عرض مشاركة مفردة
  #112  
قديم 26-12-2005, 02:46 AM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي

نقلت لكم عن الحلال والحرام........

بسم الله الرحمن الرحيم

وجهة النظر في الحياة عندالمسلمين هي الحلال والحرام

1 - النظرة الى الحياة او ما يسمى بالايدلوجية تتحكم في سلوك الانسان تحكما تاما لانها تشكلت من العقيدة اي من التصديق الجازم بافكار معينة عن الحياة، والانسان بطبعه يقوم باعماله لصالحه اي لجلب المنفعة له ودفع المضرة عنه وهذا لا خلاف فيه بين البشر لانهم قد فطروا على ذلك ولكنهم نظرتهم الى المصالح تختلف باختلاف وجهة النظر في الحياة وتبعا لتغيرها تتغير نظرة الانسان الى المصالح، اما من اي شيء تتكون نظرته الى المصالح فانها تتكون من حكمه على افعال الانسان وعلى الاشياء المتعلقة بها فما حكم عليه بانه حسن اقدم عليه واعتبره منفعة وما حكم عليها بانه قبيح ابتعد عنه واعتبره مضرة فاعتبار المصالح انما هو بالحكم على الافعال والاشياء فهذا الحكم على الافعال وعلى الاشياء لمن هو ! هل هو للعقل ام للشرع ؟ فان كان للعقل فان اعتبار المصالح لا بد وان يترك للعقل وان كان للشرع فان اعتبار المصالح يجب ان يكون للشرع لان المقصود من اصدار الحكم هو تعيين موقف الانسان اتجاه العقل هل يفعله ام يتركه ام يخير بين فعله وتركه وتعيين موقفه تجاه الاشياء المتعلقعة بها افعاله هل يأخذها ام يتركها ام يخير بين الاخذ والترك وتعيين موقفه هذا متوقف على نظرته للشيء هل هو حسن ام قبيح ام ليس بالحسن ولا بالقبيح هذا من الذي يعينه ؟ هل هو عقل الانسان ام الشرع ؟
ام من ناحية واقع الاشياء ومن ناحية ملاءمتها لطبع الانسان وميوله الفطرية ؟ او منافرتها له ؟ فلا شك ان الحكم على الاشياء والافعال راجع للعقل وليس للشرع فالعقل هو الذي يحكم على الافعال والاشياء في هاتين الناحيتين ولا يحكم الشرع في اي منهما اذ لا دخل للشرع فيهما فكون الغنى حسن والفقر قبيح والصحة حسنة والمرض قبيح وما شاكل ذلك فان واقعه ظاهر من الحسن والقبح وكون اخذ الاموال حسن واخذ الاموال قبيح وكون الشيء الحلو حسن والشيء المر قبيح وما شاكل ذلك فان الطبع ينفر من اخذ الاموال ظلما ومن المر ويميل لاسعاف المشرف على الهلاك وللحلو فهذا كله يرجع الى واقع الشيء الذي يحسه الانسان ويدركه عقله ويرجع الى طبع الانسان وفطرته وهو يشعر به ويدركه عقله ولذلك كان العقل هو الذي يحكم عليه بالحسن والقبح وليس الشرع ولكن هذه الاشياء لا يعتبر الحكم عليها مصلحة او عدم مصلحة لانه اخبار عن واقع فيخبر عن حقيقة الشيء ما هو او يخبر عن حقيقة ميوله الفطرية ما هي ؟ على ان الناس لا يختلفون على الحكم على هذه الاشياء ولذلك لا مجال لاختلاف نظرهم في الحياة وانما الذي يجري فيه الاختلاف هو الحكم على الاشياء من ناحية المدح والذم وعلى الافعال والاشياء في الدنيا فهناك اشخاص يذمون افعالا في حين ان غيرهم يمدحها وهناك اشخاص يمدحون اشياء في حين ان غيرهم يذمها فهذه الافعال والاشياء من الذي يحكم عليها بالمدح ام الذم هل هو الانسان ام الله ؟ وبعبارة اخرى هل هو العقل ام الشرع ؟ والجواب على ذلك ان العقل والادراك هو نقل الاشياء الى العقل بواسطة الحس ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع فالاحساس جزء جوهري من مقومات العقل فاذا لم يحس الانسان بالشيء لا يمكن لعقله ان يحكم عليه لان العقل مقيد حكمه على الافعال وعلى الاشياء بكونها محسوسة ويستحيل عليه اصدار حكم على غير المحسوسات فكون قتل المستأمن يذم عليه وقتل المحارب يمدح عليه وكون الربا يذم عليه والقرض دون ربا يمدح عليه ليس مما يحسه الانسان لانه ليس شيئا يحس فلا يمكن ان يعقل ان لا يمكن للعقل اصدار حكم عليه واما شعور الانسان بالنفرة من القتل ومن اخذ الزيادة في المال على ما اقترض فان هذا الشعور وحده لا ينفع اصدار الحكم عليه بل لا بد من ان الحس والشعور في مثل هذه الامور لا يأتي من فطرة الانسان دائما بل من المعلومات التي لديه عنه ولذلك بعضهم يشعر بالنفرة وبعضهم يشعر بالميل فلهذين السببين لا يصلح الشعور لان يصدر العقل الحكم على الشيء او على الفعل بل لابد من الحس وبما ان الحس غير موجود بل غير ممكن لانه ليس مما يحس لذلك لا يمكن للعقل ان يصدر حكمه على الفعل او على الشيء بالحسن والقبح من حيث المدح على فعله والذم على تركه واعتبار المصالح بانها مصالح او ليست مصالح راجع الى الحكم عليها من حيث المدح او الذم وليس راجعا الى واقعها وميول الانسان الفطرية اليها . وبما ان العقل لا يمكنه الحكم عليها فلا يمكن ان يرجع احد الى