عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 07-12-2005, 09:19 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

النصيحة الأولى كانت [أمامة بنت الحارث] التغلبية من فضليات النساء في العرب ولها حكم مشهورة في الأخلاق والمواعظ لما تزوج [الحارث بن عمرو ملك كندة] ابنتها أم إياس بنت عوف وأرادوا أن يحملوها إلى زوجها أوصتها أمها في ليلة الزفاف إلى زوجها بوصية قيمة قالت فيها: -وأسمعي أيتها المرأة- قالت فيها : يا بنية إن الوصية لو كانت تترك لفضل أدب أو لتقدم حسب لرويت ذلك عنك ولأبعدته منك ولكنها تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل، أي بنية لو استغنت امرأة عن زوج بفضل مال أبيها لكنتِ أغنى الناس عن ذلك ولكنا للرجال خلقن كما خلقوا لنا بنيتي إنك قد فارقتِ الحمى الذي منه خرجت والعش الذي فيه درجتِ إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه أصبح بملكه عليكِ مليكا فكوني له أمة يكن لكِ عبدا وشيكا واحفظي عنى خلالا عشرة يكن لك ذكرى وذخرا :
أما الأولى والثانية فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة فإن في القناعة راحة القلب وفى حسن المعاشرة مرضاة الرب .
وأما الثالثة والرابعة فالمعاهدة لموضع عينيه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشم أنفه منك إلا أطيب ريح واعلمي يا بنية أن الكحل أحسن الحسن الموجود والماء أطيب المفقود .
والخامسة والسادسة التعاهد لوقت طعامه والتفقد لحين منامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص حاله مكربة .
وأما السابعة والثامنة الاحتفاظ ببيته وماله والرعاية لحشمه وعياله فإن حفظ المال أصل التقدير والرعاية للحشم والعيال من حسن التدبير .
وأما التاسعة والعاشرة فلا تفشين له سرا ولا تعصين له أمرا فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره واتقىِ مع ذلك كله الفرح إذا كان ترحا والاكتئاب إذا كان فرحا فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير وأشد ما تكونين له إعظاما أشد ما يكون لك إكراما وأشد ما تكونين له موافقة أطول ما يكون لك مرافقة واعلمي يا بنيتي أنك لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت والله يضع لك الخير وأستودعك الله .
هذه الوصية الأولى من هذه الأم أما الوصية الثانية فهي وصية أم ممزوجة بالفرح أو بالفرحة والدموع نصحت أم ابنتها المقبلة على حياتها الجديدة قائلة : يا بنيتي أنت مقبلة على حياة جديدة حياة لا مكان فيها لأمك أو لأبيك أو لأحد من اخوتك فيها ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد أن يشاركه فيك أحد حتى لو كان من لحمك ودمك كوني له زوجة يا ابنتي وكوني له أمًا اجعليه يشعر أنك كل شيء في حياته وكل شيء في دنياه اذكري دائما أن الرجل أي رجل طفل كبير أقل كلمة حلوة تسعده لا تجعليه يشعر أنه بزواجه منك قد حرمك من أهلك وأسرتك إن هذا الشعور نفسه قد ينتابه هو فهو أيضا قد ترك بيت والديه وترك أسرته من أجلك ولكن الفرق بينك وبينه هو الفرق بين المرأة والرجل المرأة تحن دائما إلى أسرتها إلى بيتها الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت وتعلمت ولكن لابد لها أن تعود نفسها على هذه الحياة الجديدة لابد لها أن تكيف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجا وراعيا وأبا لأطفالها هذه هي دنياك الجديدة يا ابنتي هذا هو حاضرك ومستقبلك هذه هي أسرتك التي شاركتما أنت وزوجك في صنعها أما أبواك فهما ماضٍ إنني لا أطلب منك أن تنسى أباك وأمك واخوتك لأنهم لن ينسوك أبدا يا حبيبتي وكيف تنسى الأم فلذة كبدها ولكن أطلب منك أن تحبي زوجك وتعيشي له وتسعدي بحياتك معه .
هاتين الوصيتين الجميلتين كما أسلفت من أمين فاضلتين عاقلتين ويا ليت أن الأمهات يحرصن على وصية بناتهن بمثل هذه الوصايا الجميلة خاصة إذا كانت البنية قد أقبلت على بيت زواجها وعلى الأنس بزوجها فإنها بحاجة لمثل هذه الوصايا .