ايران في عهد رضا شاه 1926 ـ 1941 م
(1)
السياسة الداخلية
بسبب احتقانات قديمة من (رضا شاه ) تعود الى 1924 م عندما فكر بتأسيس جمهورية في ايران ، ووقوف رجال الدين بوجهه ، فقد ضمر لهم سوءا ، وقلم أظافر نفوذهم شيئا فشيئا ، حيث منع الحجاب ، وكانت زوجته أول سافرة في ايران ، ومنع لبس العمائم في مجلس النواب وغير ذلك من مناكفات أصبحت فيما بعد سلوكا عاما ، وقد كان يبرر ذلك بحماية الدين ، خصوصا عندما منع مواكب الشيعة واللطم وغيرها ..
التعليم في عهد رضا شاه
في عام 1925 لم يكن في ايران سوى 648 مدرسة يتعلم بها 56 ألف طالب ، ارتفعت في عام 1941 الى 2330 مدرسة ابتدائية يتعلم بها أكثر من ربع مليون طالب ، أما الدراسة الثانوية فقد ارتفع عدد الطلاب من 14 ألف الى حوالي 29 ألف في نهاية عهده . كما منع المدارس الخاصة التي كانت سائدة في أول عهده وحصر ترخيصها بسلطات تشترط الالتزام بمناهج الدولة .
قام بارسال الطلاب للخارج للتعلم فعاد منهم حتى عام 1941 أكثر من 500 خريج عملوا في مختلف القطاعات ، كما أنشأ جامعة طهران عام 1934 والتي ضمت ست كليات ..
عدل على اللغة الفارسية واستبعد منها الكلمات العربية ، وظهرت دعوات لتغيير الحروف العربية الا انها باءت بالفشل ..
كما جرى التركيز على احياء أمجاد الفرس القديمة بالمناهج والمناسبات وغيرها ، وتم استبدال الأشهر العربية بأشهر فارسية ..
الشؤون المالية :
نظرا لافتقار ايران للتقاليد المالية ، فقد استعان بخبراء أمريكان و بلجيك ، وان كانت سلطات الأمريكي (ملسبو ) أكثر و أوسع ، لدرجة أن الشاه صرخ يوما قائلا : لا أريد شاهان في ايران بل واحد هو أنا .. ثم طرد الأمريكي ..
كانت ايرادات دولة ايران بين عامي 1927 و1928 (250 مليون قران ) أي ما يعادل (5) ملايين جنيه استرليني ، ثم ارتفعت قليلا في أواخر الثلاثينات لتصل ما يعادل 20 مليون استرليني ..
استبدل القران ( الذي كان من الفضة ) بالريال البهلوي ( من ذهب ) ..
الصناعة و التجارة :
ركز رضا شاه على صناعات السكر والنسيج و الصابون والاسمنت والتبغ ، وشجع الحرفيين وبالذات صناع السجاد الذين تعرضوا لمنافسات سوفييتية وصينية وتركية ..
لشحة المواد الخام كانت بعض الصناعات خاسرة ورديئة النوعية ، حيث تعلق الاحتكار بموازنة الصادر مع الوارد ، لازدهار السوق السوداء ..
أما صناعة النفط و مداخيلها فكانت حكرا على شركة إنجليزية فارسية ..
الطرق و المواصلات :
كان طموح الشاه بتحويل ايران الى قوة هائلة ، يفتح عليه أبوابا لتطويع تلك الأهداف ، ومنها الطرق التي كانت في بداية عهده لا تتجاوز 3500كم حتى أصبحت أكثر من 40 ألف كم عام 1941 .. وكذلك سكك الحديد التي وصلت زهاء 2000كم .
الزراعة والفلاحة :
لم يحظ هذا القطاع باهتمام يذكر باعتبار أن الشاه نفسه كان أكبر إقطاعي في ايران .. وعندما شرع قانونا يجيز امتلاك الأراضي المستصلحة ، فلم يستفد من هذا القانون سوى كبار الملاك ..
الحريات العامة :
بالرغم من وجود نظام برلماني ، لكن هذا النظام يشكل منبرا لحماة النظام ، بالمقابل فان تصفية الأحزاب وبالذات حزب الاشتراكي ، والحزب الشيوعي ، وتقليص بل وكبت الصحافة ، وملاحقة المعارضين و تصفيتهم بطرق غامضة أو دفعهم للإنتحار هو الذي كان سائدا ..
لقد كتب وزيران مفوضان أحدهما بريطاني و الآخر أمريكي ، بأن كراهية الشعب للنظام لا يمكن تصورها ، وان زوال هذا الحكم آت ولا بد أن لا نحزن عليه !
__________________
ابن حوران
|