الموضوع: هذا الذي يحدث
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 23-12-2005, 08:43 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 13

هذا الذي يحدث
13
ما أجمل الحياة حينما تكون ربيعا متواصلا مثمرا....

إن الفرد قد يقضي زمنا طويلا من عمره في ممارسة نشاط ما ، دون أن يعيش كريما ... أو يقوم بعمل بارز يرفع من شأنه ، وقد يبقى عاطلا تماما ، مما يجعله يكره وجوده بسبب تهميشه ، رغم كدحه بلا فائدة ... ولكن فجأة وفي فترة وجيزة جدا قد يصعد إلى الدرجات العلى في السلم الإجتماعي أو الوطني وبكل شرف وأمانة فيصير ناجحا أو مبدعا أو ثريا و يلمع إسمه ...

إن إكتساب القدرة على التحمل هي الطريق إلى النجاح.. الأمور تسير بمقاديرها ، وإذا ما طغت هذه القناعة لدى الإنسان فإنه سيقبل قدره كما هو، وهو في منتهى القناعة والراحة...فالناس تتحمل هموم أمة كل يوم من الربع الخالي إلى المربط البالي وهي بحجم الجبال ... فكيف لا يتحمل الإنسان همه الخاص...

الحياة لا بد أن تبتسم يوما ما .. ومهما إشتدت قسوتها وطالت فالموت ليس بإرادة الإنسان ، إنما هو بإرادة الواحد القهار...

وحده يلوذ بوحدته ، ففي الوحدة قد يجد الإنسان نفسه الضائعة... رغم سأم الجلوس والتمدد .. والإتكاء . وبمرور الأيام بدأت الجراح تندمل .... وصار يقرأ بحرية ويعمل بنجاح لأيام محدودة سرعان ما انقضت ليبرز جرحا جديدا ... يندمل ببطء شديد.... الأيام الجميلة تمر دائما بسرعة فائقة .. فيحاول خلالها كسب الثقافة فيكون حاضرا في كل مناسبة خاصة أو عامة.. يصارع الأيام العصيبة حتى لا تصبح عادة مألوفة في كل مراحل العمر...

وإتخذ قرارا حاسما صادقا .... الإنطواء ، الإنفراد ..القراءة يمارسها بمفرده ، متابعة المرئية وبرامجها على مختلف المحطات الفضائية يتابعها بمفرده.... رياضته يمارسها بمفرده ... حتى شراء إحتياجات أسرته يقوم بها بنفسه وبمفرده إلا فيما ندر حيث تشاركه شريكة أيامه... يحاول أن يزيح من طريقه الفشل مثلما يتمنى الكثيرون .. فقد آن الأوان لحسم الأمور والكف عن الأحزان.. لقد مضى على موت شقيقه ثلاث سنوات ... وقد إرتاح وهو يأخذ مكانه في السماء... ذلك الشقيق الذي كان يرى فيه الإنسان القادر على إبراز إمكانياته في كل ميدان يميل إليه... وذلك بالحصول على المستوى المناسب من الثقافة والمعرفة...

هذا دليل الخروج من الأزمة والشعور بالرضا والنجاح في التغلب على الإحساسات الأليمة المحزنة والخروج من دائرة القنوط ... أما إيقافه عن العمل فهو صورة من صور الحاضر التي تعاني منها أغلب المجتمعات .... فكم من مظلوم في السجن ... وكم من عالم في الخفاء ... وكم من مجرم طليق وكم من جاهل في الثريا...

لقد توفي شقيقه إثر نوبة قلبية أتت عليه وهو على فراشه من سلوك أفراد أسرته ... فهو يعيش في مجتمع له تقاليده وعاداته وسلوكه المختلف عما تبرزه الفضائيات التي أثرت بشكل كبير في سلوك أفراد الأسر العربية... فكانت هذه المحطات وبالا عليها. لقد كان عظيم الفرح حينما يحقق هدفا ماديا... وهو عندما يفرح لا يستطيع أحدا أن يضع حدا لفرحه لعاطفته الجياشة وشعوره الرقيق... ولما يمتاز به من إحساس مرهف... لذلك لم يتحمل الصدمة... فمات.

موت شقيقه أمات فيه طاقات كثيرة فأصيب بالعجز... في هذه المرحلة من مراحل العمر...

ما أجمل الحياة حينما تكون ربيعا متواصلا مثمرا....
الرد مع إقتباس