عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 07-12-2005, 08:58 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي هل حقا دم المسلمين أصبح رخيصا ؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسا من العري وهدى من الضلالة وبصّر من عمى وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها الأحبة في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... كانت هذه مقدمة الشيخ إبراهيم الدويش في محاضرته ياسمعا لكل شكوى وهي من أجمل ما سمعت من المقدمات و ارجوا أن يسمح لي باستعمالها ... و لكن أكيد الموضوع الذي أريد التكلم فيه ليس استعراض هذه المقدمة الجميلة ولكن ... أريد وقبل كل شيء تقديم نفسي لكم أنا أمة الله داعية إلى الله إن شاء الله تعالى ... متخرجة من الجامعة ولكن تخصصي ليس في ميدان الشريعة إلا أن الدين والدعوة الى الله هم من الأولويات في حياتي ... و أنا اهتم بتثقيف نفسي بنفسي من الناحية الدينية و ذلك بقراءة الكتب الموثوق فيها و المجمع على صحتها والاستماع الى دروس ومحاضرات دينية لمختلف الدعاة و الشيوخ المعروفين إن شاء الله ... ... و كل ما اكتبه أنما هو نقل عما تعلمته من شيوخنا و علماءنا بإذن الله تعالى ... وقد أردت أن يكون موضوعي الأول هذا عبارة عن الكلام على ما يحدث من غليان في أمتنا في الآونة الأخيرة هذه ... و نحن نلاحظ أن عددا كبيرا من الناس يرددون السؤال التالي ... لماذا صار دم المسلمين رخيصا هكذا؟ ... لكنني أطرح السؤال بطريقة أخرى ... هل حقا دم المسلمين أصبح رخيصا ؟ ... الإجابة ستعرفونها في آخر ماكتبت ... لكنني أحيطكم علما أنني لا أتكلم في الموضوع من الناحية السياسية و إنما من الناحية الدينية ... و أود أن أبداء كلامي هذا بكلام الرحمن عز وجل اذ قال في كتابه العزيز في معجزة محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم اذ يقول سبحانه : ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [ التوبة: 32] ... والآن تأملوا تفسير ابن كثير لهذه الآية فيقول: << يقول تعالى يريد هؤلاء الكفار من المشركين وأهل الكتاب ﴿ أن يطفئوا نور الله﴾ أي ما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق بمجرد جدالهم وافترائهم فمثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس أو نور القمر بنفخه وهذا لا سبيل إليه فكذلك ما أرسل به رسول الله صلى الله عليه وسلم لابد أن يتم ويظهر ولهذا قال تعالى مقابلا لهم فيما راموه وأرادوه﴿ ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾ والكافر هو الذي يستر الشيء ويغطيه ومنه سمى الليل كافرا لأنه يستر الأشياء والزارع كافرا لأنه يغطى الحب في الأرض كما قال " يعجب الكفار نباته".>> انتهى كلامه رحمه الله.
أحبتي في الله ألا ترون أن هذه الآية قد جاءتنا ببشرى عظيمة بطمأنة لقلوب مستضعفينا في كل مكان ... أنا شخصيا عندما أقراء هذه الآية أشعر و كأن الله يخاطبنا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان و كفار هذا الزمان على حد سواء ... ففيها بشرى لنا أن لا تحزنوا فدين الله باق ولو كره الكافرون ... و فيها تصغير لقدرات أعداء الدين اذا قال لهم أن ما يقومون به لمحاربة الإسلام كمن ينفخ ليطفئ نو الشمس ... فتخيلوا معي إخواني لو أنا واحدا منا يمشي في الطريق ثم يرى رجلا ينفخ في الشمس يريد إطفاءها فماذا سيكون حكمنا عليه ... أو هل سيكون له أدنى فرصة ليحقق أمله ... بل هل سيكون في أنفسنا أدنى شك أو تخوف من ذلك الرجل بأنه يمكنه أن يحرمنا من نور الشمس ... الإجابة ستكون مئة بالمائة ... لا ... اذا فلما كل هذا التخوف مما يفعله أعداء الدين وقد بشرنا الله بأنه لن يسمح لهم بأن يطفؤا نور الله و أعيد كتابة الآية فهي آية تثلج القلب و تريح النفس و تهدئ الروح لما نراه ... يقول سبحانه : ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [ التوبة: 32] ... رددوا هذه الآية في كل مجلس وكرروها مرارا و تكرارا وسوف تطمئن قلوبكم بإذن الله على أن الإسلام آمن وهو وديعة عند الذي لا تضيع ودائعه الله جلا جلاله .
