كاف على كيفية إدارة الحكم بالعالم .
ومن خلال البعثات الطلابية و الدبلوماسية للخارج فقد برز مجموعة من المثقفين الذين حثوا و حرضوا على التغيير ومنهم : فتح علي آخندوف (1812ـ1878) و محمد خان مجد الملك (1809ـ 1880) و يوسف مستشار الدولة التبريزي توفي 1895م وميرزا مالكم خان ناظم الدولة (1833ـ 1908م) وعبد الرحيم طالبوف (1834 ـ 1911م) .
فتح علي آخندوف 1812ـ 1878م :
كان هذا الأذربيجاني مسرحيا علمانيا ، يطالب بثورة لإسقاط الحكم ( اذا استطعتم إدراك منافع الحرية و حقوق الانسان ، واذا درستم العلوم وشكلتم الجمعيات ووحدتم قواكم ، وقررتم إنقاذ أنفسكم من طغيان الحاكم المستبد فانكم سوف لن تتسامحوا أبدا إزاء العبودية و الإذلال )
رغم أن انتشار مبادئه كان محدودا في صفوف الايرانينن وذلك كونه علمانيا ولا ينكر ذلك .. الا أنه أسهم في التأسيس لما حدث من تغيير فيما بعد ..
محمد خان مجد الملك 1809 ـ 1880م
من أبناء الطبقة الحاكمة ، تعرف على نظم حكم العالم من خلال تمثيله لبلاده في السفارات .. فألف كتاب بعنوان ( كشف الغرائب) وكان ينقد فيه بشدة نظام حكم القاجاريين .. وقد قرأه الايرانيون بحماس شديد ..
يوسف مستشار الدولة التبريزي :
مثل مجد الملك من حيث توليه مناصب حكومية و اتصاله بالغرب ، وقد ألف كتاب ( يك كلمة ) أي كلمة واحدة .. طالب فيه بفصل السلطات ..
ميرزا مالكم خان 1833ـ 1908 م
قد يكون هذا هو أهم شخصية مؤثرة في التغيير الذي حدث في ايران ، وهو من عائلة أرمنية اعتنقت الاسلام .. درس في باريس وقد عمل في الدولة العثمانية سفيرا في روما ولندن وبرلين وكان متأثرا بمبادئ الثورة الفرنسية ، رغم أن أكثر شخصية أثرت به ( جون ستيوارت ميل ) الفيلسوف السياسي الإنجليزي .. وقد ترجم كتابه ( حول الحرية ) الى الفارسية ..
عبد الرحيم طالبوف 1834 ـ 1911 م
تبريزي المولد ، أتقن اللغة الروسية كتابة وقراءة ، ألف ثلاث كتب ( مسالك المحسنين) و ( نخبة سبهسري) و ( كتاب أحد ياسفينة طالبي ) وقد كان يقتبس بشكل واضح من جان جاك روسو و فولتير وغيرهما .. وكان شديد الإعجاب بالنظام الدستوري الغربي ..
جمال الدين الأفغاني 1838 ـ 1897 م
بعد أن ذاع صيته ،دعاه ناصر الدين شاه الى ايران 1885 ـ1886 م الا أنه لم يرضي الشاه من كثر ما كتب عن الاصلاح ، فاستأذن بالسفر وخرج ، الا أن الشاه طلبه مرة أخرى فعاد عام 1889م ثم طرد الى العراق عام 1891م .. ومنها ذهب الى لندن وأخذ يكتب من هناك مقالاته المنتقدة بشدة للحكم في ايران .. ويقال ان قاتل ناصر الدين شاه هو من أتباع الأفغاني .. اذ أنه وهو يطلق النار عليه صاح ( خذها من يد جمال الدين ) ..
ولا بد من الإشارة الى أن الصحافة والجاليات الإيرانية في الخارج كان لها دور هام في إحداث التغيير .. ويقال أن كل سنة كان يذهب الى روسيا 200ألف عامل للعمل .. نتيجة الفقر المدقع والضغط .. هذا الى روسيا وحدها .. مما جعل من احتكاك أبناء تلك الجاليات أثرا في نقل تجارب البلاد التي لجئوا إليها .
__________________
ابن حوران
|