عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 25-11-2005, 10:27 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث !!!!!!

4

لم تجد الإستقبالات الحارة ولا التظاهر بالإستقامة ومحاولة إضفاء حرارة عند اللقاء وتقديرا وإحتراما كبيرين.. ومظاهر الضعف والتكسر ومظاهر المعاناة تأثيرا كبيرا عليه..
كان ينظر ويفكر ، يتأمل الأعماق وينظر إلى ما يخفي من أسرار .. وكان لها أدوات طيعة لبلوغ كل المآرب. كان لها عيون ترى بها ما في الصدور ، وآذان تسمع لها ما تبوح به ألسنة الآخرين وما لا تبوح.. كان لها كلاب أوفياء.. وحراس تستخدمهم عند مداهمة الخطر .. من التزييف إلى إختراق البوابات الحدودية بأشكال غير قانونية...
بدأ لها أن البعض صعب المراس.. فكيف الوصول إليهم ؟ ومن أين يجب البدأ ؟..
آه .. لماذا ألقيت بنفسي في هذا الجحيم، ؟ وماذا يريد ؟ .. عرف السر!؟ فك الطلسم !؟.. إنه ليس ضحية مرض.. هناك شيء ما حدث لا يعرفه أحد... وإن عرفه هو فليس له دليل يثبت به... رغم أنه شاعر يحس ويرى ما تراه عيون الآخرين.. ويتألم ، لكن لا يستطيع أن يبرهن على شيء من ذلك .. ولا أن يبحث عنه..فهو حضر بعد موته بساعات في المستشفى الذي نقلته له في أواخر تلك الليلة النكراء ... ولم يعلم بأنه مريض .. سوف يعجز عن إيجاد تفسير لظروف موته رغم يقينه أنه لم يكن موتا طبيعيا .. لم يهن عليه فقدانه بهذه السرعة والغموض.. فما بين تواجده معه وموته أقل من ست ساعات، تركه بعدها في صحة جيدة !!!!!!!! ولا يعاني من أي أعراض مرضية .........
ثم إن إتفاقي .. الصمت المتبادل ، أنا وأسرتي ، لا نرد على أي سؤال مهما تكرر.. تجاهل الآخرين وأسئلتهم هو النجاة.. الصمت هو الإتفاق .. فالصمت هو الخلاص ... والكلام يفجر السر من سطح الذاكرة والزلزال الذي يهز كل كيان..
شيطان رجيم لا إنسان ... لقد فقدت كل إحساس... شيطان أخرس.
يقول التقرير الطبي : ـ
هبوط في ضربات القلب .. سكتة قلبية....see seak report

