هذا الذي يحدث 11
هذا الذي يحدث
11
مضى أكثر من ثلاث سنوات لم يفتح فيها كتابا ... لم يخط فيها خطا بإستثناء تقارير العمل ... لقد إكتضت نفسه وثقلت وتشتت فكره ، فما الحل لتنقيتها وإعادتها لتوازنها ؟
الكتاب صديقه المثالي الدائم .. فارقه منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات .. أقلامه ، كراريسه... ماذا بقي له لتستمر الحياة جميلة هانئة....؟
لم يكن وحيدا في البيت ولا في المجتمع.. لكنه يعيش وحيدا .. في ذلك البيت الكبير... بينما يزدحم الناس في الأرض. ورغم أنه ليس ثريا إلا أنه يعيش في بيت كبير . يكفي أنه يحتوي على غرف كثيرة تزيد عن حاجته وحاجة أسرته فالبيت مصمم على أساس إيواء أكثر من أسرة ... وهكذا كان يحدث نفسه ويدفعها للورق ... لتقرأ ، لتتمخض ، لتلد... محاولا دفعها في تكوين موضوع يملأ بعض الأوراق المتناثرة حوله..... لكن دون جدوى .. فهو من الجيل الذي يستكثر على نفسه حتى الهواء...
ظلمة حالكة تنتشر حوله ...خافتة ... معلنة قدوم الليل ...وهنا يتحرك الإحساس بطلب النور.. فيتساءل لماذا لا تصير حياته مليئة بالنور والطموح والأمل ..؟
يتجه نحو الجهاز المرئي فإذا بإحدى المحطات الفضائية تخرج عليه لتحدثه عن رحلة الأحلام... تلك الفضائية التي أهداها له شقيقه بمناسبة نجاح إبنه الأكبر في الشهادة الثانوية منذ ما يربو من عقد من الزمن...
رحل شقيقه فإنتهت السعادة برحيله وإنتهى الفرح وتلاشت الرغبة في المواصلة لبلوغ أي هدف أو حتى الرسم لأي هدف ....فقد كان ذراعه الذي يتكــــــــــيء عليه وحزامه الذي يتمنطق به ...
هجره الأهل والأقارب ، فبقي مع الحزن والسأم ، وحده . حتى أن إحساسا أضحى يداخله بين حين وآخر بأنه سيموت قريبا ويلحق به...
وهنا يبرز سؤال بين الفكر والضمير والنفس... هل وصل به القنوط إلى هذه الدرجة؟!
وجاءت الأجوبة متتالية منهم....إبحث عن الحقيقة.!!!
إن ديوجين الفيلسوف اليوناني أشعل شمعة في وضح النهار وخرج في عز الظهر بها في زقاق أثينا.... ، ولما سألوه ، رد عليهم أنه يبحث عن الحقيقة ! فقالوا إنه مجنون.!
البحث عن الحقيقة في وضح النهار على ضوء شمعة أمر محير حقا!.
مسح العرق المتصبب على وجهه بحركة كاسلة متنهدا وهو يقول ، لا أستطيع القراءة... لا استطيع الكتابة ، لم أعد أقدر على الإستيعاب... ستموت أوراقي جوعا ، ويموت قلمي عطشا .
وتمر الأيام ثقيلة .. حزينة .. بلا فائدة ... فراغ رهيب .. سرعان ما طفق يشعره بالموت البطيء ، فالأيام تزداد ثقلا رغم عددها المحدود..
حزن حقيقي . إن المرء يحزن بعفوية أولا ، ثم يدرك أنه حزين فعلا في المرحلة الثانية من الحزن ، وهذا يكون في حالة الحزن العميق. أما الحزن العادي فيبدأ عاديا ثم ينتهي مثلما إبتدأ....
أما الحزن العميق فيبدأ عميقا لينتهي عميقا كذلك.
مضى أكثر من ثلاث سنوات لم يفتح فيها كتابا ... لم يخط فيها خطا بإستثناء تقارير العمل ... لقد إكتضت نفسه وثقلت وتشتت فكره ، فما الحل لتنقيتها وإعادتها لتوازنها ؟
الكتاب صديقه المثالي الدائم .. فارقه منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات .. أقلامه ، كراريسه... ماذا بقي له لتستمر الحياة جميلة هانئة....؟
لم يكن وحيدا في البيت ولا في المجتمع.. لكنه يعيش وحيدا .. في ذلك البيت الكبير... بينما يزدحم الناس في الأرض. ورغم أنه ليس ثريا إلا أنه يعيش في بيت كبير . يكفي أنه يحتوي على غرف كثيرة تزيد عن حاجته وحاجة أسرته فالبيت مصمم على أساس إيواء أكثر من أسرة ... وهكذا كان يحدث نفسه ويدفعها للورق ... لتقرأ ، لتتمخض ، لتلد... محاولا دفعها في تكوين موضوع يملأ بعض الأوراق المتناثرة حوله..... لكن دون جدوى .. فهو من الجيل الذي يستكثر على نفسه حتى الهواء...
ظلمة حالكة تنتشر حوله ...خافتة ... معلنة قدوم الليل ...وهنا يتحرك الإحساس بطلب النور.. فيتساءل لماذا لا تصير حياته مليئة بالنور والطموح والأمل ..؟
يتجه نحو الجهاز المرئي فإذا بإحدى المحطات الفضائية تخرج عليه لتحدثه عن رحلة الأحلام... تلك الفضائية التي أهداها له شقيقه بمناسبة نجاح إبنه الأكبر في الشهادة الثانوية منذ ما يربو من عقد من الزمن...
رحل شقيقه فإنتهت السعادة برحيله وإنتهى الفرح وتلاشت الرغبة في المواصلة لبلوغ أي هدف أو حتى الرسم لأي هدف ....فقد كان ذراعه الذي يتكــــــــــيء عليه وحزامه الذي يتمنطق به ...
هجره الأهل والأقارب ، فبقي مع الحزن والسأم ، وحده . حتى أن إحساسا أضحى يداخله بين حين وآخر بأنه سيموت قريبا ويلحق به...
وهنا يبرز سؤال بين الفكر والضمير والنفس... هل وصل به القنوط إلى هذه الدرجة؟!
وجاءت الأجوبة متتالية منهم....إبحث عن الحقيقة.!!!
إن ديوجين الفيلسوف اليوناني أشعل شمعة في وضح النهار وخرج في عز الظهر بها في زقاق أثينا.... ، ولما سألوه ، رد عليهم أنه يبحث عن الحقيقة ! فقالوا إنه مجنون.!
البحث عن الحقيقة في وضح النهار على ضوء شمعة أمر محير حقا!.
مسح العرق المتصبب على وجهه بحركة كاسلة متنهدا وهو يقول ، لا أستطيع القراءة... لا استطيع الكتابة ، لم أعد أقدر على الإستيعاب... ستموت أوراقي جوعا ، ويموت قلمي عطشا .
وتمر الأيام ثقيلة .. حزينة .. بلا فائدة ... فراغ رهيب .. سرعان ما طفق يشعره بالموت البطيء ، فالأيام تزداد ثقلا رغم عددها المحدود..
حزن حقيقي . إن المرء يحزن بعفوية أولا ، ثم يدرك أنه حزين فعلا في المرحلة الثانية من الحزن ، وهذا يكون في حالة الحزن العميق. أما الحزن العادي فيبدأ عاديا ثم ينتهي مثلما إبتدأ....
أما الحزن العميق فيبدأ عميقا لينتهي عميقا كذلك.
|