عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 20-11-2005, 09:45 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي ما الذي يحدث 2 ؟؟؟ !!!

ما الذي يحدث 2



لم يبق لي من الأحرف ما يمكّنني من أن أرتب به تحية تليق بمقام رئيس القضاء والعدل في بلادي . فالجرح النازف منذ ما يربو من الأربع سنوات كنت أداويه بكلمات مسكنة أستبقيتها من محترفي القانون ومفسري الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان " المتهم بريء حتى تثبت إدانته". أكلت كل الأحرف ومضغت معها كل معاني اللباقة والرصانة كتقليد عرفي للتواصل مع الآخرين.
عذرا ، إن فقدت اللباقة شكلا أو موضوعا، فالمضمون جراح تتسع بإتساع بلادي المختصرة بخارطة تزين مكتبكم الأنيق ، مثل أي مكتب لموظف سامي... في يده السلطة....
عذري أراه مقبولا في تقاليد العرف السامي الوظيفي... وقد لا يقوى لساني على نطقها ، لكن قلمي المنساب يرسمها ألما متعاظما لم يبلغ صداه أسماع أحد.
فصرخة الأم حينما رأته في الشاشة الصغيرة في تحقيق مصور كتمها إتهام ظالم فأصبح شاهدها شهادة من مستشفى الأمراض العقلية تفيد بجنونها...
أما إبنته ذات الستة عشر ربيعا فصدمتها كانت أن يتحول جلد جسمها إلى بقع بين الإبيضاض و الإصفرار بين مساء وصباح عجز الطب على علاجه... بسبب الصدمة النفسية التي أصيبت بها، حتى أنه لم يعد يعنيه من الحياة التي قيل عنها...وعن حلاوتها ما لايتسع له هذا المقام.. ووثائق حقوق الإنسان... والوعود بحياة شهد الأموات والمساجين والمظلومين أن يراها كل الأحياء والشرفاء و الملتزمين والطاهرين ...لأنها حياة ظلم وقهر وعسف..و جور و إستعباد و إستبداد....
أيها......
أفرزته المدرسة من معهد مهني في أوائل النصف الأخير من القرن الماضي، وإنطلق هائما في دنيا الله بحثا عن عمل يواصل فيه بقية مشوار حياته التي لم يخترها بمحض إرادته. رحلة لم تنته بعد . فهي تتواصل رغم أنفه كما تشاء هي ، لا كما يشاء هو...لا يرى خلالها إن كان بريئا أو متهما.. مذنبا سيجعلوه أم سويا...
أتعبه المشوار نحو بوابات النيابات والمحاكم والمجالس والمحامين....من تهم لفقت بإنسان لا يعرف للإنحراف مسربا. وبريء براءة الذئب من دم يوسف. فصار لا حق له فيما أقره الحق الوظيفي من شيء إلا إستحضار الحكم تلو الحكم. فما أن يحضر حكما بالبراءة من تهمة حتى تظهر قضية جديدة يتهم فيها وتبدأ المرحلة من جديد..
صار يحيا بهاجس الخوف من غياب العدالة التي قد تحرمه من البراءة ، فتلقي به في غياهب السجون، وأرصفة الشوارع...
والآن ، والآن يتعاظم الخوف كل الخوف . فأي منظمة تقبله ؟ وأي مؤسسة ؟ وهو المجرد من تاريخه الوظيفي . وهو الملطخ لشرفه الوظيفي .
موظف ضائع في متاهات النيابات. يطارده الجرم و الإتهام. جرده الإدعاء من شرفه الوظيفي و من وطنه. أعطاه نوطا للضياع ودوّن إسمه في قوائم المنحرفين الذين ينتظر السجن إستقبالهم في زنزاناته المكتضة، خصيصا للموظفين العموميين.
أيها........
مالي أراك صامتا وهو الذي منحك من قوته و أمثاله ما يجعلك إنسانا تتلذذ الرفاه. فمهمتك أن تنتشله من براثن الظلمة وعباقرة المكائد والدسائس، وتطلق صرخته من أعلى منبر تلتف حوله العدالة.. وتطبق مباديء الحق والعدل دون أن تخشى لومة لائم...