اعتبار المصالح انها مصالح الى العقل لعدم امكانية حكمه عليها بل لا بد ان يرجع الى الشرع ولا يجوز ان يجعل اصدار الحكم بالمدح او الذم لميول الانسان الفطرية لان هذه الميول تصدر الحكم بالمدح على ما يوافقها وبالذم على ما يخالفها وقد يكون ما يوفقها مما يذم كالزنا واستعباد الناس وقد يكون ما يخالفها مما يمدح كقتال الاعداء وقول الحق في حالات تحقق الاذى البليغ فجعل الحكم للميول والاهواء يعني جعلها مقياسا للمدح والذم وهو مقياس خاطىء قطعا ويكون الحكم حسب الهوى والشهوات لا حسب ما يجب ان يكون عليه ولهذا لا يجوز للميول الفطرية ان تصدر حكما بالمدح والذم وبالتالي لا يجوز ان يرجع اعتبار المصالح بانها مصالح الى الميول الفطرية بل لا بد ان يرجع الى الشرع .
وما دام لا يمكن للعقل ان يرجع اليه اعتبار المصالح بانها مصالح بل لا بد ان يرجع الى الشرع وما دام لا يجوز ان يرجع اعتبار المصالح بانها مصالح الى الميول الفطرية بل لا بد ان يرجع الى الشرع فانه لا يرجع اعتبار المصالح بانها مصالح الى الانسان بل لا بد ان يرجع الى الشرع، وقد جاء الاسلام فجعل اعتبار المصلحة بانها مصلحة راجعا الى الشرع لا الى الانسان وعلى هذا الاساس جاء الحلال والحرام فتعيين موقف المسلم اتجاه الافعال والاشياء هل يمتنع عنها ام لا يمتنع ليس راجعا للانسان وانما هو راجع للشرع فهو الذي يحلل وهو الذي يحرم فوجهة نظر المسلم الى الحياة ليست النفعية وانما هي الحلال والحرام اي ما احله الله وما حرمه ليس غير .
2 - لقد جاءت الايات والاحاديث تبين ان الحلال هو ما احله الله والحرام هو ما حرمه الله وانه ليس لاحد من البشر ان يحلل او يحرم، فقال تعالى مبينا انه هو الذي يحلل ويحرم"قد فصل لكم ما حرم عليكم""قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم""انما حرم ربي الفواحش"ونعى على الذين يحرمون ما احل الله قال تعالى"قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده"و"انما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله"او"قد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب""قل ارأيتم ما انزل الله من رزق فجعلتم منه حلالا وحراما الله اذن لكم ام على الله تفترون""قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله"وجاءت الاحاديث تبين ان ما احل الله هو ما احله في القران والسنة"ان الحلال بين وان الحرام بين"قال صلى الله عليه وسلم"يوشك رجل منكم متكئا على اريكته يحدث بحديث عني فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، الا ان ما حرم رسول الله مثل الذي حرم الله"ويفهم منه ان الحلال والحرام محصور فيما يرد عن الله وعن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم"الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهة"وزاد في رواية البخارى"لا يعلمها كثير من الناس"وجاء في رواية الترمذي"لا يعلم كثير من الناس من الحلال هي ام من الحرام"اي ان الاشياء الثلاثة"الحلال البين والحرام البين والخفي الذي لا يدري احلال ام حرام، فالحلال البين يصح الاقدام عليه والحرام البين لا يجوز الاقدام عليه وما لم يعلم هل هو حلال ام حرام ينبغي اجتنابه حتى يتبين حكم الله فيه هل هو حلال ام حرام، فهذه النصوص كلها تدل على نظرة المسلم للافعال والاشياء انما هي الحلال والحرام وهذه النظرة هي التي تعين موقفه تجاه الافعال واتجاه الاشياء المتعلقة بالافعال وعلى هذا لا يحل للمسلم ان يكون سلوكه اتجاه الاشياء والافعال مبنيا على المنفعة بل يحرم عليه ذلك لانه ما دام يعتقد العقيدة الاسلامية فان الاعتقاد بها يوجب عليه ان يكون سلوكه مبنيا على الحلال والحرام اذ هو يعتقد ان القران الكريم كلام الله والقران ينص بصراحة على تحريم ان يحل ما حرم الله ويحرم ما يحل الله اي ينص على تحريم جعل غير الحلال والحرام مقياسا للاقدام على الافعال والاشياء وتركها"ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله""ارأيتم ما انزل الله من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا الله اذن لكم ام على الله تفترون"فالاعتقاد بالعقيدة الاسلامية هي ان تكون وجهة نظر المسلم في الحياة هي ما جاءت به هذه العقيدة وهو ما احله الله ورسوله وما حرمه الله ورسوله اي الحلال والحرام، اذ جاءت بالايمان بالقران وبنبوة محمد عليه السلام والقران يحرم ان يكون هناك مقياس للاقدام على الافعال والاشياء سوى ما احل الله وما حرم الله اي سوى الحلال والحرام فهو يحرم ان تكون النفعية وجهة نظر في الحياة .
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)