الموضوع: هذا الذي يحدث
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 11-12-2005, 09:31 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 5

هذا الذي يحدث ...
5
ماذا جنيت حتى تصيبني هذه اللعنة ؟ ...
لست ادري كيف دفعت إلى هذا الأمر ؟ ولا كيف فكرت فيه ؟ فلماذا تشاحنت معه وناصرتهن عليه وهو يعاني من المرض وحالته حسب تقارير الأطباء سيئة جدا ، و أنا أعلم جيدا من الطبيب بأن حياته رهينة في بذل جهد أو لحظة إنفعال... شيطان رجيم دخلني وظل يدفعني حتى فعلت ما فعلت.. و إلا كيف يعقل أن أقدم على ذلك وأنا أعرف حق المعرفة أن حياته متوقفة على مخالفته.. فأنا عشيرته منذ ما يزيد عن العقدين وأعرف جيدا نقاط ضعفه ونقاط قوته ، وأعرف أنه صار ينفعل لأبسط وأتفه الأشياء والأسباب من شدة ما يعانيه بعد إستقراره في المدينة وحالة الأسرة التي وجدها فيها ، حيث أضحى لا يعجبه شيئا ...

كنت أوهم نفسي أنها مجرد حالة وفاة طبيعية إثر نوبة قلبية كما ذكر تقرير الطبيب ولم أدرك هول الكارثة لمّا كان صوته يزمجر وهو يؤنب بناته لذهابهن للسهر خارج البيت رغم تنبيهه عليهن بعدم فعل ذلك ، وكنت أدافع عنهن وأعارضه غير داركة مرة أخرى وساعة إذن هول الكارثة من إنفعاله ومن سماع الجيران للمعركة الكلامية و الملاسنة التي حصلت في تلك الساعة المتأخرة من الليل لكل ما حدث من صياح وضرب وبكاء وتهديد ووعيد ومعارضة ودفاع... و لم أكن أدرك أن الليل له آذان كذلك ..

كان قلبه يقطر عتابا ولوما وألما..

أشعر في قرارة نفسي أنني الجاني الحقيقي و أن من دفعني إلى التجني مجرد من كل
عاطفة ، حيث صرت قلقة منه بعد إنتقاله للعمل بالمدينة حيث السكن.. كانت تغريني حريتي المطلقة فتعاميت عن كل شيء. حز في نفسي أن تصبح حريتي مقيدة و أن أراه يضرب بناتي ويقيد حريتهن فإستبدت بقلبي عاطفة الأمومة فإخترت ، وبئس ما إخترت . لقد مسك بيد إبنته الكبرى وعينيه تحدقان بها وبي وكأنه يقول فعلتماها يا بنات....

بقيت عينينه تلاحقني في كل ليلة، وتتضخما وتجحظا وتتعددا حتى تصير تحيط بي من كل جانب ، وتتراقص في كل فضاءات البيت وتتوعد وتتسلل إلى جسمي وتمتزج به فأشعر بقشعريرة شديدة وإرتعاش كبير في كل جسمي من أخمص قدمي إلى رأس رأسي... وتنكشف العيون ويتشكل منها جسمه بل تتزايد صور جسده مثل تلك العيون، نعم لحما ودما ، فيزداد إضطرابي وأفقد صوابي..وأصيح في نفسي رفقا بأعصابي يا....
الرد مع إقتباس