لم اكن انتظر منك هذا الجواب خاصة وان الخيمة ظهرت بزخارف وحلة جديدة
غير ان الظاهر من خلال استمرارك في هذا النقل وكانك تريد التبليغ لااكثر ولاتريد الحوار
لقد سالتك اسئلة محددة لاتخرج عن تلك الظاهرة التي تتحدث عنها
مع انني وعدتك انني ساكون منصفا في جوابي معك لكنك طلبت مني للمرة الثانية البقاء في الموضوع وكانني اسبح في الفضاء
ولهذا لابد ان تعلم اخي ان مسالة الدعوة والاقناع مسالة نبيلة وشريفة وتتطلب حنكة وصراحة
وصدقا
ولابد ان يحملها اناس لايبتغون عرض الحياة الدنيا واذا ماتوفرت هذه الامور وخلصت النوايا
لله عز وجل استطاع اصحابها ان يصلوا الى القلوب بتوفيق من الله
وما عدا ذالك
فالانسان يسبح عكس التيار
ان الاشياء التي حدثت في السعودية يااخي
لايجب علينا مطابقتها وربطها باحداث اخرى خارج تلك البقعة الطاهرة
رغم الاعراض والتتشابه في بعض الاحيان ولان السعودية يااخي مهما كانت لها من نقائص
في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية
والاقصادية والحريات بصفة عامة تختلف جوهريا
لما حدث في الجزائر ولما يحدث في دول اخرى
الجزائر يااخي الوافي في وقت مضى والى حد الان المساجد تغلق بعد تادية الصلاة مباشرة
ولتعلم ان الذين يلقون الاحاديث الدينية او الوعاظ اغلبهم طرقية صوفية لازالوا ينشرون الخرافات
وهم ابعد بعد السماء على الارض عن الاسلام مقارنة بعلماء السعودية
اذا نزلت يااخي الى احدى الشوارع بالجزائر يخيل لك وكانك في بلد اوربي
فالاجسام عربية لكن الاذهان والممارسات لاعلاقة لها بالاسلام
فالخمور وبيع المخدرات وفتح الحانات والقمار وووو
واذا تحولت الى مصر وتجولت في بور سعيد والاسكندرية فانت في غير بلد استغفر الله مسلم
الحمد لله يبقى الاذان الذي يدل على ان هناك مسجد واهله
واذا ماسافرت الى لبنان وقطعت شارع الحمراء فكانك على مقربة من بني سام
واذا ماتفسحت في المغرب وتونس ورايت الفنادق تحولت الى دور بغاء على العلن
واذا وجهت نفسك الى سوريا حيث حي الصالحية وما ادراك
فانك قطعا تعرف سر من ينهجون هذا النهج وتعرف سر ماسالتك دون ان تنسى الاردن وسواحلها
واذا ذهبت الى تركيا تعرف حتما ماذا تريد اوربا
ولهذا يااخي من اراد ان يتكلم عن بلده فله ذالك وله الف حق شريطة ان لايتكلم عن بلدان اخرى
اذا اردنا ان نتحاور وان نجد قواسم مشتركة تؤدي بنا الى تنوع فكري وثقافي فلا باس
بل هذا ضروري في عصر العولمة وان ندع مكان البيعة والخروج عنها في السياسة
ولنناقشها في مكانها
واذا مابقيت الخلفيات هي المسيطرة على الحوار والجو العام
فالكل يقرا مايكتب و لا يحق له ان ينتقد او يعقب وانتهى الامر
وكان بالحوار تحول بهذه الطريقة الى ادارة فالعضو هو عامل او عبد حتى وصاحب الموضوع هو رب العمل