عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 16-12-2005, 11:51 AM
aaidoon aaidoon غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 46
إفتراضي

3 – في الوقفة الثالثة تبث المفكرة رسالة إلى القارئ تقول:
--- مجاهدو القاعدة يخططون لقتل المسلمين ويقتلونهم دون أي شعور بالأسف أو الحزن.

إلا أن المفكرة عجزت عن تقديم أي دليل أو حجة ولو من تلفيقها المعتاد. فلجأت إلى الضرب على الوتر الحساس، على مشاعر المسلمين تجاه من فقدوا في العملية. فقالت المفكرة إن وصف الغزوة بالمباركة لا يراعي مشاعر المسلمين المحزونين.
هكذا تقول المفكرة ... مع أن كل غزوات المسلمين المباركة في تاريخهم ينتابها مشاهد من الحزن والأسى على فقدان الأحباب ممن قتل في المواجهة أو خطأ أو تبعا. ولم يمنع الحزن المسلمين من وصف غزواتهم بالمباركة ولم يعترض أحد على ذلك.

ثم تنهي المفكرة مقالها بدس شيء من سمها، فتنعت الغزوة بالمجزرة – على استحياء وسط جملة لا يكاد يعيرها القارئ أي اهتمام.
مجزرة من كانت تلك أيها المفكرة العظيمة؟
لا شك أنها كانت مجزرة أعداء الله من كل أجناسهم. ولم تكن مجزرة للمسلمين – بكل المقاييس.
أعميت المفكرة عن المجازر الحقيقية للمسلمين في كل مكان؟
أم عميت عن مجازر النظام الأردني في حق كل من نطق بكلمة حق؟
وهل عميت عن التفريق بين المجزرة والقتل غير المقصود.
ما هكذا يكون الإعلام أيتها المفكرة. ... بل يكون بإيصال الحقيقة كما هي بلا تغيير ولا تشويه.
فالقتل غير المقصود ليس جريمة – في كل الأعراف.

أما ما تفعليه أنت أيها المفكرة من تلبيس الحق بالباطل فهو جريمة حقا.


4 – في الوقفة الرابعة، تعلنها المفكرة بدون تحفظ:
--- أوقفوا الجهاد. لأنه لا يحقق ما نرجوه من نتائج ولأن مضاره أكثر من منافعه ولأنه يحرش على المسلمين أنظمتهم القمعية.

أقول: أما طريقة استدلالها على ما تلمح في هذه الوقفة فعجيبة غريبة، أوقعتها في أشد المآزق وأوردتها المهالك وحملتها ما لا تطيق. انظروا معي:

تقول المفكرة: " ذكر البيان أن صحيفة لوس انجلوس تايمز ذكرت – كرد فعل على الحادث – أن جهاز المخابرات الأردنية أصبح الحليف الأقوى للسي آي إيه على مستوى المنطقة"،

أما النص الأصلي لبيان القاعدة فهو: "ذكرت صحيفة لوس أنجلس تايمز أن جهاز المخابرات الأردنية أصبح الحليف الأقوى لوكالة المخابرات المركزي الأمريكية و الأكثر فعالية على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأكملها فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب و هي نفس المنزلة التي كان يحتلها جهاز المخابرات الإسرائيلي في السابق و أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الأردن و الولايات المتحدة قد حدث بينهما تعاون وثيق في مجال استجواب العناصر المشتبه فيها بالإرهاب "

أقول: من أين أتت المفكرة بجملة (كرد فعل على الحادث) التي تغير المعنى برمته وتقلب الاستدلال إلى نقيضه.
كيف؟
فبعد أن كان تحالف الأردن مع أمريكا من أسباب استهدافه بعملية عمان، أصبحت هذه العملية هي السبب في توطيد التحالف بين استخبارات الأردن وأمريكا.
هل رأيتم كيف يقلب الاستدلال إلى عكسه بجملة اعتراضية واحدة وبلمسات تلبيسية ممن يتاجرون بذلك؟
ومن قرأ تحليل صحيفة لوس انجلوس تايمز –وهو منشور في هذا المنتدى- يفهم أن الصحيفة تحاول شرح أسباب استهداف الأردن من طرف مجاهدي القاعدة، وتقرر أن من بين تلك الأسباب التحالف القوي بين جهازي استخبارات البلدين في الحرب على الإرهاب (الإسلام).
أقول: وهذا ما نقله بالضبط بيان القاعدة.
أما المفكرة فحرفت وشوهت النص، فقررت أن الأردن أصبح بفعل هذه التفجيرات، الحليف الأول لأمريكا في حربها على الإرهاب(الإسلام).
وهكذا تلبيس المفكرة المتكرر. تريد أن تقنع المسلمين بأن القاعدة هي السبب في تسلط الأنظمة على المسلمين والإسلاميين. تقوله كذبا وزورا كما بينت لكم.
أما عن الجهاد، فقد شرقت المفكرة وغربت دون أن تذكره بالاسم ... واكتفت بالتلميح عبر ذكر نتائجه الكارثية المكرهة.
فهل من قتال دون دماء وأشلاء وإفساد مال وإزهاق أرواح ؟

هبوا إلى جهادكم أيها الإخوة، فهؤلاء لا يريدون جهادا.

يتبع ...