عرض مشاركة مفردة
  #77  
قديم 11-11-2005, 07:15 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي سرية سعد بن أبي وقاص

سرية سعد بن أبي وقاص
قال ابن إسحاق : وقد كان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين ذلك من غزوة سعد بن أبي وقاص ، في ثمانية رهط من المهاجرين فخرج حتى بلغ الخرار من أرض الحجاز ، ثم رجع ولم يلق كيدا .
قال ابن هشام : ذكر بعض أهل العلم أن بعث سعد هذا كان بعد حمزة .
[ غزوة سفوان وهي غزوة بدر الأولى ]
قال ابن إسحاق : ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين قدم من غزوة العشيرة إلا ليالي قلائل لا تبلغ العشر حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه واستعمل على المدينة زيد بن حارثة ، فيما قال ابن هشام .
[ فوات كرز والرجوع من غير حرب ]
قال ابن إسحاق : حتى بلغ واديا ، يقال له سفوان ، من ناحية بدر وفاته كرز بن جابر ، فلم يدركه وهي غزوة بدر الأولى . ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فأقام بها بقية جمادى الآخرة ورجبا وشعبان .
سرية عبد الله بن جحش ونزول يسألونك عن الشهر الحرام
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي في رجب مقفله من بدر الأولى ، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد ، وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحدا .
[ أصحاب ابن جحش في سريته ]
وكان أصحاب عبد الله بن جحش من المهاجرين . ثم من بني عبد شمس بن عبد مناف أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، ومن حلفائهم عبد الله بن جحش ، وهو أمير القوم وعكاشة بن محصن بن حرثان أحد بني أسد بن خزيمة ، حليف لهم . ومن بني نوفل بن عبد مناف عتبة بن غزوان بن جابر حليف لهم . ومن بني زهرة بن كلاب : سعد بن أبي وقاص . ومن بني عدي بن كعب عامر بن ربيعة ، حليف لهم من عنز بن وائل ، وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع ، أحد بني تميم حليف لهم وخالد بن البكير أحد بني سعد بن ليث حليف لهم . ومن بني الحارث بن فهر : سهيل بن بيضاء .
[ فض ابن جحش كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ومضيه لطيته ]
فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب فنظر فيه فإذا فيه إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة ، بين مكة والطائف ، فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر عبد الله بن جحش في الكتاب قال سمعا وطاعة ثم قال لأصحابه قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمضي إلى نخلة ، أرصد بها قريشا ، حتى آتيه منهم بخبر وقد نهاني أن أستكره أحدا منكم . فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف عنه منهم أحد .
[ تخلف القوم بمعدن ]
وسلك على الحجاز ، حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع ، يقال له بحران ، أضل سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان بعيرا لهما ، كانا يعتقبانه . فتخلفا عليه في طلبه . ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما ، وتجارة من تجارة قريش ، فيها عمرو بن الحضرمي .
[ اسم الحضرمي ونسبه ]
قال ابن هشام : واسم الحضرمي عبد الله بن عباد ، ( ويقال مالك بن عباد ) أحد الصدف ، واسم الصدف عمرو بن مالك ، أحد السكون بن أشرس بن كندة ، ويقال كندي . قال ابن إسحاق : وعثمان بن عبد الله بن المغيرة ، وأخوه نوفل بن عبد الله المخزوميان والحكم بن كيسان ، مولى هشام بن المغيرة .
[ ما جرى بين الفريقين وما خلص به ابن جحش ]
فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه أمنوا ، وقالوا عمار لا بأس عليكم منهم . وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقال القوم والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم ، فليمتنعن منكم به ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم . فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله ، والحكم ابن كيسان وأفلت القوم نوفل بن عبد الله فأعجزهم . وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة . وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش : أن عبد الله قال لأصحابه إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما غنمنا الخمس وذلك قبل أن يفرض الله تعالى الخمس من المغانم - فعزل لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمس العير وقسم سائرها بين أصحابه .
[ نكران الرسول صلى الله عليه وسلم على ابن جحش قتاله في الشهر الحرام ]
قال ابن إسحاق : فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، قال ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام . فوقف العير والأسيرين . وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا ، وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا . وقالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال فقال من يرد عليهم من المسلمين ممن كان بمكة إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان .
[ نزول القرآن في فعل ابن جحش وإقرار الرسول له صلى الله عليه وسلم في فعله ]
فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به وعن المسجد الحرام ، وإخراجكم منه وأنتم أهله أكبر عند الله من قتل من قتلتم منهم والفتنة أكبر من القتل أي قد كانوا يفتنون المسلم في دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك أكبر عند الله من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا أي ثم هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين . فلما نزل القرآن بهذا من الأمر وفرج الله تعالى عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسيرين وبعثت إليه قريش في فداء عثمان بن عبد الله والحكم ابن كيسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفديكموها حتى يقدم صاحبانا - يعني سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان - فإنا نخشاكم عليهما ، فإن تقتلوهما ، نقتل صاحبيكم فقدم سعد وعتبة فأفداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم .