عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 11-11-2005, 07:11 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي نبذ من ذكر المنافقين

نبذ من ذكر المنافقين
قال ابن إسحاق : وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة - كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة - وسيد أهلها عبد الله بن أبي ( ابن ) سلول العوفي . ثم أحد بني الحبلى ، لا يختلف عليه في شرفه ( من قومه ) اثنان لم تجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين حتى جاء الإسلام غيره ومعه في الأوس رجل هو في قومه من الأوس شريف مطاع أبو عامر عبد عمرو بن صيفي بن النعمان أحد بني ضبيعة بن زيد وهو أبو حنظلة ، الغسيل يوم أحد ، وكان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح وكان يقال له الراهب . فشقيا بشرفهما وضرهما .
[ إسلام ابن أبي ]
فأما عبد الله بن أبي فكان قومه قد نظموا له الخرز ليتوجوه ثم يملكوه عليهم فجاءهم الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم وهم على ذلك . فلما انصرف قومه عنه إلى الإسلام ضغن ورأى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استلبه ملكا . فلما رأى قومه قد أبوا إلا الإسلام دخل فيه كارها مصرا على نفاق وضغن .
[ إصرار ابن صيفي على كفره ]
وأما أبو عامر فأبى إلا الكفر والفراق لقومه حين اجتمعوا على الإسلام فخرج منهم إلى مكة ببضعة عشر رجلا مفارقا للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما حدثني محمد بن أبي أمامة عن بعض آل حنظلة بن أبي عامر - : لا تقولوا : الراهب ولكن قولوا : الفاسق
[ ما نال ابن صيفي جزاء تعريضه بالرسول صلى الله عليه وسلم ]
قال ابن إسحاق : وحدثني جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم وكان قد أدرك وسمع وكان راوية أن أبا عامر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ، قبل أن يخرج إلى مكة ، فقال ما هذا الدين الذي جئت به ؟ فقال جئت بالحنيفية دين إبراهيم قال فأنا عليها ; فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست عليها ; قال بلى قال إنك أدخلت يا محمد في الحنيفية ما ليس منها قال ما فعلت ولكني جئت بها بيضاء نقية قال الكاذب أماته الله طريدا غريبا وحيدا - يعرض برسول الله صلى الله عليه وسلم - أي أنك جئت بها كذلك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فمن كذب ففعل الله تعالى ذلك به . فكان هو ذلك عدو الله خرج إلى مكة ، فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة خرج إلى الطائف . فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام . فمات بها طريدا غريبا وحيدا .
( الاحتكام إلى قيصر في ميراثه )
وكان قد خرج معه علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب وكنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقفي ، فلما مات اختصما في ميراثه إلى قيصر صاحب الروم . فقال قيصر يرث أهل المدر أهل المدر ، ويرث أهل الوبر أهل الوبر فورثه كنانة بن عبد ياليل بالمدر دون علقمة .
[ خروج قوم ابن أبي عليه وشعره في ذلك ]
قال ابن إسحاق : فحدثني محمد بن مسلم الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن أسامة بن زيد بن حارثة ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة يعوده من شكو أصابه على حمار عليه إكاف فوقه قطيفة فدكية مختطمة بحبل من ليف وأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه . قال فمر بعبد الله بن أبي ، وهو ( في ) ظل مزاحم أطمه . قال ابن هشام : مزاحم اسم الأطم . قال ابن إسحاق : وحوله رجال من قومه . فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تذمم من أن يجاوزه حتى ينزل فنزل فسلم ثم جلس قليلا فتلا القرآن ودعا إلى الله عز وجل وذكر بالله وحذر وبشر وأنذر قال وهو زام لا يتكلم حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقالته قال يا هذا ، إنه لا أحسن من حديثك هذا إن كان حقا فاجلس في بيتك فمن جاءك له فحدثه إياه ( و ) من لم يأتك فلا تغتته به ولا تأته في مجلسه بما يكره منه .
قال فقال عبد الله بن رواحة في رجال كانوا عنده من المسلمين بلى ، فاغشنا به وأتنا في مجالسنا ودورنا وبيوتنا ، فهو والله مما نحب ، ومما أكرمنا الله به وهدانا له فقال عبد الله بن أبي حين رأى من خلاف قومه ما رأى : متى ما يكن مولاك خصمك لا تزل تذل ويصرعك الذين تصارع وهل ينهض البازي بغير جناحه وإن جذ يوما ريشه فهو واقع قال ابن هشام : البيت الثاني عن غير ابن إسحاق .
[ غضب الرسول صلى الله عليه وسلم من كلام ابن أبي ]
قال ابن إسحاق : وحدثني الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن أسامة قال وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على سعد بن عبادة ، وفي وجهه ما قال عدو الله ابن أبي ، فقال والله يا رسول الله إني لأرى في وجهك شيئا ، لكأنك سمعت شيئا تكرهه قال أجل ثم أخبره بما قال ابن أبي : فقال سعد يا رسول الله ارفق به فوالله لقد جاءنا الله بك ، وإنا لننظم له الخرز لنتوجه فوالله إنه ليرى أن قد سلبته ملكا .
ذكر من اعتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : وحدثني هشام بن عروة ، وعمر بن عبد الله بن عروة عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى ، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم فصرف الله تعالى ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم . قالت فكان أبو بكر ، وعامر بن فهيرة ، وبلال ، موليا أبي بكر مع أبي بكر في بيت واحد فأصابتهم الحمى ، فدخلت عليهم أعودهم وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك فدنوت من أبي بكر فقلت له كيف تجدك يا أبت ؟ فقال
كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
قالت فقلت : والله ما يدري أبي ما يقول . قالت ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة فقلت له كيف تجدك يا عامر ؟ فقال
لقد وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقه كالثور يحمي جلده بروقه
( بطوقه ) يريد بطاقته فيما قال ابن هشام : قالت فقلت : والله ما يدري عامر ما يقول قالت وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت ثم رفع عقيرته فقال
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بفخ وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
قال ابن هشام : شامة وطفيل جبلان بمكة .
[ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بنقل وباء المدينة إلى مهيعة ]
قالت عائشة رضي الله عنها : فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت منهم فقلت : إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى . قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة ، أو أشد وبارك لنا في مدها وصاعها وانقل وباءها إلى مهيعة ومهيعة ، الجحفة .
[ ما جهد المسلمين من الوباء ]
قال ابن إسحاق : يذكر ابن شهاب الزهري ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هو وأصحابه أصابتهم حمى المدينة ، حتى جهدوا مرضا ، وصرف الله تعالى ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم حتى كانوا ما يصلون إلا وهم قعود قال فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون كذلك فقال لهم اعلموا أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم . قال فتجشم المسلمون القيام على ما بهم من الضعف والسقم التماس الفضل