
01-01-2006, 01:35 PM
|
عضو فعّال
|
|
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 438
|
|
وترى البيت فتبقى لحظة دون حراك
"ها هو البيت كما كان، هناك
لم يزل تحجبُهُ الدُفلى ويحنو
فوقه النارنجُ والسروُ الأغنُ
وهنا مجلسنا
ماذا أُحس؟
حيرةٌ في عُمق أعماقي، وهمسُ
ونذيرٌ يتحدى حُلم قلبي
ربما كانت.. ولكن فيم رُعبي؟
هي ما زالت على عهد هوانا
هي ما زالت حنانا
وستلقاني تحاياها كما كنا قديما
وستلقاني..."
وتمشي مطمئناً هادئاً
في الممر المظلم الساكن، تمشي هازئا
بهتافِ الهاجسِ المنذر بالوهم الكذوب:
"ها أنا عُدت وقد فارقت أكداس ذنوبي
ها أنا ألمحُ عينيك تُطلُ
ربما كنتِ وراء البابِ، او يُخفيكِ ظلُ
ها أنا عُدتُ، وهذا السلمُ
هو ذا البابُ العميقُ اللونِ، ما لي أحجمُ؟
لحظة ثم أراها
لحظة ثم أعي وقع خُطاها
ليكن.. فلأطرق الباب؟ "
وتمضي لحظات
ويصرُ البابُ في صوتٍ كئيبِ النبرات
وترى في ظُلمة الدهليزِ وجهاً شاحباً
جامداً يعكسُ ظلاً غارباً:
"هل..؟" ويخبو صوتُك المبحوحُ في نبرٍ حزين
لا تقولي انها.."
"يا للجنون!
ايها الحالمُ، عمن تسألُ؟
أنها ماتت"
وتمضي لحظتان
أنت ما زلت كأن لم تسمع الصوت المثُير
جامداً، ترمقُ أطراف المكان
شارداً، طرفُك مشدودٌ الى خيطٍ صغير
شُد في السروة لا تدري متى؟
ولماذا؟ فهو ما كان هناك
منذ شهرينِ، وكادت شفتاك
تسألُ الاخت عن الخيطِ الصغير
ولماذا علقوهُ؟ ومتى؟
ويرنُ الصوتُ في سمعك: "ماتت.."
"انها ماتت.." وترنو في برودِ
فترى الخيط حبالاً من جليدِ
عقدتها أذرعٌ غابت ووارتها المنون
منذ آلاف القُرون
وترى الوجه الحزين
ضخمته سحب الرُعب على عينيك. "ماتت.."
|