[abbud]

بسم الله الرحمن الرحيم
رغم انني اؤيد ان تكشف اوراق كل الحكام العرب على الملاء امام شعوبهم على الاخص لانهم المعنيون بالدرجة الاولى بتلك الحقائق والتصريحات وليس متمنيا ان تنكشف للعالم الخارجي , لان سبب تقوية تلك العروش المتوارثة في منطقتنا العربيه والاسلاميه هي الفائدة التي يجنيها العالم الغربي من ثروات واقتصادات تلك البلدان لطالما حكامها محققون سياساتهم التي ترسم لهم . لذلك نلاحظ بين حين واخر تساقط اوراق التوت والسبب ليس ان تلك الاوراق قد تداركها الذبول وتقادم العمر فيها بل ان القوى الغربيه هي تريد اسقاطها لغايتا ما في سياساتها او تضاربا لمصالحها .
لكن ما فاجئنا حقا البارحة هو انشقاق عبد الحليم خدام عن سياسة النظام الحاكم في سوريا وبالتاكيد ليس النظام الجديد بقيادة بشار الاسد بل النظام القديم بقيادة حافظ الاسد رغم انها استمرار لسياسة واحدة باختلاف تتضح صورته شيئا فشيئا , لان عبد الحليم خدام كما هو معروف قد استقال من مناصبة جميعا بعد تقلد بشار الاسد سدة الحكم بقليل , ولايخفى على الجميع ان القيادة الجديدة حاولت جاهدة ومستمرة على نفس الخط بالاصلاح رغم الارث الثقيل من الفساد الاداري والضعف في الاداء الاقتصادي والفقر في الاوساط الشعبيه , وان التصريحات التي ادلى بها عبد الحليم خدام من قصره من فرنسا على القناة العربيه هي في غاية الاهمية والخطورة والواضح والصراحة لاجدال فيها , الا انها تجعل الانسان يفكر الف مرة قبل ان يستفيق من هذه المفاجئة , لماذا بهذا الوقت بالذات , هل اخطاء عبد الحليم خدام في اختيار الوقت ليصرح كما قال انه يريد ان يخدم الشعب السوري , فانا من وجهة نظري اعتقد انه اخطاء بهذا الوقت والتقدير لانه لن يستطيع ان يخدم الشعب السوري وهو في سدة الحكم فكيف يخدمهم وهو يثير زوبعة يضر بها الشعب السوري على اقل تقدير هو فرض عقوبات اقتصادية تضر الشعب السوري اكثر مما هو متضرر واكثر من ان تضر القيادة الحاكمة في سوريا وان تجربة العراق هي خير دليل على صحة ما نتوقعه ونتصوره لان الكثيرين ممن تشبهوا بعبد الحليم خدام من العراق ليكشفوا سر الاسلحة الكيمياوية وترسانته البيلوجيه التي كان يملكها العراق وفرض حصارا اقتصاديا على العراق من اقرب الدول اليه في العقيدة واللغة والارث التاريخي , كانوا متصورين انهم يضرون القيادة السابقه , فكانت نتيجته تضرر وماساة لاحدود لها للشعب العراقي مازالت اثارها باينه للعيان واتضح بعد غزو العراق انه لايوجد مثل تلك الاكاذيب وتلك التصريحات .
فكان من المفترض على عبد الحليم خدام اذا كان يريد ان نحسن النية فيه ويحسن الشعب السوري النيه فيه ايضا وفي تصريحاته التي يريد بها خدمة الشعب السوري ان ينتظر انتهاء التحقيقات في مقتل الحريري حتى لا تؤثر تلك التصريحات على مجريات التحقيق لدخول الشق في اختيال الحريري بالشق اسقاط الحكم في سوريا وجر الشعب الى ماساة تشابه ماساة الشعب العراقي ومن قبله الشعب البناني , ونلاحظ من خلال تصريحاته انه يحاول ان يزج ويربط سوريا قدر الامكان بقضية مقتل الحريري بغض النظر فيما اذا كان هذا الموضوع صحيحا ام لا .
ومن خلال استنتاجي لمقابلة خدام اجدها تصفية حسابات مع القيادة السوريه اكثر مما هي ايراد للحقائق لان اول الحقائق تقول ان عبد الحليم خدام كان ضمن تلك القيادة على اقل تقدير ثلاثين عاما من السياسات الخاطئة وانه يتحمل جزء كبير جدا من الذي يتحمله بشار الاسد وهو في سدة الحكم على مدى ستة اعوام , اما الاستنتاج الثاني ارى ان مثل هؤلاء الناس انتهازيون وصوليون فاقدين للكرامة والشجاعة ليس لانه اعترف بالشئ القليل عما يرتكب بحق شعوبنا العربيه والاسلامية فهذا ليس صك غفران لكل الاخطاء التي ارتكبت في زمنه , الا انه شعر ان الدائرة تضيق على سوريا قيادتا وشعبا , فقرر اللجوء خارجا لينئى بنفسة وبعائلته عن المسائلة والمحاكمة اذا ماكانت النتيجة كما حصل في العراق وانا ارى ان تلك النهاية الحتمية لسوريا بعد ان وضعت في الائحة بعد العراق كما هي السودان ولبنان , والايام القادمة حافلة بالمفرقعات راس السنة الجديدة ( 2006 ).