ذهب ليشتري سيارات من سويسرا !
قامت الدولة في وضع يدها على أراض واسعة من أجل عمل مشروع حكومي ، فكان من بين تلك الأراضي ، جزء من أملاك أبي شوفة التي ورثها ، وحلف أن لا يفرط بها ولا يبيع منها حتى لو مات من الجوع ..
لكن عندما كان الأمر يعود للدولة ، فلم تبق لأبي شوفة أي حيلة ، الا أن يقبل بقبض ثمن ما تم الاستيلاء عليه من أراضيه .. ولأنه لم يتعود أن يقبض أكثر من مصروفه و مصاريف عياله .. فقد احتار ، ماذا سيعمل بكل تلك الأموال الطائلة ، وعقله لم يتعود على التصرف بهكذا مبلغ ..
لقد نصحه بعض الأصدقاء أن يشتري بها شاحنات من نوع مرسيدس من سويسرا ، ويشحنها للبلاد ويبيعها فسيربح وتزدهر تجارته .. أعجبته الفكرة ..
كان لديه ولد أشقر بوجهه بعض البثور البنية ، وهذا الولد سكوت ، أكول ، ضخم الجثة ، لم يكمل دراسته الابتدائية الا بشق الأنفس .. كان أبوه يناديه ب (الأغبش ) .. للهيئة التي هو عليها ..
طلب من ( الأغبش) أن يرافقه برحلته الى سويسرا .. فعبروا من تركيا .. حتى وصلوا بالبر الى سويسرا ، عابرين حدود بلدان كثيرة ، لم يتذكر أبو شوفة عندما روى لي ما حدث بتلك السفرة ، سوى تركيا والنمسا ..
وعندما وصلا الى سويسرا .. طلب من ابنه (الأغبش ) أن يتفاهم مع أهل البلاد و يستفسر عن المكان الذي سيشتري منه السيارات . لكن ( الأغبش) الذي تفاجأ من الطلب .. اعتذر مندهشا بأنه لا يعرف لغتهم .. ولا أي لغة الا العربية ، ولا يحسن حتى كتابة العربية !!
أبو شوفة : ملعون الوالدين .. طول الطريق وأنا أطعمك لحم مشوي .. وناتع (الشقار ) على الكذب ؟ طلعت ما تعرف سويسري ؟؟
الأغبش : يا والدي يعني اذا أنا أشقر ، لازم أعرف لغات أجنبية ؟
فقال بحثت عن أبناء العرب ، فوجدت طالبا فلسطينيا .. فطلب مني بدل خدمة الترجمة والمساعدة في انجاز عملية شراء السيارات 300 شي من عملتهم ( أراد الفرنك السويسري) .. فوافقت ..
فذهبنا الى تاجر سويسري ، وحكى الشاب معه ، وتمت المبايعة وكتابة الأوراق ، ودفع قيمة السيارات ..
هنا فاجأ الشاب العربي أبا شوفة بقوله : هل تعلم ان هذا التاجر يهودي ؟
أبو شوفة : بروح أبوك صحيح ؟
الشاب : أي والله ..
أبو شوفة : بروح أبوك .. قل له .. لماذا أنتم سيئين لهذه الدرجة ؟
الشاب : دعك من هذا الأمر ..
أبو شوفة ( برجاء حار ) : بروح أبوك قل له
وعندما انصاع الشاب وترجم لليهودي ما قال أبو شوفة ، استشاط اليهودي غضبا ، و حذر أبا شوفة بأنه لن يستطيع تخريج السيارات من سويسرا ، وسيجبره على بيعها بنصف الثمن ، بدل تلك النظرة تجاه اليهود !!
أبو شوفة ( للشاب ) : قل له والله لأطلعهن و أطلع عيونه ..
بالحدود مع النمسا ، تم إعاقة أبي شوفة ، ولكنه بأكثر من طريقة ، استطاع أن يخرج السيارات .. و طلب من (الأغبش) أن يرافق السيارات للبلد ..
الأغبش : و أنت يا أبي أين تذهب ؟
أبو شوفة : سأعود الى زيورخ و أبحث عن اليهودي ( لأقهره ) و أقول له اني استطعت تخريج السيارات يا ابن الكلب ..
الأغبش : يا أبي لا تذهب ، ما لنا و ما له ؟ خلص .. لقد أنجزنا مهمتنا ..
وهنا يضيف أبو شوفة وهو يحكي لي : لقد عدت الى زيورخ وبحثت عن الشاب العربي ، و أعطيته 150 شي من عملتهم .. وذهبت الى اليهودي و قهرته !
__________________
ابن حوران
|