الأخت نجاة..
فيما يلي حكم ما سألت و تعريفه الكامل.
حكم لعب النرد وما شابهها من الألعاب
عبد الـلَّـه بن محمد زقيل
تعريفُ النردِ:
عرفها صاحبُ " المعجم الوسيط " (2/912) فقال: " النردُ لعبةٌ ذاتُ صندوقِ وحجارةٍ وفصين تعتمدُ على الحظِ، وتنقلُ فيها الحجارةُ على حسبِ ما يأتي به الفصُ " الزهرُ " وتعرفُ عند العامةِ بالطاولةِ ". ا. هـ.
وقال ابن منظور في " لسان العرب " (3/421): " النردُ معروفٌ: شيءٌ يلعبُ به، فارسي معرب، وليس بعربي، وهو النردشير، فالنردُ اسمٌ عجمي معربٌ، وشير بمعنى حلو ". ا. هـ.
وقال الزبيدي في " تاج العروس " (9/219): " يقالُ: " النردشير "، إضافةً إلى واضعهِ أرد شير بن بابك من ملوكِ الفرسِ، وقوله: " شير بمعنى حلو " وهمٌ، فالحلو شيرين كما هو معروفٌ عندهم ". ا. هـ.
وعرفها علي حسين يونس في " الألعاب الرياضية... أحكامها وضوابطها في الفقه الإسلامي " (ص 252) فقال: " لعبةٌ ذاتُ صندوقٍ وحجارةٍ وفصين " مكعبين صغيرين " تعتمدُ على الحظِ، وتنقل فيها الحجارةُ على حسبِ ما يأتي به الفصُ، وهي المعروفةُ في أيامنا بـ " طاولة الزهر ".
ويقالُ لها " الطبلُ " و " الكعابُ " و " الأرنُ " و " النردشير " و " الكوبةُ ".
وهي معروفةٌ منذُ القدمِ... وترتبط هذه اللعبة ارتباطاً كبيراً بالمقاهي الشعبيةِ وغيرها. حيثُ تكثر ممارستها من قبل العاطلين عن العملِ أو من يرغب بـ " إضاعةِ وقتهِ " أو ملءِ وقتِ فراغهِ، كما لا تخلو في الكثيرِ من الأحيانِ من المقامرةِ، بحيث تؤدي في كثيرٍ من الأحيانِ إلى حدوثِ النزاعاتِ والخصوماتِ وغيرها من المشاكلِ ". ا. هـ.
أدلةُ تحريمها:
1 - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ". أخرجهُ مسلمٌ (2260)، وأبو داود (4939)، وابن ماجه (3763)، وأحمد (5/352، 361)، والبخاري في " الأدب المفرد " (1271).
قال الإمامُ النووي في " شرح مسلم " (16/15): قَالَ الْعُلَمَاء: النَّرْدَشِير هُوَ النَّرْد، فَالنَّرْد عَجَمِيّ مُعَرَّب، وَ (شِير) مَعْنَاهُ حُلْو... وَمَعْنَى " صَبَغَ يَده فِي لَحْم الْخِنْزِير وَدَمه فِي حَال أَكْله مِنْهُمَا " وَهُوَ تَشْبِيه لِتَحْرِيمِهِ بِتَحْرِيمِ أَكْلهمَا. وَاللَّهُ أَعْلَم. ا. هـ.
2 - عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ " مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ، فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ". أخرجهُ مالكٌ في " الموطأ " (2/958)، وأحمدُ (4/397)، والبخاري في " الأدب المفردِ " (1272).
والحديثُ فيه انقطاعٌ بين سعيدِ بنِ أبي هند وأبي موسى الأشعري.
