الموضوع: هذا الذي يحدث
عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 23-12-2005, 08:56 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 18

هذا الذي يحدث
18
إن الضمير خاصة من خصائص الفرد ، يأمره بالخير وينهاه عن الشر ، ويصده عن الظلم والأذى ، فيصير للضمير وجوه كثيرة.

إن الجماعة لا ضمير لها ، فهي مدفوعة إليه في غير رويّة ولا تدبر ولا شعور بعواقب ما تأتي من الأمور أو تدع ، كأن كل فرد من أفرادها ينسى ضميره حين يلقى نظرائه وكأن شيئا آخر غير مركب في الأفراد المجتمعين من ملكة العقل ، والضمير هو الذي يسيرهم ويسيطر عليهم في كل ما يقدمون عليه.
فهل هذه حقيقة ... وهل هذا حق ؟ أم أن الحق شيء آخر ؟
وهو أن للجماعة ضميرا إجتماعيا كما يقول المتخصصون في علم الإجتماع ، له طبيعة أخرى غير طبيعة الضمير الفردي، كما أن للجماعة نفس أخرى غير نفس الفرد. وهذا ما يقوله علم النفس الإجتماعي أو سيكولوجية الجماعات كما يسميها المتخصصون في علم النفس. أم الحق هو أن ضمير الفرد يخرج عن طوره في الجماعة وينتقل منه إلى طور آخر ، ويتشكل بشكل آخر يفرضه وجوده مع نظرائه ؟ وذلك لأن الفرد في الغالب الأعم يخرج عن طوره في الجماعة وينتقل منه إلى طور آخر ويتشكل بشكل آخر يفرضه وجوده مع نظرائه أو لأن الفرد ينسى فرديته حين يختلط بأمثاله ولا يستبقي من هذه الشخصية إلا القليل واليسير و أعجزها عن المقاومة.!!!

من هنا هل يمكن القول من أن الجماعة مجردة من الضمير ؟. إنه لا يعتقد ذلك . لكنه يعتقد أن الجماعة مجردة من الضمير الفردي ، هي تتأثر بضمير آخر مشترك يقدر الخير والشر والخطأ والصواب على نحو يخالف النحو الذي يقدر به الضمير الإجتماعي لتلك الأشياء.
فما يحدث في الكون الآن من حروب ومعارك وإختلافات ومفاوضات سلمية ونداءات لقطع دابر الإرهاب ونداءات أخرى لقطع دابر الإمبريالية الخ..... رؤى مختلفة فكل يرى بمنظوره . جماعة ترى بضمير أن ما يسمى إرهاب لدى جماعة هو دفاع مشروع لدى جماعة أخرى ، والمثال ما يحدث في فلسطين وأفغانستان والعراق ..... والعكس ما يحدث في أمريكا من تفجيرات لبرجي التجارة العالمية ، حيث ترى جماعة أخرى أن هذه التفجيرات إرهابا... ورأت جماعات أخرى بتلك الرؤية.

فحينما أعلنت أمريكا الحرب على أفغانستان لإقتلاع جذور الإرهاب في رأيها تغيرت الرؤية لدى عدد من الجماعات حتى تلك التي كانت متعاطفة معها، حيث تغيرت ضمائر الجماعات من مؤيد ورافض ومحايد ، ناهيك على ضمير الفرد....

من هنا يمكن القول أن الضمير مقصور على الفرد وأن الجماعة لا ضمير لها ، ولكن الشيء المحقق أن ضمير الجماعة يدخل الفرد في النفاق....وهو عكس رؤية أحبار اليهود خبراء الرياء والنفاق في الأرض والذين يروا أن الإثم الذي تقترفه الجماعة لا عقاب عليه ، لأنه موزع بين أفراد الجماعة ....

لكن الأكثر إثارة للعجب أن بني البشر في غالبهم يتفاخرون بمثل هذا السلوك ، حتى أن هناك من يقول بإجازة الكذب في المصالح إستنادا لما يتاح من ذلك من إصلاح للنفوس ، حتى أصبح المبدأ المشهور " الغاية تبرر الوسيلة" سائغا في العلاقات المختلفة بما فيها الدين نفسه . فصار الكثير من الناس يقدم كارها على الإثم وراغبا فيه وعلى كافة المستويات. .. خاصة منها القيادية ... كل هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الفرد سيطرأ على عقله ونفسه وضميره عدم التدبر والتأمل وتعمق التفكير.... فخرج من مسلكه السوي الذي يجب أن يسلكه .. ونسي أن له عقلا حيا يستطيع أن يفكر وأن يتدبر وأن يقول على ذلك كله ... نعم أو لا. وهذا ليس بالشيء القليل.

ويعود ليسأل ، هل الضمير خاصة من خصائص الفرد وأن الجماعة لا ضمير لها ؟؟؟؟!!!
الرد مع إقتباس