عرض مشاركة مفردة
  #51  
قديم 11-12-2005, 01:30 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

تراجع 90% من الموقوفين في القضايا الأمنية عن الفكر الضال

عبدالله العريفج (الرياض)

لم تتوقف وزارة الداخلية في مكافحتها لظاهرة الارهاب وملاحقة ارباب الفكر المنحرف والمطلوبين امنيا من المنتمين للفئة الضالة عند الحل الأمني وتحقيق الكثير من الضربات الأمنية الاستباقية التي اجهضت من خلالها عشرات العمليات الارهابية قبل وقوعها بل تجاوز العلاج الى اصلاح الموقوفين على خلفية تلك الأحداث من خلال تنفيذها ومنذ وقت مبكر لبروز هذه الظاهرة على السطح, برنامجا توجيهيا شاملا يهدف الى مناصحة الموقوفين في القضايا والأحداث الأمنية التي تعرضت لها المملكة منذ حدوثها في الثاني عشر من مايو عام 2003م عندما استهدف انتحاريون ثلاثة مجمعات سكنية شرق مدينة الرياض.

ويتركز البرنامج الشامل على مناصحة الموقوفين ومحاورتهم لاظهار حقيقة الأفكار التي اعتنقوها أو تأثروا بها وقادت الى مشكلات خطيرة تمس أمن البلاد وسلامة المجتمع من خلال برنامج علمي متخصص يشارك فيه نخبة مختارة من العلماء والدعاة والمفكرين والمتخصصين في العلوم الشرعية والنفسية والاجتماعية والسلوكية.

وقد جنبت وزارة الداخلية بجهود أبنائها ورجالها المخلصين وبعد فضل من الله البلاد وقوع الكثير من الأعمال الارهابية التي لو حدثت -كما قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية- لم يكن ليعلم مداها واثرها الا الله.

(عكاظ) تحدثت الى نخبة من المشايخ والمفكرين والمعنيين بشؤون الدعوة الذين اجمعوا على سلامة وتميز هذا النهج في اصلاح ومعالجة أفكار الموقوفين وحمدوا للوزارة هذه الخطوة الانسانية والاخلاقية الرائدة تجاه من اعتنقوا أو تأثروا بأفكار ضالة منحرفة كانت ستؤدي بهم حتما الى الهلاك.


طريق مبارك.. ودعوة للآباء

في البداية تحدث الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ ابراهيم الغيث قال: أرى أن هذا التوجه وهذا الاسلوب طريق مبارك تشكر عليه وزارة الداخلية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وهذه ليست بأولى المسائل التي تقدم عليها الوزارة وتنفع شباب المجتمع.. لا شك ان هؤلاء الشباب ممن عبث الشيطان بأفكارهم وأضلهم عن جادة الصواب بحاجة الى من يرعاهم وشؤونهم ومن يقتلع من قلوبهم جذور هذه الأفكار وهي التفكير المنتهي بالتفجير وغير ذلك من الضلالات التي مع الأسف مُني بها المجتمع السعودي والمجتمع العالمي وتضرر منها القريب والبعيد.. وزاد: لا شك ان جلوس هؤلاء العلماء والمشايخ الفضلاء مع الموقوفين سيفتح باب الحوار مع الموقوفين وعليهم ان يتحملوا ما ينالهم في بادئ الأمر لأنه لا بد من التحمل لان دعوتنا تتسم بالحكمة كما قال جل وعلا {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} ويقول ايضا {ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن} هذا من باب أولى لعصاة الموحدين.

ودعا الشيخ الغيث آباء الموقوفين وأسرهم ان يضعوا شؤون ابنائهم ممن اطلقوا سراحهم بعد ان تم تطهيرهم ونصحهم وتوجيههم الى المحافظة عليهم لكي لا يقعوا مرة أخرى فريسة في أيدي رفاق السوء لان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (مثل جليس السوء كنافخ الكير أما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه رائحة سيئة.