إنه يريد عملا لا يرهبه فيه قرصان قذفت به أمواج الحقد والبغض في مؤسسة أعطاها أجمل سنوات العمر ، أي كل شبابه وزهرة عمره..
يريد عملا في مؤسسة لا يقتحمها الغرباء والقاصرين وأصحاب المكائد والدسائس.
يريد أن ينطلق في وظيفته ويبدع فيها، لا أن يزحم بالأعمال حتى يكل كاهله من أجل إفشاله .. وهو لا يفشل.
يريد عملا آمنا ، لا تهز أركانه التغييرات المتواصلة التي لم تبن على أساس ، سوى الأساس الجهوي والقبلي والعشائري والشللي والمزاجي...
أيها..
ألا ترى أيها السيد الكريم أن لغتي هي لغة الحق المنشود التي بعثرت التهم الباطلة والمكائد والدسائس مفرداتها ؟!وجردتها من محتواها لأنها لا تريد أن تجعل من الموظف بيدقا يحركه عباقرة الخبث الإداري...بل مبدعا ومخلصا في آدائه ومستقلا في أفكاره ومنظما في شئونه..فالحياة الهانئة الوادعة حق للجميع... وليس لأناس دون غيرهم..رغم أنه لا يحلم برحلة صيفية إلى جزر البحر المتوسط أو أحد المحيطين ...أو برحلة شتوية أو ربيعية لجبال الألب أو الهمالايا... فكل حلمه أمسية هادئة هانئة في نهاية الأسبوع بين أفراد أسرته في بيته المتواضع، لا يقض مضجعه فيها شرطي مدجج بالحديد من سلاح وأصفاد ، فيجرده من هنائه الذي إعتنت به السماء وضمنتها الكتب السماوية جميعا و التي صيغت منها القوانين ومضامينها....
إنسانيته وشرفه الوظيفي وإعتزازه بمهنته أفرغت من محتوياتها.. وهو الذي لا مهمة له ولا وطن...
فلقد شطب المستجوب إسمه من الموظفين الشرفاء المخلصين، وألغى حقه في الوظيفة القيادية، فحق عليه الجرم أمام الآخرين، وحقت عليه العقوبة والهروب بحثا عن خصائص عيش وظيفي آخر يضمن كرامة إنسان يرفض منطق الظلم والتعسف ، ويدرك أن الإستقرار الوظيفي شرطا مطلقا للإبداع..
إن نواميس الكون تحتم على أي موظف مسؤول عملا بما جاء بكافة مواثيق العمل وقواعد علم الإدارة، والقانون ، ضمان شرط الحياة الإنسانية الهانئة للموظف ، والتي أخلت الرقابة بأساليبها الإرهابية وإرهاصاتها العنجهية وقوانينها الإنتقامية دنيا مؤسساتنا منه ، وجعلتها كابوسا لا يطاق العمل فيه ، بقبضتها الخانقة ، فنهايتك الموت غبنا أو السجن...
أما أولئك المرتزقة المحققون ، عباقرة المكائد والدسائس ، وخبراء إلصاق وتكييل التهم بالأبرياء ، وخبراء تبرئة المخطئين والمجرمين من أخطائهم وجرائمهم ، القادمون من كراسي الفشل التعليمي والحياتي والوظيفي...وهم يحملون في رؤوسهم آلاف الخطط الخبيثة الحاقدة في الظلم والقهر والإستبداد بالأبرياء و المظلومين ممن يقعوا بين أيديهم ، والقضاة الذين لا يحكمون من ضمائرهم ولا مواد القانون إلا ما يأتي في قرارات الأحكام . فلن يمنحوه شرط الحياة المفقود ببقايا درجات المحاكم وركامها وأحكامها المدمرة التي ترحي الروح والكبرياء الإنساني وتدهس كل مقومات الكرامة .