قال العلامةُ الألباني في " الإرواء " (8/285): قلتُ: وله علةٌ، وهي الانقطاعُ بين سعيد وأبي موسى، فقد ذكر أبو زرعة وغيرهُ أن حديثه عنه مرسلٌ. وقال الدارقطني في " العلل ": رواه أسامة بن زيد الليثي عن سعيد بن أبي هند عن أبي مرة مولى أم هاني عن أبي موسى. قال الدارقطني بعد أن أخرجه: هذا أشبهُ بالصوابِ. ا. هـ.
ولكن الحديث يشهدُ له حديثُ بريدةَ بنِ الحصيب في مسلم.
3 - عن عبد اللهِ بنِ مسعود قال: " إياكم وهاتين الكعبتين الموسُومَتَين؛ اللتين تزجران زجرا؛ فإنهما من الميسر. أخرجهُ البخاري في " الأدب المفردِ " (1270).
عن العلامةُ الألباني في " صحيحِ الأدبِ المفردِ " (958): صحيحٌ.
وفي " الأدبِ المفردِ " بوب الإمامِ البخاري فقال: " بابُ الأدب وإخراج الذين يلعبون بالنردِ وأهل الباطل، وأورد عدداً من الآثارِ، نذكرُ ما صح منها كما في " صحيحِ الأدبِ المفردِ ".
4 - عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان إذا وجد أحدا من أهله يلعب بالنرد، ضربه وكسرها.
- قال العلامةُ الألباني في " صحيح الأدب المفردِ " (960): " صحيحُ الإسنادِ موقوفٌ ".
5 - عن عائشةَ أنهُ بلغها أن أهلَ بيتٍ في دارها كانوا سكاناً فيها عندهم نردٌ، فأرسلت إليهم: لئن لم تخرجوها لأخرجنكم من داري، وأنكرت ذلك عليهم. أخرجهُ مالكٌ في " الموطأ " (2/958)، ومن طريقهِ البخاري في " الأدب المفردِ " (1247).
- قال العلامةُ الألباني في " صحيح الأدب المفردِ " (961): " حسنُ الإسنادِ موقوفٌ ".
- وقال عمرو عبد المنعم سليم في تخريجهِ لكتاب " ذم الملاهي " لابن أبي الدنيا (86): " إسنادهُ حسنٌ. أمُ علقمةٍ اسمها مرجانة، ذكرها ابنُ حبان في " الثقات "، وقال العجلي: " مدنيةٌ تابعيةٌ ثقةٌ "، وعلق لها البخاري جزماً، فأقلُ أحوالها أن تكونَ حسنةَ الحديثِ ". ا. هـ.
- قال الإمامُ ابنُ عبدِ البرِ في " الاستذكار " (8/460): " إنكارُ عائشةَ لهذا لا يكونُ إلا لعلمٍ عندها لا رأيها، وكذلك عبدُ اللهِ بنُ عمر، لا يكسرُ النردَ ويضربُ اللاعبَ إلا وقد بلغهُ فيها النهي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ا. هـ.
6 - عن كُلثوم بنِ جَبْر قال: خطبنا ابنُ الزبير فقال: يا أهلَ مكةَ، بلغني عن رجالٍ من قريشٍ يلعبون بلعبةٍ يقال لها: النردشير - وكان أعسر - قال الله: " إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ " [المائدة: 90]، وإني أحلف بالله لا أوتى برجل لعب بها إلا عاقبته في شعرهِ وبشرهِ، وأعطيتُ سلبهُ لمن أتاني به. أخرجهُ البيهقي في " الكبرى " (10/216).
- قال العلامةُ الألباني في " صحيح الأدب المفردِ " (962): " حسنُ الإسنادِ موقوفٌ ".
- وقال عمرو عبد المنعم سليم في تخريجهِ لكتاب " ذم الملاهي " لابن أبي الدنيا (85): " إسنادهُ حسنٌ. كُلثومُ بنُ جَبْر وثقهُ أحمدُ وابنُ معين وابنُ حبان والعجلي - كما في ترجمة تبنه ربيعة - ولينه النسائي فقال: " ليس بالقوي " فمثله لا ينزلُ عن درجةِ الحسنِ. ا. هـ.