والأطباء في بحوثهم الطبية يقولون : ـ
في العدد 5664 السنة الثالثة والعشرون الصادر بتاريخ 5/7/1999 وفي الصفحة التاسعة من صحيفة العرب يقول الدكتور ...
لو فكرت بالأمراض لازدحم رأسك بها لأنها كثيرة ومختلفة و متنوعة. لكن العلم بدأ يحسم المعارك معها أولا بأول وهي تتساقط مثل سقوط أوراق الخريف ، غير أن هذا العصر المزدحم بخضم حياة مليئة بالمتاعب ، عصر لا مكان فيه للإنسان الخامل ، فلا بد من السعي حتى نحقق ما نريد، ولهذا لا بد من المحافظة على رصيدك الصحي بجانب رصيدك المالي أيضا..
ومن خلال السنين الماضية دأب علماء الطب على دراسة حالات أمراض القلب ، ما هي أسبابها ، و كيفية الوقاية منها وكيف تعالج؟ و بأي علاج تعالج، و ما هو أحسن علاج لكل حالة من حالات القلب. فوجدوا بعضا منها يعالج جراحيا وبعض منها بعقاقير وبعض منه بحمية غذائية وبعض آخر بالرياضة البدنية والتي دائما هي المقام الأول والأخير . فعندما يتناول مريض القلب العلاج بمنزله الخاص فلا بد من الحيطة ولا بد من إجراءات يجب أن تتخذها كل أسرة إذا وجد بينها فرد مريض بمرض القلب.
كذلك هناك أيضا مسئولية المجتمع أزاء عملية تأهيل المصابين بأمراض القلب فهي مسئولية كبيرة حقا، هذا كما أن البحوث الطبية العالمية أكدت أن ملايين الأشخاص في العالم يصابون بنوبات قلبية كل عام.
إن هذا المرض يصيب أكثر ما يصيب الذكور ، فمن هم في سن الأربعين من العمر أو أكبر من ذلك أي عندما تكون أسرهم ومجتمعاتهم في أمس الحاجة إلى أنتاجهم لأن سن الأربعين هي سن العطاء الفعلي في كل شيء ، كذلك يصاب الأطفال لعدة أسباب ، ولكن قليل ما تصاب المرأة الشبة بنوبة قلبية ، والسبب في ندرة إصابتهن هو الهرمون الأنثوي ، فهو يحميهن من هذا المرض .
وبعد سن اليأس المقررة للمرأة ما بين سن 45 و 55 سنة تأخذ النساء في فقد هذه الميزة تدريجيا وقد خطى الطب خطوات جبارة في طريق معالجة هذا الداء الخطير (( النوبة القلبية )) وخاصة في ميدان البحوث الطبية في أمراض القلب للإقلال من خسائر البشر جراء هذا الداء . كذلك الإقلال من الخسائر الإجتماعية .
ولقد إتضحت الرؤية الطبية بعد العديد من البحوث من أن 90 % من الأشخاص المصابين بنوبات قلبية يستطيعون أن يعودوا إلى أعمالهم السابقة وممارسة حياتهم الطبيعية ، وأن 30 % منهم تبدأ كريقهم إلى الشفاء من المستشفى . فالمصاب بنوبة قلبية يمكث خلال المراحل الأولى من نقله إلى المستشفى في راحة جسدية وعاطفية تامة و يمنع من بذل أي جهد حتى تتماثل عضلة القلب المصابة بالشفاء ويعود المريض إلى عمله بعد أن يأخذ العلاج والراحة والنصائح الصحية. وفي بعض الأحيان يبقى المريض فترة بسيطة تحت العلاج ثم يسمح له بمغادرة المستشفى إلى منزله كي تتم فيه عملية الشفاء. وفترة النقاهة في المنزل عادة حوالي شهرين . وهكذا نستطيع أن ندرك أهمية بيئة الأسرة للمريض بوصفها عامل مؤثر على شفاء المريض . وهنا يضع الطبيب المعالج برنامجا يجب أن يراعيه المريض في المنزل و تراعيه الأسرة أيضا وكذلك يجب الإنتباه وعدم الإفراط في أكل المريض حتى لا تظهر السمنة لأنها عامل مساعد لحدوث النوبة القلبية ، ايضا عدم التدخين قطعيا. كما يجب أن يكون هناك توازن بين راحة المريض ونشاطه ومواجهة الحياة مواجهة هادئة لا إنفعال فيها.
أما أسرة المريض فواجبها المحافظة على جو مرح داخل نطاق أفرادها وذلك من خلال تصرفاتهم و أحاديثهم . فهناك تصرفات مهمة تجاه المريض بالبيت ، كذلك يجب على أسرة المريض بالبيت أن لا تفرض سيطرتها على المريض وتضيق صدره بكثرة التوجيهات . هذا كما أن معظم النوبات القلبية تكون مصحوبة بألم حاد وصدمة وخوف من الموت وشعور بالعجز.
وبهذا نجد أن المريض وحتى بعد شفائه يعاني حالة من الإنقباض والقلق النفسي مدة من الزمن ، وهنا يبرز دور الأسرة وأفرادها في غرس الثقة في نفسه ، ويجب عليهم أن يساعدوه على إستردادها بأي طريقة.....
كما أن قلة التعاون من قبل أفراد الأسرة مع المريض يعرضه لأخطار جمة ......
كانت الصدمة قوية لا يتحملها من فطر على الهدوء والعطف . البركان يغلي بما يمكنه من نار تلتهب في داخله وتتأجج دون أن تصل إلى فوهة البركان . إنها تضج بصوت مكتوم ورعد مكبوت تقصف الجوف ولا تعلو إلى الفضاء. تقطع الأوصال . وحرارة اللهيب تدرك الجو ، لكن لا يرى لها أثر ، ورغم ذلك فإن النار تفور بجوفه وتدور على نفسها في حركة لولبية متكررة تهدد كل حين بالتصاعد والإنفجار، بل من إنفجار البركان إذا إنفتحت فوهته، وإذا نطقت الألسن وزحفت النيران. يومئذ تتحرك معاول الهدم وتأتي على كل شيء. فيعم الهول أجواء المكان والزمان وتنتفي حدود الزمان والمكان. فلا الصور تنجلي ولا الساعات. ويزحف السائل الأحمر على الكائنات وترتفع الأصوات من هول الكارثة فتسقط رؤوس كانت متعالية متجبرة وتسيل دماء كانت في مأمن من كل غائلة و تنقلب أوضاع وتتغير أشياء و أشياء ... وتحل اللوعة مكان الطمأنينة في القلوب الخائنة...
فهل ستبقي في مأمن من ألسنة اللهب حين تحل ...؟ ؟!!

