[أبو إيهاب]

ابنتى العزيزة / muslima04

1 - ما دمت سألتنى أن أعيد قراءة السؤال وجواب العلامة "ابن باز" .. فأقول لك ولله الحمد من الوهلة الأولى فهمت ... كما قال "أبو طه" فى تعليقه رقم (11) ... أن السؤال يحمل سؤالين . الأول عن التعامل مع المحل ، والثانى عن التعامل مع من يبيع المحرمات .

2 - وأعتقد ابنتى الورعة ... أنك لا حظتى بأنى دائما أميل إلى الإختصار وما يفيد ، ولذلك جاوبت على الجزء الثانى الذى يَجُبُ الجزء الأول ، بما يفيد أن التعامل مع من يجهر ببيع المحرمات فى بلد إسلامى ، وهو يعلم جيدا أنها محرمة فى الدين الإسلامى ... سواء كان مسلما أو غير مسلم ... فلا يجوز للمسلم أن يتبايع معه ، وفى التحرى عن المال الحلال والآخر الحرام مشقة ، وصعوبة فى تمييزهما عن البعض ، بل يكاد يكون مستحيلا وغير عملى بالمرة ... بالإضافة إلى أن على المسلم الغضب من فعله وعدم التعاون معه حتى يرتدع ... لأنه ملعون ملعون ملعون ... ملعون لشراء الخمر .. ملعون لبيعها .. ملعون لحملها .. ملعون لترويجها وحث الناس عليها...... "وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ {113}" سورة هود ولك أن تبحثى عن معنى هذه الآية الكريمة فى التفاسير ، لتعلمى أن التعامل معهم حرام .

3 - مسألة سؤال أهل الذكر ... فسؤالهم مقيد بعدم العلم ".... إن كنتم لا تعلمون" ، وذلك إذا ورد نص له تأويلات ، أما إذا كان النص لن يستطيع أى عالم تأويله ، فهو من العلم الذى يَجُبُ سؤال أهل العلم ... واعلمى ابنتى ، أن فى الإسلام علماء دين ، لا رجال دين وكهنوت كما فى الأديان الأخرى ، والمسئولية يوم القيامة أمام العلى القدير ، هى فردية ... وليس معنى هذا أنى أرفض أقوالهم ، بل أحترمها كل الإحترام وأقدرها كل التقدير ، وهى تفتح لى آفاقا لم أتحصل عليها بمفردى ، ولم أكن أستطيع ذلك ... فإذا علمت بالحديث الشريف الواضح ، فهو من العلم .