وقاية ومكافحة وعلاج ومتابعة

ويقول أمين عام مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله المالك: حسنا فعل سمو وزير الداخلية ذو البعد الانساني والمعالجة الاسلامية التي تتبنى الاصلاح قبل العقاب, ومن خلال المعطيات السابقة اعتقد ان تطبيق مبدأ الاصلاح توجه من المؤمل ان يكون دواء.. عندما يتدخل نفر من المتخصصين في الشريعة والقانون وعلم الاجتماع والنفس والطب النفسي بعد رعاية الله ثم رعاية الدولة ستكون للمعالجة آثار ايجابية.. واضاف: هذه الفئة التي غُرر بها وادخلت دائرة الارهاب تحتاج منا الى وقفات ذات عمق استراتيجي لها محاور متعددة تبدأ بالوقاية ثم المكافحة ثم العلاج وأخيرا المتابعة.


أمانة المسؤولية

ويؤكد الرئيس العام السابق لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعيد ان برنامج وزارة الداخلية التوجيهي الشامل للموقوفين على خلفية الأحداث المؤسفة أمر يتفق مع روح الاسلام والأمانة التي تحملها وزارة الداخلية.. ووزير الداخلية حفظه الله ووفقه مهمته الاصلاح ذلك ان المسألة ليست انتقاما أو أن الانسان يقضي على خصمه بأي وسيلة من الوسائل بل باصلاحه وهذا أمر شرعي في أن الانسان ومهمته في الحياة ان يعمل على الاصلاح ولهذا ليس غريبا على سمو الأمير نايف ان تسلك وزارة الداخلية هذا النهج حبا منه للاصلاح حتى لمن حاد عن الطريق وارتكب بعض الأعمال المخلة كون وزارة الداخلية تعطف على مثل هؤلاء وتسعى لاصلاحهم وعلاج أفكارهم وتهيئة أنفسهم وبيان ان ما سلكوه في الماضي خطأ فهذا الذي يرجى.. الانسان اذا صلحت نيته واخلص فيما بينه وبين الله يرجى ان يقبل عمله وان يوفق لما يأتي من الأعمال.

وتابع فضيلته قائلا: الذين حدث لهم من غبش في الرؤية عليهم ان يعودوا الى الله ويقرأون ما ورد في الكتاب والسنة وما قاله علماء السلف رحمهم الله في قضية ان الانسان يبدأ بنفسه وان لا يخرج عن الأمور الشرعية.. اعتقد انه لو ادرك هؤلاء قوله تعالى {من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} اذا قتل النفس بغير حق يعادل قتل الناس أجمعين واحياؤها بحق كأنما هو احياء الناس جميعا.. لو ادركوها وادركوا اللطف الذي كان عند الصحابة رضي الله عنهم بل ان الذي حصل من الكثير منهم ثم لما تبوا وغفر الله لهم ما سلف من أعمالهم وما قيل انه من عمل عملا سيئا يجازي بسوء بل قد يجازى بالحسنى.. قضية الاسرائيلي الذي قتل تسعة وتسعين ثم اكمل من قال لا توبة له بالمئة ومع ذلك كانت له توبة.. هؤلاء اذا تابوا وانابوا يرجى ان يكون لهم خير ان شاء الله.. دائما الانسان اذا رجع عن ما كان عليه من مخالفات و سلك سلوكا حسنا قد يكون حتى بصيرته من انفذ بصيرة الذي من أول أمره مستقيم على خط واحد.


الأمن الفكري

ويقول وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لشؤون المساجد والدعوة الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري ان البرنامج التوجيهي الشامل الذي تقوم به وزارة الداخلية لمناصحة الموقوفين يؤكد ان الوزارة لا تتوقف عند القيام بالجهود الأمنية الميدانية بل انها تهتم بجانب الأمن الفكري وهي قد عودتنا على خطوات رائدة في جوانب عديدة ولا شك ان هذا تأكيد لسلامة المنهج الذي تنتهجه الدولة في حماية ابنائها من الانحراف الفكري ومن ذلك ما رأيناه من تعامل السلطات مع أصحاب الفكر الضال والمجموعات التي انحرفت عن الطريق السوي من خلال احتضانهم ومحاولة اعادتهم الى احضان المجتمع ليكونوا سواعد بناء لا سواعد هدم واخلال بأمن وطنهم ومواطنيهم.. واضاف: ولا شك ان هذا البرنامج الذي تنفذه وزارة الداخلية يعطي فرصة ذهبية للموقوفين المناصحين من أجل العودة الى طريق الحق فضلا عن انه يمثل حلم الدولة على هؤلاء برغم ما قاموا به واعتنقوه من افكار ضارة ومنحرفة تهدف الى زعزعة أمن البلاد والعباد.