5

ماذا جنيت حتى تصيبني هذه اللعنة ؟ ...
لست ادري كيف دفعت إلى هذا الأمر ؟ ولا كيف فكرت فيه ؟ فلماذا تشاحنت معه وناصرتهن عليه وهو يعاني من المرض وحالته حسب تقارير الأطباء سيئة جدا ، و أنا أعلم جيدا من الطبيب بأن حياته رهينة في بذل جهد أو لحظة إنفعال... شيطان رجيم دخلني وظل يدفعني حتى فعلت ما فعلت.. و إلا كيف يعقل أن أقدم على ذلك وأنا أعرف حق المعرفة أن حياته متوقفة على مخالفته.. فأنا عشيرته منذ ما يزيد عن العقدين وأعرف جيدا نقاط ضعفه ونقاط قوته ، وأعرف أنه صار ينفعل لأبسط وأتفه الأشياء والأسباب من شدة ما يعانيه بعد إستقراره في المدينة وحالة الأسرة التي وجدها فيها ، حيث أضحى لا يعجبه شيئا ...
كنت أوهم نفسي أنها مجرد حالة وفاة طبيعية إثر نوبة قلبية كما ذكر تقرير الطبيب ولم أدرك هول الكارثة لمّا كان صوته يزمجر وهو يؤنب بناته لذهابهن للسهر خارج البيت رغم تنبيهه عليهن بعدم فعل ذلك ، وكنت أدافع عنهن وأعارضه غير داركة مرة أخرى وساعة إذن هول الكارثة من إنفعاله ومن سماع الجيران للمعركة الكلامية و الملاسنة التي حصلت في تلك الساعة المتأخرة من الليل لكل ما حدث من صياح وضرب وبكاء وتهديد ووعيد ومعارضة ودفاع... و لم أكن أدرك أن الليل له آذان كذلك ..
كان قلبه يقطر عتابا ولوما وألما..
أشعر في قرارة نفسي أنني الجاني الحقيقي و أن من دفعني إلى التجني مجرد من كل عاطفة ، حيث صرت قلقة منه بعد إنتقاله للعمل بالمدينة حيث السكن.. كانت تغريني حريتي المطلقة فتعاميت عن كل شيء. حز في نفسي أن تصبح حريتي مقيدة و أن أراه يضرب بناتي ويقيد حريتهن فإستبدت بقلبي عاطفة الأمومة فإخترت ، وبئس ما إخترت . لقد مسك بيد إبنته الكبرى وعينيه تحدقان بها وبي وكأنه يقول فعلتماها يا بنات....
بقيت عينينه تلاحقني في كل ليلة، وتتضخما وتجحظا وتتعددا حتى تصير تحيط بي من كل جانب ، وتتراقص في كل فضاءات البيت وتتوعد وتتسلل إلى جسمي وتمتزج به فأشعر بقشعريرة شديدة وإرتعاش كبير في كل جسمي من أخمص قدمي إلى رأس رأسي... وتنكشف العيون ويتشكل منها جسمه بل تتزايد صور جسده مثل تلك العيون، نعم لحما ودما ، فيزداد إضطرابي وأفقد صوابي..وأصيح في نفسي رفقا بأعصابي يا....



6

ويختفي الجسم ويظهر شقيقه محاطا بالعيون المتراقصة وتشكل حوله هالة من الدوائر الصامتة وتنطلق من عينيه تندس داخل جسدي كالسهام فأفر... لكن أين المفر ؟ إنها تغمرني في كل فضاءات البيت وتسد علي الطريق ....
هذا ما كتب علي .. العيش في لجة من الأجساد والعيون والسهام... إنه يناديني ، يدعوني إليه ، يلومني ، يؤنبني.. لكن دون جدوى.
يوم وفاته كان يوما عصيبا علي.. لقد ثقلت وطأته على نفسي . لم أكن أتوقع أن يموت بهذه السهولة. أحس بالمهانة والإحتقار وإرتكاب الذنب. صار ينبذني ، لا لأنه شك فيّ..ولكن لأنه عرف الحقيقة ، الحقيقة كاملة كما هي ... فصارت صورته تطاردني ليل نهار..إنه يكرهني ، إنه يخطط لتشريدي ، لإغتيالي ، لقتلي ، لقتل بناتي.. لكن ما ذنبي أنا.
أنا لم أقتله ، لقد مات بسبب عصيان بناته له. وبسبب سقوطهن في بحور مختلفة نسين فيها كل شيء. نسين الأبوة والأمومة والبنوة والأسرة والقبيلة ...نسين أنفسهن.. خاصة وأنا ووالدهن كنا حاضرين غائبين. فالأب يعمل خارج المدينة ولا يحضر لها إلا مرة في الشهر لقضاء عطلة لا تتجاوز الأسبوع في كثير من الأحيان. وإذا تجاوزتها كان السفر واللهو..
أنا كنت الحاضرة الغائبة الحقيقية ، يسيطر على تفكيري فكرة واحدة .. الثراء..الثراء.. الثراء..لا يهمني كيف يأتي ولا من أين يأتي.. حتى غرست هذه الفكرة في بناتي الثلاثة..كنا نسمسر في أي شيء حتى الهدية ... ودفعته هو كذلك إليها دفعا حتى دفع الثمن..بل دفعنا الثمن جميعا ففقدناه، وتركنا لأفكارنا وتصرفاتنا الرعناء وصار كل منا يهدد الآخر.. فأنا أهدد بتقييد الحرية من خلال شقيقه وهن يهددن بكشف السر....
الرد مع إقتباس