الموضوع: هذا الذي يحدث
عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 23-12-2005, 08:54 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 17

هذا الذي يحدث
17
حين يصبح الإنسان مشلولا في وعيه ، مشلولا في درايته ، مصدوما في حقه ... أمام إتجاه معاكس لوجوده كإنسان سوي ، وبكل أشيائه ورغباته وأمانيه كإنسان سوي ... فليس أمامه إلا أن يقع صريعا وضحية تحت سياط الحذاق وجلد الظالمين . في الوقت نفسه يصاب حينذاك بالإختلال و إفتقاد التوازن الذي يشكل مدلوله الإنساني في هذه الدنيا وفي هذا الكون ، فيفتقد صفة إنتسابه للإنسانية السوية ويتحول إلى شيء آخر ، غير الإنسان ، حيث تتحول الطيبة إلى وهم كبير وستار واهم ومضلل... ومع ذلك سيبقى الإنسان الإنسان وسينتهي الإنسان غير الإنسان رغم سيطرة هذا الأخير على كل الأمور ولعلها تلك هي البداية للمشكل وللمعاناة بين الإنسان الإنسان و الإنسان غير الإنسان...
ولأنهم بشر حقا ، تغلفهم وتلفهم سذاجة البراءة وعوز الجهل وقهر السلطة شأنهم في ذلك شأن باقي البشر ، وحتى يكون الأمر أكثر وضوحا ، مجموعة شعوب العالم الثالث . والذي قسم إلى عالم نامي وعالم غير نامي و عالم في طريقه للنمو ... ولهذه الأسباب مع أسباب أخرى كثيرة لا تحصى ولا تعد ويطول سردها وشرحها ، خرجت الفضيلة بسموها وإستقامتها ومثالياتها فكانت وبالا في محيط تبسط الرذيلة فيه يدها عبر شخوصها على الأفاضل....
ولأنهم أفاضل ، وتغلفهم براءة ساذجة وقع الأفاضل بين براثن الرذلاء والحذاق وإنطلت عليهم مسرحية الإلتزام والفضيلة ...وحين إستيقظوا و إنتبهوا من غفوتهم وجدوا أنفسهم في حلبة الخيانة وعدم الإخلاص... وأن يدفعوا ثمنا غاليا لفضيلتهم التي تحولت إلى رذيلة ... وتقديمهم قرابين وضحايا للحذاق ... سلسلة طويلة بلا نهاية وعلى صور ووضعيات ومساحات متنوعة ومختلفة ... فليس الضحية من يصعقه الرصاص فحسب وإنما الضحية من يقتله غبن الحياة وتسحقه وتطحنه علاقاتها الظالمة المزيفة ... ولأن الأفاضل طيبون دائما بطبيعتهم .. وبسطاء في عيشهم فهم يعيشون الحياة تحت عتمتها المظلمة والمنزوية ...... ويموتون وينتهون كذلك في صمت وسكون و لا بأس أن يقول عنهم الحذاق ... إنهم أفاضل.
الرد مع إقتباس