عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 11-11-2005, 07:13 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي بدء قتال المشركين

[ بدء قتال المشركين ]
قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تهيأ لحربه قام فيما أمره الله به من جهاد عدوه وقتال من أمره الله به ممن يليه من المشركين مشركي العرب ، وذلك بعد أن بعثه الله تعالى بثلاث عشرة سنة .
[ تاريخ الهجرة ]
بالإسناد المتقدم عن عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول وهو التاريخ ( فيما ) قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن ثلاث وخمسين سنة وذلك بعد أن بعثه الله عز وجل بثلاث عشرة سنة فأقام بها بقية شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجماديين ورجبا ، وشعبان وشهر رمضان وشوالا ، وذا القعدة وذا الحجة - وولي تلك الحجة المشركون - والمحرم ثم خرج غازيا في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة .
قال ابن هشام : واستعمل على المدينة سعد بن عبادة .
غزوة ودان
وهي أول غزواته عليه الصلاة والسلام
قال ابن إسحاق : حتى بلغ ودان ، وهي غزوة الأبواء ، يريد قريشا وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة فوادعته فيها بنو ضمرة ، وكان الذي وادعه منهم عليهم مخشي بن عمرو الضمري ، وكان سيدهم في زمانه ذلك . ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الأول .
قال ابن هشام : وهي أول غزوة غزاها .
سرية عبيدة بن الحارث وهي أول راية عقدها عليه الصلا ة والسلام
قال ابن إسحاق : وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقامه ذلك بالمدينة عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد ، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة ، فلقي بها جمعا عظيما من قريش ، فلم يكن بينهم قتال إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمي يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الإسلام .
[ من فر من المشركين إلى المسلمين ]
ثم انصرف القوم عن القوم وللمسلمين حامية . وفر من المشركين ( إلى ) المسلمين المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة ، وعتبة بن غزوان بن جابر المازني حليف بني نوفل بن عبد مناف ، وكانا مسلمين ولكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار . وكان على القوم عكرمة بن أبي جهل .
قال ابن هشام : حدثني ابن أبي عمرو بن العلاء عن أبي عمرو المدني أنه كان عليهم مكرز بن حفص بن الأخيف أحد بني معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر .
[ أول راية في الإسلام كانت لعبيدة ]
قال ابن إسحاق : فكانت راية عبيدة بن الحارث - فيما بلغني - أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لأحد من المسلمين . وبعض العلماء يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء ، قبل أن يصل إلى المدينة .
[ سرية حمزة إلى سيف البحر ]
وبعث في مقامه ذلك حمزة بن عبد المطلب بن هاشم ، إلى سيف البحر ، من ناحية العيص ، في ثلاثين راكبا من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد . فلقي أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلاث مئة راكب من أهل مكة . فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني . وكان موادعا للفريقين جميعا ، فانصرف بعض القوم عن بعض ولم يكن بينهم قتال .
[ غزوة العشيرة ]
ثم غزا قريشا ، فاستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد فيما قال ابن هشام .
[ الطريق إلى العشيرة ]
قال ابن إسحاق : فسلك على نقب بني دينار ، ثم على فيفاء الخبار فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها : ذات الساق فصلى عندها . فثم مسجده صلى الله عليه وسلم وصنع له عندها طعام فأكل منه وأكل الناس معه فموضع أثافي البرمة معلوم هنالك واستقي له من ماء به يقال له المشترب ، ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك الخلائق بيسار وسلك شعبة يقال لها : شعبة عبد الله ، وذلك اسمها اليوم ثم صب لليسار حتى هبط يليل ، فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة ، واستقى من بئر بالضبوعة ثم سلك الفرش فرش ملل ، حتى لقي الطريق بصحيرات اليمام ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العشيرة من بطن ينبع . فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة ودعا فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ، ثم رجع إلى المدينة ، ولم يلق كيدا .
[ تكنية الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بأبي تراب ]
وفي تلك الغزوة قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام ما قال .
قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن محمد بن خيثم أبي يزيد عن عمار بن ياسر ، قال كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بها ; رأينا أناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل ; فقال لي علي بن أبي طالب : يا أبا اليقظان هل لك في أن تأتي هؤلاء القوم فننظر كيف يعملون ؟ قال قلت : إن شئت قال فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم . فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صور من النخل وفي دقعاء من التراب فنمنا ، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله . وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها ، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب ما لك يا أبا تراب ؟
لما يرى عليه من التراب ثم قال ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ؟
قلنا : بلى يا رسول الله قال أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه . وأخذ بلحيته .
قال ابن إسحاق : وقد حدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمى عليا أبا تراب ، أنه كان إذا عتب على فاطمة في شيء لم يكلمها ، ولم يقل لها شيئا تكرهه إلا أنه يأخذ ترابا فيضعه على رأسه . قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عليه التراب عرف أنه عاتب على فاطمة فيقول ما لك يا أبا تراب ؟
فالله أعلم أي ذلك كان .