عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-12-2005, 05:43 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي إللي ما عنده شغل يتسلى ..!

مشاركة لفضيلة الشيخ الدكتور حاكم في مؤتمر في الأردن بهي بعض المعلومات التاريخية المهمة كما أنه يحلل الأوضاع برؤية شعبية مناهضة لرؤية الحكام - أجارنا الله وإياكم منهم – ارتأيت أن أنقله لكم عله يساهم في إيقاظ البعض من سباته .

العلاقات العربية الأوربية في ظل النفوذ الأمريكي

بقلم د. حاكم المطيري

الأمين العام لحزب الأمة ـ الكويت

تواجه العلاقات العربية الأوربية في الفترة الحالية تحديات كبيرة، وتبعات خطيرة،بسبب تنامي النفوذ الاستعماري الأمريكي في العالم العربي خاصة،وفي منطقة الشرق الأوسط الإسلامي عامة،بعد احتلال الولايات المتحدة ـ وبدعم من حلف الأطلسي وأوربا ـ لكل من أفغانستان بدعوى مكافحة الإرهاب،والعراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل فيها،ومازالت هاتان الدولتان تشهدان إلى اليوم حرب تحرير شعبية ضد الوجود الأجنبي فيهما،وقد تستمر هذه الحرب عدة سنوات،وقد ألقت هاتان الحربان بظلالهما القاتمة على العلاقات العربية الأوربية،خاصة بعد تفجيرات مدريد ولندن،وما ترتب عليها من تداعيات زادت من حدة السخط الشعبي في كل من العالمين العربي والغربي،وتنامي موجة العداء والكراهية من كل طرف تجاه الطرف الآخر،هذه الفجوة التي ما كان لها أن تزداد على هذا النحو الخطير لولا السياسات الحكومية الغربية تجاه المشروع الاستعماري الأمريكي في المنطقة،والتي لا يمكن التخفيف من آثارها دون معالجة موضوعية لجذور المشكلة،التي يمكن تحديد أسبابها بالتالي:

أولا: حالة الارتهان الأوربي للنفوذ الأمريكي:

فما تزال دول أوربا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية في حالة ارتهان ـ على تفاوت درجاته ـ للنفوذ والقرار السياسي الأمريكي،الذي كان له اليد الطولى في تحرير أوربا من الاحتلال النازي،كما لا تزال أوربا في حاجة إلى قدرات الجيش الأمريكي لحمايتها من الأخطار الخارجية من جهة،ولتأمين مصالحها في المناطق الحيوية كالمنطقة العربية التي تمثل الشريان العالمي للنفط،ولكثير من المواد الخام الضرورية للاقتصاد الأوربي من جهة أخرى،وهو ما يجعل أوربا اليوم أسيرة للنفوذ الأمريكي ومواقفه،مهما كانت تلك المواقف متعارضة مع سياسات دول أوربا وتوجهات الرأي العام فيها،ومصالح دولها وشعوبها! وقد عبر الرئيس الألماني عن ذلك باعترافه بأن الرئيس الأمريكي الحالي في حربه على العراق إنما يقود العالم لحروب دينية مجنونة، وأنه أسير لرؤاه الدينية!

ولم يعد يخفى على السياسيين والمفكرين والمتابعين مدى تنامي نفوذ التيار المسيحي الصهيوني المتطرف في الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة،والذي بات يقود أمريكا وأوربا من ورائها لخوض حرب صليبية جديدة،تشترك في دعمها القوى الرئيسة المؤثرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة،تلك القوى المتمثلة بـ:

1- اللوبي الصهيوني الذي يشكل قوة ضغط سياسية واقتصادية وإعلامية وانتخابية مؤثرة في سياسة البيت الأبيض.

2- واللوبي الرأسمالي للشركات العالمية،كشركة هالي بيرتون التي ثبت أن نائب الرئيس الأمريكي ديك شيني عضو في مجلس إدارتها،والتي تحصد المليارات من حربي أفغانستان والعراق،وغيرها من شركات صناعة وتجارة الأسلحة،التي لا تعيش ولا تنتعش إلا في أجواء الحروب والدمار!