أما الآن فدعونا نرجع الى موضوعنا الأول وهو ... هل دم المسلمين صار رخيصا حقا؟ ... لنرى ماذا يقول جلا جلاله في هذا الشأن : ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ و جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية << ثم قال تعالى ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين﴾ أي أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد.كما قال تعالى في سورة البقرة ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا﴾ الآية. وقال تعالى ﴿الم.أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون﴾ الآية. ولهذا قال ههنا﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين﴾ أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء. >> انتهى كلامه رحمه الله... وبهذا هل تضنون أنكم ستدخلون الجنة قبل أن يعلم الله المجاهدين والصابرين من عباده.. ألا تعلمون أن هذه الدنيا هي اختبار من الله لعباده ليعلم من هم أهل الجنة ويدخل الله جنته من يشاء برحمته ... واسأل الله لي ولكل من قرء كتابتي هذه الجنة إن شاء الله و كل المسلمين و المسلمات ... هل تعتقدون إخوتي في الله أنه من يموت شهيد أو يقتل من طرف أعداء الدين ... يكون دمه رخيصا ؟ ... دم الشهداء الذين لا تأكلهم الأرض ... هل يمكن أن نقول أن الذين يشرون الجنة تجارتهم خاسرة ؟...لا و لكن نقول كما قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ولا نزكي على الله أحدا ... إن شاء الله ... ومن هنا يجب أن تعرفوا إخوتي في الله أن دم المسلم لم ولن يكون ابدأ رخيصا و الله يقول :﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال:10] و قد جاء تفسير ابن كثير لهذه الآية كالتالي << وقوله تعالى ﴿ وما جعله الله إلا بشرى ﴾ الآية. أي وما جعل الله بعث الملائكة وإعلامه إياكم بهم إلا بشرى ﴿ولتطمئن به قلوبكم﴾ وإلا فهو تعالى قادر على نصركم على أعدائكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله أي بدون ذلك ولهذا قال ﴿ وما النصر إلا من عند الله﴾ كما قال تعالى﴿فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداءا حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم﴾ وقال تعالى ﴿ وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين﴾ فهذه حكم شرع الله جهاد الكفار بأيدي المؤمنين لأجلها وقد كان تعالى إنما يعاقب الأمم السالفة المكذبة للأنبياء بالقوارع التي تعم تلك الأمم المكذبة كما أهلك قوم نوح بالطوفان وعادا الأولى بالدبور وثمود بالصيحة وقوم لوط بالخسف والقلب وحجارة السجيل وقوم شعيب بيوم الظلة فلما بعث الله تعالى موسى وأهلك عدوه فرعون وقومه بالغرق في اليم ثم أنزل على موسى التوراة شرع فيها قتال الكفار واستمر الحكم في بقية الشرائع بعده على ذلك كما قال تعالى ﴿ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر﴾ وقتل المؤمنين للكافرين أشد إهانة للكافرين وأشفى لصدور المؤمنين كما قال تعالى للمؤمنين من هذه الأمة ﴿قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين﴾ ولهذا كان قتل صناديد قريش بأيدي أعدائهم الذين ينظرون إليهم بأعين ازدرائهم أنكى لهم وأشفى لصدور حزب الإيمان فقتل أبي جهل في معركة القتال وحومة الوغى أشد إهانة له من موته على فراشه بقارعة أو صاعقة أو نحو ذلك كما مات أبو لهب لعنه الله بالعدسة بحيث لم يقربه أحد من أقاربه وإنما غسلوه بالماء قذفا من بعيد ورجموه حتى دفنوه ولهذا قال تعالى﴿إن الله عزيز﴾ أي له العزة ولرسوله وللمؤمنين بهما في الدنيا والآخرة كقوله تعالى﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾.﴿حكيم﴾: فيما شرعه من قتال الكفار مع القدرة على دمارهم وإهلاكهم بحوله وقوته سبحانه وتعالى.>> انتهى كلامه رحمه الله ... وبهذا فإن ما يحدث في فلسطين هو جهاد في سبيل الله وما يحدث في العراق هو جهاد في سبيل الله ... وهنا أريد أن أضع ملاحظة وهي انه يوجد من القنوات مثل المنار التي تجعل من المجاهدين إرهاب وتقدمهم كإرهاب عرب ... وهذا غير صحيح... و من هنا سادخل في تعريف ماهو الجهاد في سبيل الله ؟ ... الجهاد اخوتي هو انواع ... و هو كالآتي: * مأخوذة من كتاب أبو بكر جابر الجزائري *
أنواعٌ الجِهاَدِ:
1. جهاد الكفار والمحاربين، ويكون باليد، والمال، واللسان، والقلب لقوله صلى الله عليه وسلم: « جَاهِدٌوا المٌشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكٌمْ وَ أَنْفٌسِكٌمْ وَ أَلْسِنَتِكٌمْ » ².
2. جهاد الفسّاق، و يكون باليد واللسان والقلب، لقوله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ رَأَى مِنْكٌمْ مٌنْكَراً فَلْيٌغَيِّرْهٌ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَ ذَلِكَ أَضْعَفٌ الإِيمَانْ».
3. جهاد الشيطان، ويكون بدافع ما يأتي به من الشبهات، وترك ما يٌزيِّنهٌ من الشهوات، لقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [فاطر:5] وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر:6].
4. جهاد النفس، ويكون بحملها على أن تتعلم أمور الدين وتعمل بها وتٌعلِّمها، وبصرفها عن هواها ومقاومة رٌعٌونَاتِهَا.
وجهاد النفس من أعظم أنواع الجهاد حتى قيل فيه: « الجِهَادٌ الأَكْبَرٌ»³.
--------------------------------
ٰ- رواه البخاري [3/18]. رواه مسلم في الإجارة [85 . 86] رواه ابن ماجة [2773] . ورواه الإمام أحمد [1/226].
²- رواه الإمام أحمد [3/124 . 251] . ورواه أبو داود [2504] . ورواه النسائي [6/7].
³- حديث ضعيف رواه البيهقي و الخطيب في تاريخه عن جابر – رضي الله عنه- قدمتهم خير مقدم، وقدمتهم من الجهاد الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر؟ قال: «مجاهدة العبد هواه».
--------------------------------