لا مهمة له.. لا وظيفة له. لا وطن له.. يبيع الكلمات مقابل مأوى متواضع ورغيف خبر يتخيله مغمسا بزيت زيتون جبلي..
يصرخ بكل لغات الدنيا ...أريد وطنا لا تدنسه إدارة قبلية أو جهوية أو عشائرية أو شللية أو مزاجية....
أريد وطنا لا تدنسه رقابة مزاجية...
أريد وطنا لا تدنسه أفكار عباقرة السوء والمكائد والدسائس...
هو هكذا . هو هكذا الآن ، إنسان عار من إنسانيته وشرفه الوظيفي الذي ضحى من أجله أكثر من ثلاثة عقود، فصار يهيم على وجه الأرض لا يملك الحق في أن يحمله كرسي الوظيفة.. يسعون لإجباره على الضياع.. لكن بعدهم
لم يطلب عطاء لا يستحقه... لم ولن يستجدي أمام بوابات الساميين ... سينطلق يبحث عن وطن لا يذل فيه أو يهان..
فالمحامي المستلحف بردائه الأسود يذله......
وصحيفة الإتهام تهينه...
وحكم المحكمة يقتله....
وهو البريء البريء............
فأما من ضامن لشرف وظيفي إنتزعته المكائد والدسائس البغيضة ؟!
أما من رادّ لهذا الشرف.؟ّّّّّّ!.
يقولون إن النجاح يبدأ بالفشل..
وإن الإعتلاء يبدأ بالسقوط...
فلسفة لست أفهمها، فلقد قالوا إن الدهشة هي سر الفلسفة.
وليست تلك أقوال عنده هزها الريح كما يقولون.. فمخيلته الشعرية رأت أن القضايا التي تهاطلت كالمطر في ليل شتوي بارد فوق رأسه وأمثاله. ... ما هي إلا عناقيد النجاح الذي حققه طوال حياته الوظيفية.
فلقد وجد نفسه في أحضان المحاكم بعد أن تخطفته النيابات تحاسبه على ذنب لم يقترفه، في حياة لم ير طعمها الهانئ. ووظيفة لم يقصر في آدائها أبدا بشهادة من إتهمه، (( وصدق الله العظيم حين قال في محكم آياته " وشهد شاهد من أهلها..." )) بل كانت تنعت بعدمية الأخلاق، ولقد تكفلت السماء بالرد فأغاثه المغيث بمعنى البراءة.
أليس له حق أن يفهم أو يعرف أن الظلم الوظيفي ينتظره ، وهو الموظف المتهم زورا وبهتانا. و الذي يعاني من رداءة الموت البطيء .. لكنه صابر حتى يعرف، وعرف أن الوظيفة الحق هي الوظيفة بلا وظيفة.
فالموظف الشريف، كل موظف شريف أضحى متهما. فهو شريف بالفطرة وتهمته الشرف والأمانة والإلتزام ، حتى خيل إليه أن الشرف الحق هو اللاشرف ، هو السرقة، هو إهدار المال العام ، هو الإهمال ، هو التقصير هو عدم الإكتراث.... هو عدم الإلتزام .. هو المعنى الجديد الذي جهله على مدى حياته الوظيفية...
ولكن رغم كل ذلك فأليس له الحق أن يرفض ما يشاء أو يقبل ما يشاء... أليس هكذا تقول الكتب السماوية والقوانين المستمدة منها...
" متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا "
" المتهم بريء حتى تثبت إدانته "
أخيرا ، سجل بعبارات صريحة : ـ
رفض عدم الإلتزام.
رفض عدم تنفيذ توجيهات الرؤساء.
رفض منطق الإتهام بدون أدلة إثبات قاطعة.
الإقرار بالحق في الإلتزام، والحق في الشرف والأمانة.
الإقرار بالبراءة من كل التهم والإدعاءات الباطلة التي لفقت في الوظيفة البقاء منفيا عنها. والبقاء منفيا عنها حتى الموت بمحض الإرادة أو أن يتطهر الوطن من دنس من وجهوا الإتهامات للأبرياء منها.
الرد مع إقتباس