بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم النبيين سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين
السلام عليكم و رحمة الله
أخي الفاضل محمد،
أولا أشهد الله أني أحبك فيه
و ثانيا بارك الله فيك أخي و أدامك بصحة و عافية و رزقك مبتغاك
و جزاك الجنة ببتصليحك و تنبيهك لغلطتي
اللهم إني أستغفرك لما خطته يداي
و أوجه نداء لأختي مسلمة أو الشامخة بتصليح ما ورد سابقا عسى أن يغفر الله لي
أختي إفتكار، بارك الله فيك على حبك للتعلم و مواظبتك الدؤوبة للمعرفة،
أولا أنا ما زادني كلام الأخت مسلمة إلا قناعة على قناعتي، و أرى - و هذا رأيي الشخصي- أن الإختلاط منكر، فكما ورد أعلاه
هؤلاء طلبوا وجه الله ورضاه وهم خير قوم وطات أرجلهم الأرض ومع ذلك فرقهم الرسول صلى الله عليه ولم يأذن لهم بالإختلاط،لكن نأتي نحن نبيح الإختلاط من أجل عرض الدنيا؟؟ أما يحك هذا الأمر صدوركم؟؟ أفعلا اطمئنت له قلوبكم؟؟
أما مسألة "متى" فألخصها بالحديث التالي (وفرقوا بينهم في المضاجع)
أيها المسلم، كن معي قليلا في هذا الأمر الخاص، فرقوا بينهم في المضاجع بعد عشر سنين، فرقوا بين الأبناء فلا يكن الابنان في مضجع واحد، ولا الابن ولا البنت في مضجع واحد، لماذا؟ السن مبكرة والغرائز قد لا تكون ظاهرة، والأبناء قد لا يتفكرون الأشياء، لكن حماية الأعراض حماية الأخلاق حماية المجتمع من الرذيلة الأخذ على أيديهم من الصغر تنشئتهم النشأة الصالحة وتربيتهم على القيم والفضائل مما يطالب به الآباء؛ لأن هذه وظيفتهم حتى الآن، فليس الأمر متعديا لهم، بل الأمر هم مختصون به، يختص بذلك الأم والأب، فيفرقون بينهم في المضاجع؛ خوفا من تسرب وساوس الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولأن الهدف أن تكون النشأة نشأة صالحة صادقة، ينشأ المسلم في مجتمع محافظ، يؤمن بالفضيلة، ويرفض الرذيلة، ولا يقرها بنفسه ولا بيته ولا مجتمعه.
التفريق بالمضاجع
(فرقوا بينهم في المضاجع)، فسبحان الحكيم العليم، هذا التوجيه العظيم يدل على عناية الإسلام بالأخلاق وعنايته بالفضائل ونأيه بمجتمعه عن الوقوع في الرذائل، ألا ترى أنه جل وعلا خاطب المؤمنين بقوله: {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض (58)} [النور]. فأمر من لم يبلغ الحلم بالاستئذان في تلك الأوقات التي يمكن أن يكون بين الرجل وامرأته شيء، كل هذا لتربية أخلاقهم، لإعدادهم الإعداد الصحيح، ثم قال: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم (59)} [النور]، وهذا رسول الله يقول: (فرقوا بينهم في المضاجع)، دعوة للفضائل، وتربية النشء إلى أن يعظموا حرمات الله، فيبتعدوا عنه.
أيها الشاب المسلم، أيتها الفتاة المسلمة، أوصي الجميع بتقوى الله والتحلي بالفضائل والبعد عن دعاة الرذيلة والفساد الذين يسعون في الأرض فسادا؛ لتدمير أخلاق الأمة، لتدمير كيانها، لإفساد أخلاقها، بإضعاف تمسكها بدينه.
المصدر
تحياتي