7 - عن عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاص: " اللاعبُ بالفصين قماراً؛ كآكلِ لحمِ الخنزيرِ، واللاعبُ بهما غير قمارٍ، كالغامسِ يدهُ في دمِ خنزيرٍ.
- قال العلامةُ الألباني في " صحيح الأدب المفردِ " (963): " صحيحُ الإسنادِ موقوفٌ ".
وقال عمرو عبد المنعم سليم في تخريجهِ لكتاب " ذم الملاهي " لابن أبي الدنيا (81): " إسنادهُ صحيحٌ. والأثرُ أخرجهُ البيهقي في " الكبرى " (10/216): من طريقِ المصنفِ، وأخرجهُ ابنُ أبي شيبةَ في " المصنفِ " (5/286): حدثنا ابنُ علية، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة بإسناده، وبلفظ: " مثلُ الذي يلعبُ بالكعبينِ ولا يقامر كمثلِ المدهنِ بشحمهِ ولا يأكل لحمهُ. ورواهُ (5/287): حدثنا وكيع، حدثنا سلام به.
ورواه عبد الرزاق في " المصنفِ " (10/468/19729): عن معمر، عن قتادة أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:... فذكره.
وسنده منكرٌ، فمعمر ضعيف في قتادة، وقد أسقط من الإسنادِ أبا أيوب راويه عن ابن عمرو ". ا. هـ.
وقال أيضاً في نفس الحديثِ ولكن من طريقٍ آخر (82): " إسنادهُ حسنٌ، والأثرُ صحيحٌ بما قبلهُ. حبيبُ المعلم صدوقٌ حسنُ الحديثِ. والأثرُ صحيحٌ بما قبلهُ ". ا. هـ.
أورد ابنُ أبي الدنيا في كتابِ " ذم الملاهي " أحاديث وآثاراً، وحكم عليها محققُ الكتابِ الشيخُ عمرو عبد المنعم سليم عليها بما يبين درجتها، ومنها ما جاء في كتابِ " الأدب المفردِ " للبخاري، ونقلتُ حكمه عليها، ونذكر ما بقي منها، ولم يذكره البخاري في " الأدب المفرد "، ونقتصر على ما صح.
8 - عن سريج بن النعمان قال: " سألتُ عبدَ اللهِ بنَ نافع عن الشطرنجِ والنردِ فقال: " ما أدركتُ أحداً من علمائنا إلا وهو يكرهها. هكذا كان مالكٌ يقولُ. قال سريج: " وسألتهُ عن شهادتهم "، فقال: " لا تقبلُ شهادتهم ولا كرامةَ إلا أن يكونَ يخفي ذلك ولا يعلنهُ. وهكذا كان مالكٌ يقولُ. وكذلك قولهُ في الغناءِ، لا تقبلُ لهم شهادٌ.
- قال عمرو عبد المنعم عن الأثر (90): إسنادهُ صحيحٌ.
9 - عن الفضيل بنِ غزوان قال: مر مسروقٌ بقومٍ يلعبون بالنردِ فقالوا: " يا أبا عائشةَ، إنا ربما فرغنا فلعبنا بها "، فقال: " ما بهذا أمرُ الفراغِ ".
- قال عمرو عبد المنعم عن الأثر (91): إسنادهُ صحيحٌ. والأثرُ أخرجهُ البيهقي في " شعبِ الإيمانِ " (5/241/6517) من طريقِ ابنِ أبي الدنيا به ". ا. هـ.
10 - وقال العلامةُ الألباني في " الإرواء " (8/287): وأخرج الآجري والبيهقي عن نافع أن عبدَ الله بنَ عمر كان يقولُ: " النردُ من الميسرِ ".
وإسنادهُ صحيحٌ.
و في المصادر أدناه الشرح المتبقي
المصدر
و
مصدر آخر