3- واللوبي الكنائسي البروتستانتي الأمريكي الذي يبلغ أتباعه نحو ستين مليون عضو في الولايات المتحدة،ويشكل قوة مؤثرة في الرأي العام الأمريكي.

وقد اجتمعت مصالح هذه القوى الثلاث في هذه الحرب الاستعمارية:

فالدعم الرأسمالي من أجل السيطرة على منابع النفط والتحكم في الأسواق العربية والعالمية. والدعم الصهيوني لتأمين الوضع العسكري لصالح إسرائيل، والضغط باتجاه إخضاع دول المنطقة كلها للنفوذ الإسرائيلي.

والتأييد الكنائسي لدعم أنشطة التبشير في المنطقة كما يجري حاليا في أفغانستان والعراق حيث تشهدان نشاطا تبشيرا محموما،يكشف عن بعض أبعاد الحرب الجديدة القديمة على العالم الإسلامي والعربي ويفضح أهدافها.

ومع ذلك كله لم تجد أوربا بدا من الدخول في هذه الحرب الصليبية كما أعلنها بوش ـ مرارا ـ بمشاركة جيوش حلف الأطلسي في أفغانستان،ثم في العراق،تحت اسم قوات متعددة الجنسيات،ليعود الاحتلال الأوربي للعالم العربي والإسلامي من جديد بمساعدة الجيش الأمريكي،وكما احتلت بريطانيا وفرنسا العراق وسوريا،في الحرب العالمية الأولى،عادت اليوم لتحتل العراق،وتهدد سوريا،وبنفس الذرائع،كما وردت في البيان البريطاني الفرنسي المشترك المنشور في 9/11/1918 والذي جاء فيه ـ كما في الوثائق البريطانية الخاصة بالجزيرة العربية 5/499 ـ بأن الهدف من دخول القوات المشتركة في العراق وسوريا هو تحريرها من الظلم العثماني،وإقامة أنظمة وطنية ديمقراطية،وتحرير شعبيهما،وتنمية اقتصاديهما،وتشكيل حكومات وطنية تدير شئونهما!

وهو الشعار نفسه الذي رددته حكومتا بوش وتوني بلير في حربهما على العراق!

ثانيا:غياب الإرادة الشعبية العربية الحرة الموحدة:

فالمنطقة العربية ما تزال تعيش إشكالية الخريطة الاستعمارية البريطانية الفرنسية منذ الحرب العالمية الأولى،ومنذ اتفاقية سايكس بيكو،وما زالت شعوب العالم العربي تدفع ضريبة تلك الفترة الاستعمارية،وتعيش آثارها إلى اليوم،بفقدانها وحدتها القومية الطبيعية،وحيلولة أوربا الاستعمارية آنذاك،ووريثتها في المنطقة أمريكا الآن،دون قيام أي وحدة عربية،ووأد أي أنظمة عربية ترفض الهيمنة الغربية على المنطقة،ودعم الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية على حساب حرية شعوب المنطقة العربية وسيادتها واستقلالها،كدعم فرنسا للنظام العسكري في الجزائر،ودعم الولايات المتحدة للأنظمة الملكية والعسكرية الاستبدادية في كل من مصر وتونس والمشيخات في الخليج وغيرها من الحكومات التي لا تمثل شعوبها بقدر ما تمثل مظهرا من مظاهر الاستعمار الأجنبي الذي أقامها،ورسم حدودها منذ الحرب العالمية الأولى،والذي مازال يرعاها،وما زال المؤثر الرئيس في أوضاع المنطقة العربية كلها،خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي،وقد صرح الرئيس الأمريكي بوش بأن الولايات المتحدة هي التي كانت تدعم الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي منذ ستين سنة!بل وما زالت تدعمها بكل قوة إلى اليوم،وهي الحقيقة التي يعرفها ويعيشها ثلاثمائة مليون عربي منذ ستين سنة!

