عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 30-11-2005, 03:43 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي


العلماء اختلفوا في تعريف الإرهاب ، وما هي الحرابة ، ومن هو الحربي ، وما هو الجهاد ، وهل هو فرض عين أم كفاية ، وما هي الفتنة ، ومن هو الضال ، وحد تكفير المعيّن ، والنقاش شديد ، والجدال طويل ، والأمر يحتاج إلى خبرة ودراية وحنكة وعلم وبصيرة وبحث وفناء أعمار ، في الوقت الذي يمزق فيه اليهود لباس اخواتنا في السجون الفلسطينية ، وتُهتك أعراض أخواتنا في السجون العراقية ، وتضرب فيه الطائرات الأمريكية غرب العراق بالقنابل العنقودية والكيميائية التي تصهر جلود الأحياء وتسلخها بمجرد احتكاكها بها !!



فلان أفتى بكذا ، وفلان قرر كذا ، فيجب علينا الرد على فلان ، ويجب علينا انتاقد علان ، ويجب علينا قضاء الأوقات وسهر الليالي في تفنيد كلام الخُرسان .. هذا عميل ، وهذا ذليل ، وفلان كان صالحاً فنافق ، وفلان كان عالماً فداهن ، وفلان كان مصلحا فصار خائن ، وفلان كفره ظاهر للعيان ، وفلان من الإخوان ، وفلان من التبليغ ، وفلان سلفي ، وفلان تحريري ، وفلان صوفي ، وفلان حماسي ، وفلان حزبي وفلان وفلان وفلان .. بهذا انشغل شباب الإسلام وأخواتهم يقبعن في سجون يهود يمزقون ثيابهن ، وفي سجون الأمريكان يعتدون على أعراضهن أمام إخوانهن وآبائهن في الوقت الذي تضرب فيه الطائرات الأمريكية غرب العراق بالقنابل العنقودية والكيميائية التي تصهر جلود الاحياء وتسلخها بمجرد احتكاكها بها !!



الجزيرة ، العربية ، الحرة ، الإخبارية ، السي إن إن ، البي بي سي ، رويتر ، لم تنقل لنا قناة إخبارية وغير إخبارية حقيقة ما يجري في المناطق الغربية من العراق في هذه اللحظات ولا ما يجري في السجون الصليبية والصهيونية الآن ، لأن هذه القنوات انشغلت بكل ما ذكرنا آنفاً عن السجون : في الوقت الذي يمزق فيه اليهود لباس اخواتنا الفلسطينيات، وتُهتك أعراض أخواتنا في السجون العراقية ، وتضرب فيه الطائرات الأمريكية غرب العراق بالقنابل العنقودية والكيميائية التي تصهر جلود الاحياء وتسلخها بمجرد احتكاكها بها ، وقنابل جديدة تجربها القوات الأمريكية لأول مرة في الحروب إكراماً للعراق الحرة الديمقراطية ..



الله سبحانه وتعالى غيّر هيئة الصلاة - وهي عماد الدين – لضرورة الجهاد ، وحض رسولُه صلى الله عليه وسلم على الفطر في رمضان من أجل الجهاد ، وقال علماء السلف بتأخير ركن الحج إذا تعين الجهاد ، ودخل رجل الجنة ولم يسجد لله سجدة بسبب الجهاد ، وقال بعض العلماء بأولوية الإنفاق على الجهاد وإن هلك في الأمة الجياع ، وكان عُمر يخرج كل يوم إلى حدود المدينة يستقبل الركبان لمعرفة أخبار المجاهدين ، والنبي صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت يقول للناس : "انفذوا بعث اسامة" ، ميف لا وهي بعثة جهاد ..



يهودي يكشف عورة مسلمة فيجرد النبي صلى الله عليه وسلم جيشا لحرب يهود .. الروم جمعوا الجيوش في الشام لحرب المسلمين فجمع النبي صلى الله عليه وسلم أهل الإسلام في المدينة لحربهم وخرج إليهم في الشام .. قبيلة في عهد قريش عدَت على قبيلة في عهد المسلمين فغزى المسلمون مكة وأباح الله حرَمه الآمن للمسلمين نتاج هذا الغدر ونقض الميثاق ..



في سنن أبي داود عن سهل بن الحنظلية قال : ثوِّب بالصلاة – يعني صلاة الصبح – فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلّي وهو يلتفت إلى الشِّعْب" (صححه الألباني) ، قال أبو داود : وكان أرسل فارساً إلى الشعب في الليل يحرس .



نحن والحمد لله لا زلنا بخير : فأكثر من ثلاثين ألف رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم خرجوا من بيوتهم وتركوا أبنائهم وآبائهم لنُصرة ومؤازرة فريق لكرة القدم في بلاد التوحيد ، ولم نسمع خطيبا واحدا يندد بخروج هؤلاء الشباب !!

خمسة عشر ألف رجل وامرأة مسلمة خرجوا في البرد والمطر جنبا إلى جنب وكتف بكتف لحضور حفل غنائي راقص في الهواء الطلق في بلد إسلامي تكره حكومته الإرهاب ..

ملايين الرجال من أمة محمد صلى الله عليه وسلم سوف يلتفتون في الصلاة وسوف تنشغل قلوبهم وسيغلب على فكرهم ووقتهم متابعة كأس العالم لكرة القدم السنة القادمة ..



كل هذا وصرخات المسلمات في سجون اليهود في فلسطين وسجون الصليبيين والروافض في العراق ليس لها آذان صاغية ، فالأمة مشغولة بأولوياتها ..



في سنن الترمذي عن عروةَ عن عائشة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدر حتى كان بحرّة الوبر لحقه رجل من المشركين يُذكر منه جرأة ونجدة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "تؤمن بالله ورسوله" ؟ قال : لا .. قال "ارجع فلن أستعين بمشرك" (قال الترمذي هذا حديث حسن غريب) ، وقال الترمذي : ويروى عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم أسهم لقوم من اليهود قاتلوا معه !!



اليهود قاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ومشرك يريد أن يقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكلم ثلاثة من أصحابه خمسون يوما لتخلفهم عن الجهاد في تبوك ، أما نحن فنحمد الله على هذا الفهم والعلم !!



يقولون نأخذ الفقه من شيخ الإسلام ابن تيمية ، فقلنا لهم : شيخ الإسلام قاتل الكفار !! قالوا : ألم تعلموا بأن القول مقدم على الفعل في علم الأصول !! قلنا لهم : ولكنه قال "وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط ( كالزاد والراحلة) بل يدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم" (الإختيارات العلمية لابن تيمية ، وهي في الفتاوى الكبرى)

فقالوا : وهل شيخ الإسلام معصوم !! هذا فقه أولويات ، والفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والسؤال والطقس والبيت والسيارة والوظيفة والراتب !!



{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة : 24) ..



قلنا لهم : ولكن نصوص الشرع ثابتة ، والله فرض علينا القتال !! فقالوا : ولكن ولاة الأمر منعونا من القتال !!

قلنا لهم : ولكنكم بهذا تعصون الله ورسوله وتُطيعون ولاة أمركم !!

فقالوا : ألم نقل لكم أنه لا علم لكم بفقه الأولويات !!



{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (البقرة : 165 - 167) ..





هل عرفتم ما هي "خدعة حديث الساعة" !!



يعمد الإعلام الموجّه إلى طرح قضية معينة ، ثم يأتي بمحللين يناقشون هذه القضية ، ويؤتى من بين هؤلاء بأشخاص مشاكسون يعارضون ما هو ظاهر ، ثم يبدأ الأخذ والرد والجدال ، وتُضخّم القضية ، ثم يُفتح باب النقاش والحوار للعامة ، وتكتب الجرائد والمجلات ، وتُعاد المحاورات وتؤخذ الآراء وتصدر البيانات ، ثم يأتي دور الناس : فالناس بين مُعجب برأيه ، ومن يريد مجرد طرح رأيه ليسمعه الناس ، ومن يريد أن يكون له رأي فقط ، ومن لا رأي له ولاكن يريد أن يشارك الناس !! فيشتغل الناس بهذا دهرا في المنتديات والفضائيات والمجالس والمدارس والجامعات وأماكن العمل والمساجد والجمعيات ، تُمرر خلال هذه الفترة أمور مهمة دون أن يلتفت إليها الناس لأنهم مشغولون بحديث الساعة ، أو تقوم هذه الخدعة بصرف الرأي العام عن أمور وقعت وانكشف أمرها ..



هذه الخدعة يستخدمها الأمريكيون اليوم في العراق ، واليهود في فلسطين ، والروس في الشيشان ، وحكومات الدول العربية أصبحت أكثر استخداما لها في الآونة الأخيرة ، كل هذا لأن الناس نسوا الأولويات وانجروا وراء هذه الدعايات فأصبحوا كالزبد يحملهم الماء أينما شاء ، إلا من رحم الله ..



المشكلة أن العدو دائما بيده زمام المبادرة في هذه الخدعة النافذة ، وذلك بسبب إعلامنا الضعيف ، وتشتت الجهود ، وانجرار الكثير في مستنقع "خدعة حديث الساعة" وعدم انتباههم له ، وعدم ترتيب الأولويات ، والعشوائية في العمل وقلة التنظيم .. ينبغي أن يكون الإعلام الإسلامي الموجه من أعظم أولوياتنا في هذا الوقت حتى تكون لنا مبادرات في "خدعة حديث الساعة" : فنقطع على العدو فرصه ، ونتحكم في دفة التوجيه العام الذي هو من أعظم أسلحة العدو

..





والله أعلم

..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..





كتبه

حسين بن محمود

28 شوال 1426هـ
__________________