منهج حكيم

ويشير وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد للشؤون الاسلامية الشيخ عبدالعزيز العمار ان علاج أفكار الموقوفين ممن تأثروا أو غرر بهم وابعادهم عن الحق منهج حكيم من قبل الدولة في فتح أبواب التوبة والرجوع الى الحق أمام هؤلاء ورعايتهم باعتبارهم جزءا من هذا المجتمع ولا شك اننا في هذا العالم لسنا معصومين من الأخطاء ولكن لا بد ان نتعرف على حقيقة الاسباب التي أدت الى وقوع بعض شبابنا في أتون الأفكار الضارة وعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه عندما حصل من الخوارج ما حصل وقبل ان يقاتلهم ارسل لهم ابن عباس رضي الله عنهما ليناصحهم وكما ورد في الحديث الصحيح (الدين النصيحة) وورد ايضا (انصر اخاك ظالما أو مظلوما) ولهذا فالأمة بعلمائها ومفكيرها مدعوة لان ترد هؤلاء الناس الى الحق بتوجيههم ومناصحتهم وارشادهم لانهم جزء من المجتمع.


حكمة وعقلانية

ويرى أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الدكتور صالح العائد ان خطوة وزارة الداخلية ونهجها في علاج أفكار الموقوفين ومناصحتهم وبيان الحق لهم تأكيد على عطف الدولة ورأفتها بهؤلاء الموقوفين من المغرر بهم أو الذين تأثروا بالفكر الضال وهي خطوة تقدر لسمو وزير الداخلية ورجاله في معالجة أخطر مشكلة تواجهها المملكة بحكمة وعقلانية وبعد نظر.. لا شك اننا سعداء بان يتولى سمو وزير الداخلية هذا الملف ولا شك ان ادراكه ان القضية ذات أبعاد فكرية تحتاج الى ان يسهم أهل الرأي والعلم والفكر والتخصص في معالجتها فهذا شيء ليس مستغربا فهو دائما ما يحث الجهات ذات العلاقة بالنواحي الفكرية الى المساهمة في معالجة هذه المشكلة التي أضلت بعض شبابنا ذلك ان المعالجة الفكرية عندما تسير جنبا الى جنب مع المعالجة الأمنية فانها تكون معالجة حكيمة ورصينة تجنب البلاد وقوع ما يخل بأمنها وفي نفس الوقت تعيد شبابنا الى جادة الصواب وطريق الحق.

ويقول المدير العام السابق بمؤسسة الحرمين الخيرية والتي -صدر قرار مؤخرا بحلها الشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل ان معالجة وزارة الداخلية لأفكار الموقوفين بالمناصحة والتوجيه والارشاد وجد قبولا واسعا لدى طلبة العلم والمشايخ والعلماء في بلادنا الغالية لان هؤلاء الشباب الذين غرر بهم وانضموا الى الفئة الضالة هم أبناء هذا المجتمع ومناصحتهم بردهم الى الطريق السليم بقناعة افضل من الاقتصار على المعالجة الأمنية والمعاقبة لان مسألة الارهاب وهي في الواقع الافساد في الأرض كما ورد في نصوص الشرع قام به الخوارج منذ زمن وهو لم ينقطع لكن بحسب ما تكون التوعية يقل أو يكثر وكلما كان النصح والارشاد الديني السليم وتوجيه الشباب فان الظاهرة ستقل أو تختفي ان شاء الله.. توجه وزارة الداخلية سلوكا انسانيا ممتازا وقويما وارجو ان يوسع نطاق الحوار مع شرائح الشباب الى أقصى درجة في المدارس والنوادي والمساجد.

تحياتي
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }