عرض مشاركة مفردة
  #82  
قديم 11-11-2005, 07:21 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[تحريض المسلمين على القتال ]
قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم وقال والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة . فقال عمير بن الحمام ، أخو بني سلمة وفي يده تمرات يأكلهن بخ بخ أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن عوف بن الحارث ، وهو ابن عفراء قال يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده ؟ قال غمسه يده في العدو حاسرا . فنزع درعا كانت عليه فقذفها ، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل .
[رمي الرسول للمشركين بالحصباء ]
قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل قريشا بها ، ثم قال شاهت الوجوه ، ثم نفحهم بها ، وأمر أصحابه فقال شدوا ، فكانت الهزيمة فقتل الله تعالى من قتل من صناديد قريش ، وأسر من أسر من أشرافهم . فلما وضع القوم أيديهم يأسرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشح السيف في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم يخافون عليه كرة العدو ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لي - في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم قال أجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها ( الله ) بأهل الشرك . فكان الإثخان في القتل بأهل الشرك أحب إلي من استبقاء الرجال
[ نهي النبي أصحابه عن قتل ناس من المشركين ]
قال ابن إسحاق : وحدثني العباس بن عبد الله بن معبد ، عن بعض أهله عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يومئذ إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث ابن أسد فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبد المطلب ، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرها .
قال فقال أبو حذيفة أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخوتنا وعشيرتنا ونترك العباس والله لئن لقيته لألحمنه السيف - قال ابن هشام : ويقال لألجمنه ( السيف ) - قال فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب يا أبا حفص - قال عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي حفص - أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ؟ فقال عمر يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف فوالله لقد نافق . فكان أبو حذيفة يقول ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفا ، إلا أن تكفرها عني الشهادة . فقتل يوم اليمامة شهيدا .
قال ابن إسحاق : وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبي البختري لأنه كان أكف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وكان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شيء يكرهه وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم وبني المطلب . فلقيه المجذر بن ذياد البلوي ، حليف الأنصار ، ثم من بني سالم بن عوف فقال المجذر لأبي البختري إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن قتلك - ومع أبي البختري زميل له قد خرج معه من مكة ، وهو جنادة بن مليحة بنت زهير بن الحارث بن أسد ، وجنادة رجل من بني ليث . واسم أبي البختري العاص - قال وزميلي ؟ فقال له المجذر لا والله ما نحن بتاركي زميلك ، ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك ، فقال لا والله إذن لأموتن أنا وهو جميعا ، لا تتحدث عني نساء مكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة . فقال أبو البختري حين نازله المجذر وأبى إلا القتال يرتجز
لن يسلم ابن حرة زميله حتى يموت أو يرى سبيله
فاقتتلا ، فقتله المجذر بن ذياد . وقال المجذر بن ذياد في قتله أبا البختري
إما جهلت أو نسيت نسبي فأثبت النسبة أني من بلي
الطاعنين برماح اليزني والضاربين الكبش حتى ينحني
بشر بيتم من أبوه البختري أو بشرن بمثلها مني بني
أنا الذي يقال أصلي من بلي أطعن بالصعدة حتى تنثني
وأعبط القرن بعضب مشرفي أرزم للموت كإرزام المري
فلا ترى مجذرا يفري فري
قال ابن هشام : " المري " عن غير ابن إسحاق . والمري : الناقة التي يستنزل لبنها على عسر .
قال ابن إسحاق : ثم إن المجذر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به ( فأبى ) إلا أن يقاتلني ، فقاتلته فقتلته .
قال ابن هشام : أبو البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد .
[ مقتل أمية بن خلف ]
قال ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه قال ابن إسحاق : وحدثنيه أيضا عبد الله بن أبي بكر وغيرهما ، عن عبد الرحمن بن عوف قال كان أمية بن خلف لي صديقا بمكة وكان اسمي عبد عمرو ، فتسميت ، حين أسلمت عبد الرحمن ونحن بمكة فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول يا عبد عمرو ، أرغبت عن اسم سماكه أبواك ؟ فأقول نعم فيقول فإني لا أعرف الرحمن فاجعل بيني وبينك شيئا أدعوك به أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف قال فكان إذا دعاني : يا عبد عمرو ، لم أجبه . قال فقلت له يا أبا علي اجعل ما شئت ، قال فأنت عبد الإله قال فقلت : نعم قال فكنت إذا مررت به قال يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه . حتى إذا كان يوم بدر مررت به وهو واقف مع ابنه علي بن أمية آخذ بيده ومعي أدراع قد استلبتها ، فأنا أحملها . فلما رآني قال لي : يا عبد عمرو ، فلم أجبه فقال يا عبد الإله ؟ فقلت : نعم قال هل لك في فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك ؟ قال قلت : نعم ها الله ذا . قال فطرحت الأدراع من يدي ، وأخذت بيده ويد ابنه وهو يقول ما رأيت كاليوم قط ، أما لكم حاجة في اللبن ؟ ( قال ) : ثم خرجت أمشي بهما
قال ابن هشام : يريد باللبن أن من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن . قال ابن إسحاق : حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عبد الرحمن بن عوف ، قال قال لي أمية بن خلف ، وأنا بينه وبين ابنه آخذ بأيديهما : يا عبد الإله من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره ؟ قال قلت : ذاك حمزة بن عبد المطلب ، قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل قال عبد الرحمن فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معى - وكان هو الذي يعذب بلالا بمكة على ترك الإسلام فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت ، فيضجعه على ظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد فيقول بلال أحد أحد . قال فلما رآه قال رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا . قال قلت : أي بلال أبأسيري قال لا نجوت إن نجا .
قال قلت : أتسمع يا ابن السوداء قال لا نجوت إن نجا . قال ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا . قال فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة وأنا أذب عنه . قال فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط . قال فقلت : انج بنفسك ، ولا نجاء بك فوالله ما أغني عنك شيئا . قال فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما . قال فكان عبد الرحمن يقول يرحم الله بلالا ، ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري
[شهود الملائكة وقعة بدر ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث عن ابن عباس قال حدثني رجل من بني غفار ، قال أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة فننتهب مع من ينتهب . قال فبينا نحن في الجبل إذ دنت منا سحابة فسمعنا فيها حمحمة الخيل فسمعت قائلا يقول أقدم حيزوم فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات مكانه وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت .
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر ، عن بعض بني ساعدة عن أبي أسيد مالك بن ربيعة ، وكان شهد بدرا ، قال بعد أن ذهب بصره لو كنت اليوم ببدر ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك فيه ولا أتمارى .
قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن رجال من بني مازن بن النجار عن أبي داود المازني وكان شهد بدرا ، قال إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي ، فعرفت أنه قد قتله غيري
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن مقسم ، مولى عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن عباس ، قال كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها على ظهورهم ويوم حنين عمائم حمرا
قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم أن علي بن أبي طالب قال العمائم تيجان العرب ، وكانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرخوها على ظهورهم إلا جبريل فإنه كانت عليه عمامة صفراء
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى بدر من الأيام وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا ومددا لا يضربون .