وهذا ما جعل الفجوة بين شعوب العالمين العربي والأوربي الغربي تزداد اتساعا وعمقا،مهما حاولت دول أوربا رفع شعارات دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان،التي لم تعد في نظر المواطن العربي سوى شعارات زائفة تهدف إلى عودة الاستعمار العسكري والاقتصادي من جديد بنفس الحجج والذرائع القديمة!

ثالثا: تجاهل أوربا للأسباب الموضوعية للأزمة:

فمع أن الروابط التي تربط العالم العربي بالعالم الأوربي الغربي التي يمكن أن تساهم في تعزيز العلاقات بينهما أكثر من الروابط التي تربط بين العالم العربي وشعوب الشرق الأقصى ـ كالصين واليابان مثلا،التي لا يكاد يوجد أي إرث عدائي بينها وبين شعوب العالم العربي،بخلاف الحال مع أوربا ـ حيث التجاور الجغرافي بين الدول العربية والأوربية،ووجود القيم الدينية المشتركة بين الإسلام والمسيحية،وحيث المنطقة العربية هي مهد الديانات السماوية كلها،وموطن مقدساتها،ومنبع حضاراتها،كما تمثل المصالح الاقتصادية والتجارية حجر الزاوية في العلاقات بينهما،إلا أن كل تلك العوامل والروابط المشتركة غير قادرة على معالجة الأزمة الحالية والتخفيف من تداعياتها،بسبب غض الجانب الأوربي الطرف عن أسباب العداء الرئيسية التي ازدادت حدة منذ إعلان الحرب على أفغانستان والعراق!

ولن تستطيع أوربا أن تحقق أمنها واستقرارها ونموها على حساب جيرانها العرب،ولن تضمن الولايات المتحدة بقوتها العسكرية تحقيق الأمن لها في الوقت الذي يعيش العالم العربي الحرب والتدمير والقتل والتشريد في فلسطين والعراق،على يد الجيش الأمريكي والإسرائيلي بدعم عسكري ولوجستي ومادي من أوربا!

كما تعيش أكثر شعوب العالم العربي تحت قهر أنظمة دكتاتورية، تصادر أهم الحقوق والحريات الإنسانية والدستورية لشعوبها ومواطنيها، بدعم وتحالف بينها وبين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوربية!

ولا يمكن معالجة هذه الإشكالية ما لم تكن أوربا قادرة على المصارحة والمكاشفة ونقد الذات والاعتراف بجذور الأزمة التي كانت وراءها منذ الحرب العالمية الأولى إلى اليوم،ابتداء من استعمار العالم العربي،ثم تقسيمه،ثم الحيلولة دون وحدته،ودعم الأنظمة الدكتاتورية الحليفة لها،والتدخل في شئون شعوبه للحيلولة دون تغيير واقعها نحو مستقبل أفضل.

رابعا:خطر تنامي النفوذ الأمريكي الاستعماري:

ففي ظل العجز العربي الحكومي عن الوقوف أمام المشروع الاستعماري الأمريكي،وارتهان الموقف الأوربي للقرار الأمريكي،واندفاعه خلفه تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ـ قبل تحديد معنى الإرهاب الذي تُشن الحرب الصليبية الجديدة للقضاء عليه ـ أصبح ازدياد النفوذ الأمريكي في المنطقة سبب أزمة،ومصدر خطر مؤكد على الطرفين العربي والأوربي،حيث يدفعان ثمنه باهظا باتساع الفجوة بينهما،وازدياد الشعور في أوساط شعوبهما بالعداء والحقد،بسبب الحروب الاستعمارية الصليبية الجديدة التي تشنها الولايات المتحدة وأوربا خلفها على العالم العربي والإسلامي،للسيطرة عليه بدعوى الحرب على الإرهاب،وردة الفعل العنيفة التي نتجت عن هذه الحرب،حتى صارت أوربا نفسها مسرحا لعمليات الانتقام،وأصبحت تعيش فزعا أمنيا لم تكن تعيشه من قبل تورطها في هذه الحرب الاستعمارية.
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات